
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَثُــرَ العِثــارُ بعَــثرةِ الرُؤَسـاءِ
وغَــوَى الصــِغارُ بِغــرَّة الكُبَـراءِ
لمَّــا رأَيــتُ الــرأسَ وَهـوَ مُهثَّـمٌ
أَيقنـــتُ منـــهُ تَهَشــُّمَ الأَعضــاءِ
إِن كـانَ طـبُّ النفـس أَضـحَى داءَهـا
أَنَّــي تَنــالُ البُــرءَ مــن أَدواءِ
ودَواؤُهـــا إِن عــادَ داءً مُهلِكــاً
بِــاللَهِ هــل تنجــو مــنَ اللأَواءِ
فــالمَرءُ إِن أَجِنَــت مِيــاهُ وُرودِهِ
بالغَشــيِ هــل يصـحو مـن الإِغمـاءِ
وإذا الطيـــبُ تَضــاعَفَت أَســقامُهُ
هــل يَظفَـرَنَّ أُولـو الضـَنَى بشـِفاءِ
يــا معشـَراً ظَلَمـوا وكـانَ ظَلامُهـم
لَمَّــا نَحَــوا شــُهُباً بغيـرِ ضـِياءِ
يــا عُصــبةً عَثَـرَت وكـانَ عِثارُهـا
لَمَّـــا ســـَرَت بمســـالكٍ بَهمــاءِ
مُـذ كـانَ خسـفُ البـدرِ عنـدَ تمامهِ
جُزنـــا الزَمـــانَ بليلـــةٍ لَيلاءِ
ســِرنا وقــد ضـَلَّ الـدليلُ بسـَيرِهِ
فاســتاقَنا فــي التِيـهِ والإِغـواءِ
مُــذ جــاءَ مِطواعـاً لإِسـرائِيلَ هـا
رونُ اقتَفَـــوا عِجلاً بلا اســـتِحياءِ
قـد كـانَ دِيـنُ اللَـهِ نـوراً ساطعاً
والحـــقُّ مُتَّضـــِحاً بــدُونِ خَفــاءِ
تعشـو إليـهِ النـاسُ بـل أَمسَوا بهِ
مُتَســــكِّعينَ تَســــَكُّعَ العَشـــواءِ
فالأصــلُ لمَّــا أَن ذَوَى جَفَّــت بــهِ
أَغصـــانُهُ وغَـــدَت بغيــرِ نَمــاءِ
دِرياقُنــا أَضـحَى السـُمُومَ ورِيحُنـا
صـــارَ الســَمُومَ بشــَمأَل ورُخــاءِ
مــا كــلُّ حُلــو نافعــاً فتَحَـدَّرَن
أَربـــاً تَضـــمَّنَ ســـمَّ كـــلِّ بَلاءِ
والآلُ خِيــلَ مــن اللُغــوب بــأَنَّهُ
مـــاءٌ شــهيٌ وَهــوَ ليــسَ بِمــاءِ
قـد كُنـتُ أَحسـَبُ نـارَهُ نـارَ القِرَى
لكِنَّهـــــا للكَـــــيِّ والإِِصــــلاءِ
وتَخِــذتُهُ نَهـجَ الهِدايـةِ بـل غـدا
وَعــثَ الغَوايــةِ عـن سـبيل هُـداءِ
وجَهِلـــتُ عِرفــاني بــهِ فوَجَــدتُهُ
فـــي الإِختِبــار كــأَعيُنٍ خَيفــاءِ
لا خَيــرَ فــي دِيَـمٍ إذا مُـدَّت لنـا
ان لــم نَفُــز منهــا بـرِيِّ ظَمـاءِ
إِنَّ لـم يُضـِئ لـي البدرُ عند كَمالِهِ
يَفضــُلهُ نقــصُ النجــم بالأَضــواءِ
والشــمسُ ان تــكُ لا تُنِيــرُ دُجُنَّـةً
يــا ليـتَ لـم تُشـرِق بـأُفقِ سـَماءِ
