
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أضـحت مغاني الصبر بعدك بلقعا
وغـدا عصـيُّ الـدمع بعـدك طيعا
وتعـودت فيـك العيـون دموعهـا
حـتى حسـبنا انهـا خلقـت معـا
يـا راحلاً رحلـت اليـه قلوبنـا
وقضـى عليـه الحزن ان لا ترجعا
ان كـان فـات عيوننـا لك مصرع
فلقـد تركـت في بكل قلب مصرعا
او كنـت لـم تسقي ثراك دموعنا
فلقـد سـقينا طيـب ذكرك ادمعا
يـا طالمـا انتظرت قدومك اعين
اضـحى عليها الدمع بعدك برقعا
ولطالمــا خفقـت عليـك جوانـح
تـدعو فاصبح يا سها بدل الدعا
كنـا نؤمـل ان نـرى لـك مطلعاً
مـن شـرقنا فالشرق يعهد مطلعا
فاذا به الغرب الحريص يعيد ما
ابـدى ويرجـع فيه ما قد اطلعا
لِلّـه خطبـك فـي الخطـوب فـانه
ملأ البلاد مناحــــة وتفجعـــا
اداه سـلك الـبرق يرجـف هيبـة
منــه ولـو يـدري بـه لتقطعـا
ويلاه ايــة حكمــة اودى بهــا
ريـب الزمـان واي ركـن زعزعـا
لـو تعلـم الايـام مـا سلبت به
قنعـت بـذاك وحقهـا ان تقنعـا
اخذت حياة الفضل في شخص العلى
فكأَنهـا حـوت المكـارم اجمعـا
يـا سـفح لبنـان افتخر مترفعاً
فلقـد حـويت اجـل منـه وارفعا
وليفتخـر بحـر امامـك اذ يـرى
بجــواره بحــراً امـد واوسـعا
ولــتزكُ ازهــار عليـك فانهـا
كسـبت شـذا اوصـافه المتضـوعا
ولتهـمِ فوقـك مـن شابيب الندى
ســحب تحــاكي جــوده متبرعـا
يـا ايهـا القـبر الذي قد ضمه
انــي اخـاف عليـك ان تتصـدعا
فلقـد جمعـت البحـر منه وفوقه
بحـر مـن الاجفـان يجـري مترعا
فاهنـا بمـا قـد نلته من رفعة
اذ كنـت للبحريـن تـدعى مجمعا
واحـرص عليـه فكـم فؤاد بيننا
يشـتاق ان يغـدو مكانـك موضعا
يـا مـوحش الطرف السخين وذكره
فــي كـل ناحيـة يشـنف مسـمعا
جلـت مصـيبة مصـر فيـك فاوشكت
منهـا ذرى الاهـرام ان تتضعضعا
ان كـان اصـبح طـود لبنان بها
حزنـاً فـان النيـل اضحى مدمعا
قـد كنـت في جند المكارم تبعاً
واليـوم قـد اضـحت لنعـت تبعا
تسـعى علـى آثـار مجـدك مثلما
قـد كنت فيها امس اكرم من سعى
لـو امكـن الاقلام ان تمشـي على
قــدم لخـرت حـول قـبرك ركعـا
ولســال منهـا حبرهـا متـدفقاً
يـروي لهـا ثمـراً بذكرك اينعا
ولـو انهـا وعـت الـذي لقنتها
لاتـت باحسـن مـن رثـاي وابدعا
فلكـم نظمـت بها القريض مصرعاً
ولكـم نـثرت بها البديع مرصعا
ولكم بلغت بها منازل في العلى
لـم تبـق فيما بعدها لك مطمعا
مـاذا عسـى يرثيـك قلب فاض من
حـزن فاوشـك لا يعـي ممـا وعـى
لــولا بشــارتك الـذي ابقيتـه
خلفـاً لمـا سـلب الزمان وضيعا
فهـو الـذي جـبر القلوب مسلماً
ان كنـت اوحشـت العيـون مودعا
نجيب بن سليمان الحداد.صحفي أديب، له شعر، وهو ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي.ولد في بيروت، وتعلم بها وبالإسكندرية، وكان في هذه من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس)، وأصدر مع آخرين جريدة (لسان العرب) يومية، ثم أسبوعية بالقاهرة، وعاد إلى الإسكندرية فتوفى بها.له (تذكار الصبا -ط) وهو ديوان شعره.ولعادل الغضبان (الشيخ نجيب الحداد -ط) في سيرته وأدبه.له: قصص روائية منها (رواية صلاح الدين الأيوبي-ط)، و(شهداء الغرام - ط)، و(حمدان - ط) مسرحية، و(السيد - ط) ترجمها عن الفرنسية، و(غصن البان - ط) و(الفرسان الثلاثة - ط).