
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمـن شـيدوا هـذا المقـام المعظما
بـهِ العلـمُ قـد حـط الرحـال وخيما
ومـن حـل فـي هذا الضريح الذي غدت
تحييــه بالبشــرى ملائكــة السـما
نعــم شــيدوه للـذي احـرز الهـدى
وكـــان لاحبــار الزمــان معلمــا
فحــل بـه كالـدر فـي صـدف الـثرى
إلـى أن يُنـادي قـم عزيـزاً مكرمـا
أمــامٌ حــوى مــن كـل علـمٍ أجلـه
وفيه اقتدى في الشام من كان مسلما
اقـام لـه الرحمـن في الكون مذهباً
وخصصــــه بالمكرمــــات وعممـــا
ويـا نعـم مـن سـماه عبـداً له غدا
مضــافاً وبـالمعنى المـراد توسـما
ســلالة أوزاع مــن العــرب الأُلــى
بنـوا مـن مراقـي الجد للمجد سلما
بـه أزدان عصـر التـابعين وقد حكى
طــرازاً بــأنواع المهابـة معلمـا
وقـد عـرف القـوم الكـرام اجتهاده
وكـــل لــه طوعــاً اقــر وســلما
جــديرٌ بمــدح المــادحين لحكمــةٍ
عليــه بهــا رب البريــة أنعمــا
أعــدُّ بــه نظــمَ القريــض تجـارةً
واحســب يومــاً رزتـهُ فيـه موسـما
وهــب أننــي أوتيــت كــلَّ بلاغــةٍ
وقــدَّمتها فــي مـدحهِ كنـت مفحمـا
لعلمــي بــان العقـل ليـس بمـدركٍ
مــداه وان صـاغ التشـابيه انجمـا
ولكننـــي أفرغــت جهــدي بنعتــه
وجئت بـــه أمـــراً علــيَّ محتمــا
وغايـة قصـدي ان انـال بـه الرضـا
ولـو أننـي لا أملـك الـدهر درهمـا
لـه اللَـه مـن قطـب تدور به العلى
وطـودٍ غـدا فـي مركـز الفضل محكما
ولايتــه كــم أظهــرت مــن كرامـةٍ
لطلعتهــا الــدهر العبـوس تبسـما
بزورتــه الأكــدار عــن كـل وافـدٍ
تــزول فيغــدو بالهنــا متنعمــا
لحضــرته تــأتي الملــوك تبركــاً
وتخضــــع اجلالاً لــــه وتكرمــــا
تــرى البحـر ممتـداً لنحـو مقـامه
ولــو أنــه يــدري الكلام تكلمــا
فيحســـبه مـــن قـــد رآه كــأنه
يمــدُّ إلــى تقبيــل ســدته فمــا
ولــو لـم يكـن إلا المهابـة مـانعٌ
لمـا عـاد عـن فـرط الهجوم واحجما
وفـي مثـل هـذا الأمـر اعظـم عـبرة
لمـن حـاز مـن نـور الهداية مقسما
هنيئاً لمــن القــى عصــاه ببـابه
ونـاداه جـد للضـيف يا صاحب الحمى
غيــورٌ علــى مــن يحتمـي بجنـابه
وان كـان مـن يبغي له الضيم ضيغما
تكــاد طيــور الجـو تهـوي لرحبـه
إذا ســـمعت للـــذاكرين ترنمـــا
بــه حســدت بيــروت كــل مدينــةٍ
سـوى بلـدة حـازت مـن الخلق اعظما
كفــى أهلهــا عــزاً بقـرب جـواره
فقـد أحـرزوا مـن ذلك القرب مغنما
يســر بـه مـن كـان بالسـر عارفـاً
ويـــزداد عرفانــاً بــه وتقــدما
ومــن يقتفــي آثـاره يكتفـي بهـا
شــهوداً علــى فضــلٍ حـواه متممـا
قاسم بن محمد الكستي، أبو الحسن.شاعر، من أهل بيروت، مولداً ووفاة، اشتغل بالتدريس، وعلت شهرته في الشعر.له ديوان (مرآة الغريبة - ط)، وديوان (ترجمان الأفكار - ط)، و(أرجوزة في القرآن الشريف - خ).