إِنَّ العَصــا للعُمــيِ افضــلُ مُرشـِدٍ
مـــن قـــائِدٍ ذي مُقلــةٍ عميــاءِ
تَبَّــا لخَطِّــيٍّ إذا مــا لــم يُجِـد
طعنـــاً وهِنـــديٍّ بغيـــرِ مَضــاءِ
أَيَــرُوقُ منـك العيـنَ مِـروَدُ عَسـجَدٍ
تُبلَــى إذا اكتَحَلَــت بــهِ بِعَمـاءِ
وإذا اســـتعدَّت للحــروب أَصــادِقٌ
أبَّـــى يكــون الســِلمُ بالأَعــداءِ
فالسـُهدُ خيـرٌ لـي مـن السِنَةِ التي
تُغضـَى الجُفـونُ بهـا علـى الأَقـذاءِ
واذا اســـتَتَبَّ هُبوطُنــا بُعلُوِّنــا
يــا ليــتَ أَنَّــا لــم نَفُـز بعَلاءِ
ومُقــدَّمُ الأَجنــاد ان رَهِـبَ الـوَغَى
هـل تُقـدِمُ الفُرسـانُ فـي الهَيجـاءِ
قـد قـالَ مُوسـَى مـن يَكُـن وَكِلاً فلا
يَـبرُز إلـى الحـرب العَـوانِ إِزاءِي
يُعـدِي الحَبـانُ أَخا البَسالةِ مثلَما
تُعــدِي الصــحيحةَ صـُحبةُ الجَربـاءِ
انَّـي قـدِ أسـوَدَّ النُضـارُ ويومُهُ ال
أَســـنَى تبـــدَّلَ صـــُبحُهُ بمَســاءِ
أَضــحَى زعيــمُ القَــومِ فـي عِلَّاتـهِ
مُتَلوِّنــــاً كتَلَــــوُّن الحِربـــاءِ
مـــا زالَ وَهـــوَ مُشــرِّقٌ وَمُغــرِّبٌ
لا يســــتقرُّ عِيــــانُهُ للـــراءِي
بيَنـا يُـرَى فـي الغـرب غيـرَ مغرّبِ
يُلفَـــى بشـــرقٍ تــائِهَ الأَنحــاءِ
قـد راعَـهُ سـَلبُ الرِئاسـةِ فـانثَنَى
يَبِغــي اكتِتــامَ الحــقّ بالإِخفـاءِ
لكِنَّمــا الشـمسُ المُنيـرةُ إِن بَـدَت
لــــم تَســـتَتِر أَضـــواؤُها بمُلاءِ
هـل يُحصـَرُ البحـرُ العَرَمرَمُ بالحِقا
نِ ويُختَبَـــى فَلَـــكُ العَلا بإِنــاءِ
هــل يختفـي حِصـنٌ علـى جَبـلٍ وهـل
يَخفَــى ســِراجٌ ضـاءَ فـي الظَلمـاءِ
أيـــنَ الخُضــوعُ لطاعــةٍ بِيعيَّــةٍ
لمَّــا خَضــَعتَ لهــا بغيــر إِبـاءِ
مــا بــالُ ذاكَ الإِتحِــادِ برأسـِها
قـــد آل وهـــو مُفَكَّــكُ الأَجــزاءِ
قــد أَرضـَعَتكَ فُـواقَ ثَـديِ علُومِهـا
فعَضَضــــتَهُ بقَســــاوةٍ وجَفــــاءِ
رَبَّتــكَ فـي حِجـر التُقَـى وعَقَقتَهـا
أَتَحِـــلُّ منـــك خِيانــةُ الأَثــداءِ
كُــلٌّ إلــى حُــبّ الرئَاســةِ مـائِلٌ
طبعـــاً فأَجمَعُنـــا بنــو حــوّاءِ
لـم يَخـلُ قلـبٌ مـن ثَواءٍ مَحَبَّةٍ فيهِ
وذلــــــــك لامتِنــــــــاعِ خَلاءِ
لكِنَّمـا القلبُ المُهذَّبُ مَن أَحَبَّ اللَه
