
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زر أرض مصــر وقـف علـى ربواتهـا
واحفـظ فـوادك مـن ظـبي ظبياتهـا
وتــوقّ انفــاس النســيم فانهــا
ممزوجــة بــالحب مــن غاداتهــا
ارض كســاها النيــل زخـرف وجهـه
واعــار بــرد ميــاهه نســماتها
فبــدت كــان الارض وجــه مليحــة
وكأنهـــا خــال علــى وجناتهــا
لِلّــه روضــتها وقـد حيـى الصـبي
اغصــانها فحنــت لهــا هاماتهـا
وتحــدثت امواههــا فــوق الحصـى
تــوحي لطيــر اراكــه نغماتهــا
والارض مــن ظــل الغصــون كانمـا
نــثرت دنــانير علــى جنباتهــا
ولقـد جلسـت الـى الغزالـة سـاعة
غفلــت بهــا عنـا عيـون وشـاتها
واللحــظ ينطــق والشـفاه صـوامت
لغـــة تخــطُّ عيوننــا كلماتهــا
حـتى اذا طفـح الغـرام ولـم تعـد
كلــم العيــون تفـي بوجـداناتها
عاتبتهــا فتحــدرت مــن جفنهــا
درر وددت اكـــون مــن قطراتهــا
ورنــت الــيَّ فقابلتهــا ادمعــي
فكانهـــا نظــرت الــى مرآتهــا
ان القلــوب غصـون اربـاب الهـوى
ومــدامع الاجفــان مــن ثمراتهـا
فــاذا جــرى فيهـا نسـيم صـبابة
نـثرت ثمـار الوجـد عبراتهـا مـن
دمــع تــراه مقلــتي فــي خـدها
مــاء ونفســي منـه فـي جمراتهـا
ضـدان قـد جمعـا بـه وكـذا الهوى
فيــه الســعادة مــازجت افاتهـا
لتكـن كمـا تهـوى الصـبابة اننـي
لا التقـــي فيــه ســوى لــذاتها
تعـــذيبها عـــذب يـــروق وروده
عنــدي فكيـف العـذب مـن حالاتهـا
سكر الفواد بها باقداحٍ من الاحداق
دار الســــكر فــــي داراتهـــا
يســعى بهـا قمـر لـو ان نجومنـا
منــه لكــان البـدر مـن هالاتهـا
فصــفحت فــي ســكري بخمـرة حبـه
عمــا اســاء الــيَّ مـن هفواتهـا
هيهـات مـا الـدنيا ليـذكر ذنبها
وســعادتي بلقــاك مــن حسـناتها
لقيـــا اخــال الارض دارة درهــم
فيهــا وكـل العمـر مـن سـاعاتها
حــتى لا حســب ان نفسـي فـي ربـي
جنباتهــا والخلــد بعـض حياتهـا
واظــن صـرف المـوت اليـن جانبـاً
مــن ان يكــدر بيننــا خلواتهـا
واقـول دعنـا يـا ممـات وعـج الى
نفــس تــرى راحاتهــا بمهاتهــا
كــم مــن نفــوس تشـتهيك حزينـة
تـدعو وتبسـط فـي الـدعا راحاتها
فــالى دعاتـك فاسـتجب كرمـاً ودع
اهــل الصـبابة عنـك فـي جناتهـا
نجيب بن سليمان الحداد.صحفي أديب، له شعر، وهو ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي.ولد في بيروت، وتعلم بها وبالإسكندرية، وكان في هذه من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس)، وأصدر مع آخرين جريدة (لسان العرب) يومية، ثم أسبوعية بالقاهرة، وعاد إلى الإسكندرية فتوفى بها.له (تذكار الصبا -ط) وهو ديوان شعره.ولعادل الغضبان (الشيخ نجيب الحداد -ط) في سيرته وأدبه.له: قصص روائية منها (رواية صلاح الدين الأيوبي-ط)، و(شهداء الغرام - ط)، و(حمدان - ط) مسرحية، و(السيد - ط) ترجمها عن الفرنسية، و(غصن البان - ط) و(الفرسان الثلاثة - ط).