
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هيفــاء زيــن خـدها ورد الصـبى
فتمــايلت كالغصـن حركـه الصـبا
حســناء طــاهرة كزهــرة روضــة
مـا مسـها غيـر النسـائم والندى
بيضــاء يحــدق شـعرها بجبينهـا
فتريـك عيـن الصبح في وجه الدجى
نشــات وحيـدة اهلهـا فـي قريـة
كـالزهر ينشـا زاهيـاً بين الربى
لـم تـدر غير الحقل والنبت الذي
يزهـو عليـه وورده الغـض الجنـي
والشــمس غاربــة تودعهــا مـتى
غــابت وتلقاهـا مـتى لاح الضـحى
والبــدر تنظــره فتحسـب رسـمها
فيــه ويحسـب رسـمه فيهـا يبـدا
وقفــت علـى بـاب الخبـاء عشـية
كالشـمس قـد وقفت على افق الضيا
وجـرى النسـيم بهـا يلاعـب شعرها
حينـاً فتخفـق مثلمـا خفـق اللوا
واذا بوقــع حــوافر فـي قربهـا
وفـتى علـى سرج الجواد قد استوى
ذو قامــة هيفـاء تـزري بالقنـا
ولـــواحظ نجلاء تــزري بــالظبى
وقـد انتضـى سـيف القتـال وجفنه
امضــى وافتـك مقتلا ممـا انتضـى
وعلــى ملابســه الحلــي لوامعـاً
كالبـدر في زهر النجوم قد انجلى
وافــى فحيــا باســماً متلطفــاً
ودنـا لهـا مستسـقياً يشكو الظما
فمضــت فجــاءته بكــاس وانثنـت
ترنـو لطلعتـه كمـا ترنـو المهى
ترنــو اليـه وهـو يشـرب باسـماً
حتى ارتوى واللحظ منها ما ارتوى
يحسـو الشـراب وتحتسـي مـن حسنه
خمـراً بهـا قلب الفتاة قد اكتوى
حـتى اكتفـى فاعـاد كـاس شـرابه
مملـوءة بعـد الميـاه مـن الثنا
ومضـــى فودعهــا واودع قلبهــا
بــدلاً لـبرد شـرابها حـر الجـوى
دخـل الهـوى قلبـاً خليـاً لم يكد
يـدري الهـوى حـتى تملكـه الهوى
فقضــت ســواد ظلامهـا فـي ظلمـة
لليـأس يوشـك لا يضـيء بها الرجا
يهفــو النعــاس بجفنهـا فـبرده
ممكــن تملكهــا خيـال قـد سـرى
حــتى اذا انجـاب الظلام واشـرقت
شـمس الضـحى تزهو على افق السما
وافــى رسـول مـن حـبيب فؤادهـا
بهديــة تهــدى لربــات البهــا
مــراة وجــه قــد تكلـل حرفهـا
مــن فضــة بيضـاء زادتهـا صـفا
فــدنا وقــال هديــة مـن سـيدي
تهــدي لســيدتي وســلم وانثنـى
كــانت جـزاء للشـراب وليـت لـم
يكـن الشـراب ولم يكن هذا الجزا
فلقـد سـبا قلـب الفتـاة صـبابة
وهــوى لـذياك الجميـل ومـا درى
وجــرت مــدامعها بـذوب فؤادهـا
شـوقاً اليـه وليـس يعلـم ما جرى
كـالقوس أطلـق سـهمها فجنـى ولا
لـوم عليـه فليـس يـدري مـا جنى
ترنــو الــى مرآتـه فـترى بهـا
تــذكار طلعتــه وطلعتهــا سـوا
فتزيــد بالتـذكار نـار غرامهـا
وتزيـدها نـار الغـرام من الضنى
مـا زال يـذكيها الهـوى ويذيبها
حـتى غـدت شـبحاً ارق مـن الهـوا
وهـوت علـى مهـد السـقام عليلـة
تشـكو الذي يبدو وتكتم ما اختفى
حـار الجميـع بها فلم يدروا لها
داء تكابـده ولـم يـدورا الـدوا
واقــام ينــدب والــداها حسـرة
واسـى ومـا يجـدي التحسـر والاسى
والبنــت كاتمــة حقيقـة دائهـا
وتقـول لا ادري فـذا حكـم القضـا
حــتى اذا بســط الممـات جنـاحه
مـن فوقهـا ودنـا ينازعها البقا
والنـزع يجـذب نفسـها مـن صدرها
فــترده عنهـا الغضاضـة والصـبى
وذوو قرابتهــا حواليهــا وقــد
عجـزوا فليـس سوى التأسف والبكا
والشـمس قـد غـابت تودعهـا كمـا
كـانت ولكـن لا تقـول الـى اللقا
سـمعت بقـرب البـاب وقـع حـوافز
ورأت حــبيب فؤادهــا منـه اتـى
وافـى ولكـن بعـدما انقطع الرجا
ووفـى ولكـن حيـن لا يجـدي الوفا
ودنـا اليهـا وهـو لا يـدري الذي
اجــراه سـيف لحـاظه فيمـا مضـى
وحنـى عليهـا وهـو يسـأل جازعـاً
ويقـول كيـف اصـابها سـهم الردى
فرنـــت اليــه بمقلــة فتانــة
وكسـا اصـفرار جبينها ورد الحيا
وتنهــدت اســفاً وقــالت ان بـي
سـهماً اصـاب القلـب من عيني فتى
هـذا هـو الـداء الـذي اقضـي به
حبـاً وكـم مـن عاشـق قبلـي قضـى
فاجـاب مـن هـذا الفـتى فتناولت
مرآتــه بيــد يصــافحها الفنـا
ورنـت وقـالت عنـدما يبدو الضحى
وتكـون روحـي فـارقت هـذا الورى
ان شــئت تعـرف مـن قضـيت بحبـه
انظـر الـى المـرآة تلقـاه هنـا
نجيب بن سليمان الحداد.صحفي أديب، له شعر، وهو ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي.ولد في بيروت، وتعلم بها وبالإسكندرية، وكان في هذه من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس)، وأصدر مع آخرين جريدة (لسان العرب) يومية، ثم أسبوعية بالقاهرة، وعاد إلى الإسكندرية فتوفى بها.له (تذكار الصبا -ط) وهو ديوان شعره.ولعادل الغضبان (الشيخ نجيب الحداد -ط) في سيرته وأدبه.له: قصص روائية منها (رواية صلاح الدين الأيوبي-ط)، و(شهداء الغرام - ط)، و(حمدان - ط) مسرحية، و(السيد - ط) ترجمها عن الفرنسية، و(غصن البان - ط) و(الفرسان الثلاثة - ط).