فـــــي الســـــَرَّاءِ والضــــَرَّاءِ
واهــاً لِمَــرءٍ قــد تَفــرَّغَ قلبُـهُ
لمحبَّـــةِ البـــاري بلا اســتِثناءِ
خيــرُ الأَصـادِق مـن يكـونُ مُثـابِراً
فـــي الحــالَتينِ بشــِدَّةٍ ورَخــاءِ
خِلَّــيَّ هــل لَكُمــا بــأَن تَتَوسـَّما
مــا نــالَني مـن لَوعـةِ البُرَحـاءِ
شـــأني غــدا ذُلّاً ونصــري كَســرَةً
ومُســاعِدي قــد عـادَ عيـنَ عَنـاءِي
لــو كُنــتُ ذا رَوقٍ لَكُنــتُ أَذَقتُـهُ
يــومَ النِطــاح ســمائِمَ النَكـراءِ
لكِــنَّ رأســي أصــلعٌ وتَناطُــحُ ال
جَمَّــاءِ لــم يُحمَــد مَـعَ القَرنـاءِ
يــا مَــن يـرومُ تَخَلُّصـاً مـن غَـرِّه
ســِر فــي طريـق البِيعـة الغَـرَّاءِ
واخلِــص مَحَبَّتَهــا بــأَخلَصِ طاعــةٍ
تَجِــدِ الصــَوابَ بِهـا بغيـرِ خَطـاءِ
آلاؤهـــا خفقــت بهــا راياتهــا
ولواؤهــا فـي النصـر خيـر لـواء
لا كُنــتُ مـن أَبنائِهـا ان لـم أُذِع
إِيمانَهـــا جَهــراً بــدُونِ خَفــاءِ
يــا أَيُّهـا القـومُ الـذينَ عَقَقتُـمُ
بِئسَ الصــــنيعُ مَعَقَّـــةُ الآبـــاءِ
هـل نـالَ هـاجَرَ وابنَهـا اذ فارَقَت
مولاتَهــا فــي البِيـدِ غيـرُ ظَمـاءِ
يــا عابــدينَ بطَقســِهِم ورُسـُومِهِم
مــا ذي الجَهالـةُ شـِيمَةَ الحُكَمـاءِ
بـالرُوحِ والحـقِّ اعبُـدُوا وتواضَعُوا
وذَرُوا شــــِعارَ تَصـــَلُّفٍ ورِبـــاءِ
واعطُــوا الالــهَ قُلُـوبَكم إِذ إِنَّـهُ
لا يَرتَضـــِي بـــاللفظِ والإِيمـــاءِ
ثــمَّ اقــدَعُوا نفسـاً غَـدَت أَمَّـارةً
بالســُوءِ إِنَّ الحَـوبَ فـي الحَوبـاءِ
لـو كـان ديـنُ اللَـهِ بالأَلحـانِ كا
نَ الــــدينُ للخِيلانِ والوَرقــــاءِ
هَيهــاتِ مـا بيـنَ اللُبـابِ وقِشـرِهِ
أَيــنَ الحَصـَى مـن أَنجُـمِ الجَـوزاءِ
أيـنَ الرُسـومُ من الحقائقِ فانظُروا
كــم بيــنَ نُـورِ الشـمس والأَفيـاءِ
شـَتَّانَ مـا بيـنَ الحُمَيَّا والحَما ال
مَســنونِ والمَــوتى مــن الأَحيــاءِ
يــا سـِبطَ لاويَ قَـدكَ بغيـاً إِنَّ هـي
كلــك اغتــدَى فـي حَـوزة الأَعـداءِ
قـد طـالَ سـَبيُكَ تائهـاً إِسـرالُ عُد
فــالعَودُ أَحمَــدُ للغــوِيّ النـاءِي
تَبّــاً لحَيَّتــك النُحاســِيَةِ الــتي
تَنحُــو السـُجودَ لهـا بلا اسـتِحياءِ
قِـدَماً شـُفِي منهـا السـليمُ بُرؤيـةٍ
