
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـدت فرأيـت الشـمس مـن وجهها تسري
رداحٌ بسـيف اللحـظ قـد أحكمـت أسري
إذا مـا انثنـى تحت القبا رمح قدها
تقـول غصـون البـان يـا مسبل الستر
تفقــدت رشــدي حيــن ضــاع بحبهـا
فــألفيته بيــن الــترائب والنحـر
لقـد أعربـت بـالجزم قلـبي جفونهـا
وكـان بنـاء الفعـل منها على الكسر
فقــل لخلــي العشـق حـاذر سـهامها
ولا تخـش مـا بيـن الرصـافة والجسـر
تلاحــظ عــن خشــف وتلفــظ عـن طلا
وتبســم عــن در وتســفر عــن بـدر
علــى عطفهــا غنــت بلا بـل حليهـا
فـاغنت بمغناهـا الرخيـم عـن الخمر
تقــول وقــد طـالت مواعيـد وصـلها
عليــك إذا مـا ضـاق صـدرك بالصـبر
فمـن ايـن لـي صـبر ومـن نشر فرعها
لقـد طـويت منـي الضـلوع على الجمر
علــى كبــدي منهــا لواعــج صـبوةٍ
تلاشـت بهـا أخبار قيس الهوى العذري
تحملـــت مـــالا اســتطيع بظلمهــا
إلى أن أراني قرطها النجم في الظهر
واقســم بالعصــر الــذي هـي زينـةٌ
لـهُ ان حـالي مـن نواهـا لفـي خُسـر
أحاديثهــا بالوصـل تحلـو وبالجفـا
تمــر ولكــن بــالهموم علـى فكـري
مليكـــة حســـن حاجباهــا تكفلــت
لغزوهمــا الأقـدارُ بالفتـح والنصـر
لاهــل الهــوى قــانون عشـقٍ بكفهـا
تفنــن فــي إنشــائِه كــاتبُ السـر
تصــدَّت إلـى قتلـي فقلـت لهـا قفـي
علـى حـد هـذا الجـور يا ربة الخدر
فــإني مـن القـوم الـذين تفـاخروا
ولكـن قلـب الـدهر يقسـو علـى الحر
فقـالت بمـاذا كـان فخـرك يـا فـتى
فقلــت بــإبراهيم بـدر العلا فخـري
هـو الأمجـد السـامي الذي علم النهى
بلطــف معــاني ذاتـه صـنعةَ الشـعر
إلـى خيـر حـزبٍ ينتمي وهو في الندى
تـرى البحـرَ جـزأً مـن أنامله العشر
ســــريرته طــــابت لأهــــل وداده
وسـيرته فـي السـمع أحلـى من القطر
لـهُ المجـد ارث عـن أبيـه الذي عدا
بكــل كمــال ذكــرهُ غــرةَ الــدهر
لقـد كـان محمـود الصـفات ولـم تزل
مــآثره مصــحوبةَ الحمــد والشــكر
زكــا فرعـه المومـا إليـه وأثمـرت
ريـــاض علاه بالمهابـــة والقـــدرِ
صــرفت إلـى أنعـامه القصـد عالمـاً
بـهِ الفـوز يرجـى لا بزيـدٍ ولا عمـرو
فلــو أبــدعت بـالنظم فيـهِ قريحـةٌ
لقابلهــا مـن كفـه الجـود بـالنثر
وأوقفهــا بــالعجز عــن حـد وصـفه
كمـا يقـف الظمـأن فـي شـاطئ البحر
تــود جــواري الأفــق لــو أن داره
لهــا فلـكٌ كـانت بهـا خـدماً تجـري
زففــتُ لــهُ عــذراء فكــر جمالهـا
بـهِ قـام ان قصـرت عـن مـدحه عـذري
لهــا مـن ايـادي بـره مهـر مثلهـا
وحاشـــا علاه أن تعـــود بلا مهـــر
قاسم بن محمد الكستي، أبو الحسن.شاعر، من أهل بيروت، مولداً ووفاة، اشتغل بالتدريس، وعلت شهرته في الشعر.له ديوان (مرآة الغريبة - ط)، وديوان (ترجمان الأفكار - ط)، و(أرجوزة في القرآن الشريف - خ).