
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُنـاجي نجـومَ الليـل وهـي طوالعُ
وتمنـع عينـي أن تنـامَ السـواجعُ
وهـذا لعمـري شـأن من لعب الهوى
بــه وليجـرب كـلُّ مـن هـو هـاجعُ
فمـن شأ فليعذر فؤادي على الجوى
ومـن شـأ فليعـذل فمـا انا راجع
ولـو علـم العـذّال مـن أنا عاشقٌ
لمـا جنحـت للعـذل منهـم مطـامع
وان الــتي أُخفـي هواهـا غزالـةٌ
نفــورٌ وتجلوهــا علـيَّ المطـالع
ولـم تلهنـي عنهـا مثابرةُ العلا
ولا بعـدُ ذي قربـى به الدهرُ شاسع
ينـازعني جـورُ الليـالي بوصـلها
ومـا أنـا عـن نهـج المحبة نازع
وانــي لــراضٍ بــالهوى وهـوانهِ
وان كـان لـي بيـن البريـة شافع
تحملنـــي مــالا أطيــق بحبهــا
عـذاباً ولـم أعبـأ بمـا هو واقع
وتجهـل مـن أرجـو النجـاةَ بجاهه
أميــرٌ لــداعيهِ مجيــبٌ وســامع
أميــر يـرى عـوني لـديه فريضـةً
إذا قرعـت نـابَ الزمـان القوارع
أميــر تســاوى بــالملوك جلالـةً
وفـي كـل ما يرضى لهُ الدهر طائع
أميــر بـه الأوقـاتُ يسـعد حظُّهـا
وتحيـا بـه ان حـل فيهـا البلاقع
أميـر غـدا للشـمس والبدر ثالثاً
وليــس لهاتيــك الثلاثــة رابـع
أميـر بنـوه للمعـارف قـد بنـوا
بيوتـاً لهـا فـوق السـماك مواقع
هو الشهم عبد القادر الأمجد الذي
علـى وجهـه نـور السـيادة سـاطع
يشــتت مــرأة الهمــومَ بشاشــةً
ولكــن لأنــواع المســرات جـامع
ويخفــض للراجــي جنــاح كرامـةٍ
وعامـل هـذا الخفـض للمجـد رافع
مـواهبهُ فـي الناس يلحقها الثنا
كمـا تلحق اللفظ المفيدَ التوابع
لــه صــرف مـدحي لا يـرد بمـانعٍ
وللصــرف فـي بعـض الكلام موانـع
ومـا أنـا وحـدي مـن عيال جنابه
فلــي أُسـوة فيمـن إليـه يُسـارع
قنعـت مـن الـدنيا بـهِ دون غيره
ومــا كـل إنسـان بـدنياه قـانع
ولســتُ ملومـاً فـي طلابـي نـوالهُ
كمـا يطلـب القـوتَ الذي هو جائع
فلـولا بكـاء الطفـل من فرط جوعه
لمـا انتبهـت يوماً إليه المراضع
وانــي وتــذكاري لمــورد جـوده
كغــرسٍ ببســتانٍ عـدتهُ الهوامـع
ولمــا رأَه ذو الحراســة ذوايـاً
تعجــل بالســقيا لمـا هـو زارع
وأوردتُ هـــذا للأميـــر كنايــةً
عـن الغيـر لا عنـهُ بمـا هو صانع
لعلمـي يقينـاً أنـهُ ليـس ناسـياً
لمــن هــو محتـاجٌ إليـه وضـارع
وقد طبعت فينا على الزهد والتقى
وحسـن الوفا والحلم منهُ الطبائع
عجبــت لــهُ بـراً فسـيحاً فضـاؤُه
وفـي صـدره بحـر مـن العلم واسع
بــدا منــهُ للأيـام كـوكبُ مغـربٍ
علـى فلـكٍ فـي مشـرق الكون طالع
فتغبـط منـهُ الكـفَّ سـارية الحيا
وتحسـد معنـاه الـبروق اللوامـع
لـهُ فـي سـماء العـز أشـرف مظهرٍ
أشــارت إليــهِ بــالأكف الأصـابع
وليــس بــهِ للخلــق ضـرٌّ وإنمـا
جميــع مزايــاه لــديهم منـافع
وأقلامـــهُ تجــري بكــل فضــيلةٍ
وألفــاظهُ منهـا تكـون البـدائع
تـولي لسـان الصـدق سـيرةَ حمـده
وقــد مُلئت ممـا تضـوع المواضـع
كــأن حمــاه روضــةٌ ذات بهجــةٍ
بهـا ثمـر المعـروف والخير يانع
حــوى وهــو شــيخٌ حكمـةً نبويـةً
كمـا قـد حواهـا وهـو كهلٌ ويافع
وجـوه صـفات الـذات منهُ إذا بدت
تراقبهــا الأفكــار وهـي رواكـع
أرى الفضــلَ فيـهِ مسـتقلاً بنفسـه
وليـس لماضـي الـرأي منـهُ مضارع
وللعقـل باسـتقلال مـا قلتـهُ بـه
دليــلٌ كحــد الهنــداونيّ قـاطع
قاسم بن محمد الكستي، أبو الحسن.شاعر، من أهل بيروت، مولداً ووفاة، اشتغل بالتدريس، وعلت شهرته في الشعر.له ديوان (مرآة الغريبة - ط)، وديوان (ترجمان الأفكار - ط)، و(أرجوزة في القرآن الشريف - خ).