لكــن غَــدَت عرضـاً سـَقامَ الـرائِي
لــو كُنــتَ تَســحَقُها سـَحَقتَ ضـَلالةَ
ثــارَت عَجاجتُهــا علــى الغَـبراءِ
قــد مـاتَ إِنسـانُ الديانـةِ منكـمُ
لــم يبــقَ فيــهِ الآنَ غيـرُ دمَـاء
طُرِحَــت جمـائلكُم ولـم يَثبُـت لكـم
منهــا ســِوَى الأَشــخاصِ والأَســماءِ
مـــا زلتُـــمُ تَتَجَّجـــونَ برُتبــةٍ
حـــتى حُطِطتُـــم عــن رفيــع عَلاءِ
نُوحُـوا علـى ما قد فَقَدتُم واندُبُوا
نَـــدبَ الفقيــدِ بحُرقــةٍ وبُكــاءِ
نُثِــرَت عُقــودُ نِظــامِكُم فكأَنَّهــا
ســـِلكٌ يُفَـــضُّ بقاعـــةٍ وَعســـاءِ
فلِسـانُ حـالِ البِيعـةِ الغَرّاءِ يَهتِفُ
فاســمَعوا يــا مَعشــَرَ الفُهَمــاءِ
لَكَـمِ اتَّحَـدتُم مَـرَّةً بـي ثُمَّ اخفرتم
ذِمـــــــامي جاحـــــــدينَ وَلاءِي
ان كـــانَ بالنِســيانِ لاذَ أَذاكُــمُ
منكــم فمِنّــي لــم يَلُــذ بِنِسـاءِ
لـم أَنـسَ ما فَعَلَ الا باعدُ بي ولكِن
قــــد يفـــوقهمُ اذَى القُرَبـــاءِ
أَبنــاءُ أُمّــي حـارَبُوني فاعـذِروا
مَــن قــد دُهــي بِمَكايِـدِ الأَبنـاءِ
كــم قــد أَثَــرتُ محلَّهـم بمحلِّهِـم
وطلبتُهــــم بـــالحَثِّ والإِغـــراءِ
فـأَبَوا ومـا آبُـوا إلـيَّ وقد نَبَوا
بالإِفــكِ عــن تصــديق حـقّ نبـاءِي
إِنِّي الهُدَى يا مَن غَوَوا فبِي اهتَدُوا
طـولَ المَـدَى وامشـُوا بنـور ضِياءِي
إِنِّــي ســفينةُ بُطــرُسٍ فمَسـِيريَ ال
إِيمــانُ والبشــراءُ فهــي رسـائِي
أنـا منـذُ مـا حـلَّ الإلـه بسـاحتي
لــم أخــشَ يومــاً صـادماتِ هـواءِ
أنـــا لا أَغُـــشُّ ولا أُغَــشَّ وانــهُ
لَمِــنَ المُحــالِ المسـتحيلِ خَطـائِي
امـري المُطـاعُ وسـَهمُ حُكمـي صـائبٌ
مــا شــِينَ قَــطُّ برِيبــةِ الإِخطـاءِ
إذ لــم يَــزَل عنِّـي يسـوعُ مُصـلِّياً
أَلمُعتَنِــي بــي حَســبُ لا بِســَواءِي
رأسـي الإِلـهُ اقـامَ لـي ذاكَ الصَفا
بِخلافـــةٍ ثَبَتَـــت مَــعَ الخُلَفــاءِ
مــا قــامَ لـي رأسٌ بقـائِمِ سـيفِهِ
مُتَــــرئِّسٌ بــــالوَرقِ والإِرشـــاءِ
لَيـــثٌ هصـــورٌ كاســـرٌ مُتَجاســرٌ
ذِئبٌ تَفتَّـــرَ فــي جُلــودِ الشــاءِ
أنـا مـا تَعـاقَبُني الرؤوس تَعازُلاً
وقصـــيدتي لــم تشــنَ بــالإَقواءِ
فكــأَنَّ بيــت عَــرُوض شـِعري مُفـرَدٌ
مـــا عِيــبَ بالإِكفــاءِ والإِبطــاءِ
هــل حَــلَّ مضـجعيَ النُغُـولُ تغلُّبـاً
أم هــل تَحقَّـقَ فـي الأَنـام زِنـائي
مــا اقتَّضــني خَصـمٌ أَزالَ طَهـارتي
فعــدمتُ ختــمَ بَكــارتي وبَهــائي
مـا صـِرتُ مـن بعـد البَكـارةِ ثَيِّباً
مَــأوَى العَهــارةِ أُكلـةَ السـُفَهاءِ
مــا ســِمتُ بــالكَهنُوتِ ســِيمونيَّةً
كَلَّا وليــسَ الســَلبُ مــن ســِيمائِي
مــا قـد حَفِظـتُ رُسـومَ توريـةٍ ولا
هَـــوَّدتُ بعــضَ النــاسِ بالإِطغــاءِ
مـا قـد جعلـتُ ضـريحَ ربّـي مُخـدَعاً
مَثـــوىً لكـــلّ عَضـــِيهةٍ ودَهــاءِ
مـا قـد أَقمـتُ مَوابِـذاً لِعبادةِ ال
نِيـــرانِ ذاتِ الحَبـــو والإِطفــاءِ
وهَـــل أدَّعَيــتُ عَجائبــاً إِفكِيَّــةً
بـــالزُورِ والإِيهـــامِ والضَوضــَاءِ
حــتى تَمجَّســَتِ الــوَرَى بســُجودِهِم
للنــارِ فــي الإِصــباحِ والإِمســاءِ
فضــلي اسـتَبانَ ونَـمَّ عَـرفُ أَرِيحـهِ
فـــي شاســع الأَصــقاعِ والأَرجــاءِ
مـــا للضـــَلالِ تــأَلُّفٌ بهِــدايتي
كــالغَينِ لـم تُقـرَن بحـرف الهـاءِ
وِردي صـَفا مـن بحـرِ شـمعونَ الصَفا
فاســــتَورِدُوهُ بفُرحـــةٍ وصـــَفاءِ
هـذا هُـوَ الصـخرُ الـذي مَن لم يُصِخ
لنِــداهُ طَوعــاً يُضــحِ كالخَنســاءِ
مَــن كـانَ ظَمـآنَ الحَشـَى فليحَنحَـن
نحـــوي ليُنعِـــشَ لبَّــهُ بــرَوائي
أَرعَـى خِرافـي والنِعـاجَ مـن الأَنـا
مِ علــى مِيــاهِ البِّــر والإِرعــاءِ
شـخصُ القَداسـةِ لـم يَقُـم إلَّا بطبـع
مَحَبَّـــــةٍ قُدســـــيَّةٍ وإِخـــــاءِ
أَعــدَدتُ مــائدَةَ الأَمانـةِ بـالحِجَى
ومَزَجـــتُ خمــرَ الحُــبّ بالأرجــاءِ
وبَعَثـتُ بالرُسـُلِ الكِرامِ إلى الوَرَى
يَــدعُونَهم لــوَ لِيمــتي وعَشــاءِي
فبكــلِّ فَــجِّ ضــاءَ بِشــرُ أَمـانتي
وبكــلِّ لُــجٍّ ضــاعَ نَشــرُ ثَنــائي
هـذي الـتي ظهـرَت لِتَنـتزعَ السـَلا
مــةَ مــن أُهَيــلِ تخَبــثٍ ومِــراءِ
قــامَ البَنُـونَ بهـا علـى آبـائِهِم
وكـــذاك أَصـــهارٌ علــى أَحمــاءِ
فــي كــلّ قُطــرٍ لـي رَسـُولٌ مُنـذِرٌ
بـــالحقّ للقُرَبـــاءِ والبُعَـــداءِ
قــد كــانَ للكُفَّــارِ أَعظَــمُ حُجَّـةٍ
لـو لـم يَعُـوا الإِيمـانَ بالبُشـَراءِ
أَرغَمـــتُ أَعـــدائي فكُــلٌ نــاظِرٌ
شـــَزراً إلـــيَّ بمقلـــةٍ شوصــاءِ
هـــذِه عُلـــومي لا تَــزالُ ســَرِيَّةً
بســَرِيِّ مُلكــي المُرتَقِــي وثَـرائي
مـا زِلـتُ اسـقي بـالعُلُومِ مَغارسـي
فـــالغَرسُ لا ينمـــو بلا أَنـــداءِ
وبَنِــيِّ مــا فَتِئُوا لامــري خُضــَّعاً
يَســـــــمُونَ بــــــالآلاَءِ والإِيلاءِ
لـم يَـبرَحُوا طُـرّاً كمـا كانوا يحِف
ظِ ضــَمانِهم وافيــنَ خيــرَ وَفــاءِ
وُســِمَت عــزائِمُ رَهبَنـاتي بـالتُقَى
وســـَمَت بـــأَرفَعِ عِـــزَّةٍ قَعســاءِ
مـا زِلـتُ حافظـةَ ذِمـامَ العهدِ بِال
إِيمــانِ فــي النَعمـاءِ والبَأسـاءِ
انِّـــي لَواحــدةٌ لوَحــدةِ هــامتي
ولإِتّحــــاد الــــرأسِ بالأَعضـــاءِ
لـو أَن بدا في الكَونِ شَمسانِ انمَحَت
آثــــارُهُ لِتَخــــالُفِ الأَهــــواءِ
انِّـــي لجَامعــةٌ لأَنِّــي أَجمَــعُ ال
مُتَفرِّقيـــنَ بســـِلكِ وَحـــدةِ رائِي
انـــي مُقَدَّســـةٌ لفَـــرطِ محبَّــتي
نَفــعَ الأَنــامِ قريبِهِــم والنـائِي
انـــي لَخَيـــرُ كنيســـةٍ رُســليَّةٍ
فــي بعـثِ رُسـلي وَانتِشـار نِـدائي
يــا بِيعـة اللَـهِ المقدَّسـةَ الـتي
قــد عَــمَّ رِفـدُكِ فـي مَلا البَيـداءِ
يـا فُلـكَ نُـوح كـلُّ مَـن هُـوَ دُونَـهُ
أَضــحَى غريقــاً فـي عُبـابِ المـاءِ
فَــدكِ افتِخـاراً باذخـاً يـا بِيعـةً
معصـــومةً مـــن وَصــمةِ الإِغــواءِ
قَـدكِ افتِخـاراً يـا عَرُوسـاً لم تَزَل
بِكـــراً بَتُـــولاً ذاتَ كــلّ نَقــاءِ
قَــدكِ افتِخــاراً انَّ هامَــكِ بطـرسٌ
يعلـــو كمــا يعلــوكِ آدونَــاءِي
وَلَــدَت بَنُـوك بِخصـبِ فضـلكِ توأَمـاً
عَمَلاً وعِلمـــــاً مُرغِـــــمَ الجُهَلاءِ
انـتِ اعتِمـادي باعِيـاذَ مَعـا ثِـري
وبــكِ اعتِقــادي باليِــاذَ رَجـائي
حاشـــاكِ مـــن مُتَـــدلِّسٍ مُتَــدنِّسٍ
عــافَ امتــداحَكِ ناطقــاً بهِجــاء
طُـوبَى لَـكِ ابتهجـي أَرُومِيَـةُ الـتي
أَضـــحَت مَقَـــرَّ الأَمــنِ والأُمَنــاءِ
يـا حَلبـةَ العِلـمِ الشريفِ ورَبَّةَ ال
فضــلِ المُنِيــفِ وعُصــبةَ الفُضــَلاءِ
يـا مَهيَـعَ القوم الكِرام ومَربَعَ ال
فِئة الفِهــــامِ ومَرتَــــع النُبَلاءِ
يـا مَحتِـدَ العدلِ المُنِير ومَورِد ال
بِــرِّ الخطيــرِ ومَشــهَدَ العُظَمــاءِ
يـا مُلتَقَى النهرَينِ بل يا مجمعَ ال
قُطبَيــن دِيــنِ اللَــهِ والعُلَمــاءِ
مُـذ شـُيِّدَ الإِيمـان فيـكِ انـدكَّتِ ال
أَوثــانُ وانــدثَرَت دُثــورَ هَبــاءِ
وتَقــوَّضَ الــبيتُ المؤَبَّــدُ بغتــةً
بوُلـــود بكـــرٍ عـــاتقٍ عــذراءِ
قـد عـزَّ منظـرُكِ الفريـدُ علـى فتىً
قَلِـــقِ الفُــؤَادِ مُســعَّر الأَحشــاءِ
فلِــذاك قــد حجَّــت اليـكِ نجـائبٌ
مــن شــِعرهِ يــا كَعبـةَ الشـُعَراءِ
قـد لاقَ فيـكِ المـدحُ يـا أُمَّ المدا
ئنِ مــن بــديعِ النظــمِ والإِنشـاءِ
لـو كنـتُ كُلِّـي فـي مـديحكِ أَلسـُناً
لــم أُوفِــهِ يــا ذاتَ كــلّ سـَناءِ
مــا الرَنـدُ حيـنَ تَنَبَّهـت عَـذَباتُهُ
بِفَــمِ الضــُحَى فــي رَوضـةٍ فيحـاءِ
وتَـــدبَّجت أَزهـــارُهُ مــن أَحمَــرٍ
أو أَصــــفَر بحديقــــةٍ خضـــراءِ
وهَــدَت شــآبيبُ الغمــائمِ وِردَهـا
وَردَ الكمــائمِ عــن يــدٍ بيضــاءِ
وسـَرَى الصـَبا سـَحَراً فعـاد مُروِّحـاً
قلبـــاً كــواهُ تنفُّــسُ الصــُعَداءِ
يومـــاً بأحســَنَ بهجــةً ووَســامةً
مــن بلــدةٍ هــيَ مـأربي ومُنـاءِي
شـَهِدَت شـُهودُ الحـقّ جهـراً فـي مَشا
هِــدِها فاضــحت مَشــهَدَ الشــُهَداءِ
ســَعِدَت نُفـوسٌ كالـدُمَى قـد أُهرِقَـت
فيهـا الـدِما فغـدت مـن السـُعَداءِ
صـارت لـدين اللَـه سـُوراً بعـد أَن
كــانت بحــال الكُفــر والأَســواءِ
عَـزَّ النظيـرُ مـع الشـبيه لها وقد
جلَّـــت عــن الأَشــباه والنُظَــراءِ
اشــغلتُ فكـري فـي سـَماءِ جَمالِهـا
فشــُغِلتُ عــن جُمــلٍ وعــن أَسـماءِ
وســَعِدتُ مـن إِحسـانِها فلَهَـوتُ عـن
ســـُعدَي وكـــلِّ مليحـــةٍ حَســناءِ
وَرغِبــتُ فـي إِنعامِهـا فرَغِبـتُ عـن
نِعــمٍ لمــا أَولَــت مـن النَعمـاءِ
أَرَجُ النسـيمِ سـَرَى إلـى الأَحياءِ من
أَحيــاءِ رُومــةَ لا مــنَ الــزوراءِ
حيَّـــى النفــوسَ بنَفحــةٍ قُدســيَّةٍ
ســـَحَراً فـــأَحيَى مَيِّــتَ الأَحيــاءِ
أرواحُــهُ قــد أَنعَشــَت أَرواحَنــا
لمَّــا ســَرَت مــن تِلكُـمُ الصـَحراءِ
أذكَـت إلـى تلـك المعاهِدِ جَذوةَ ال
شــوق الـذي أَربَـى علـى الرَمضـاءِ
قــد حَرَّكَـت منـي الشـجُونَ بُرُوقُهـا
إِذ أَومَضـــَت لا بـــارقُ الجَرعــاءِ
ربِّــي أَتِــح لـي أَن أَزُورَ مَقامَهـا
وأَجِــب بحِلمــكَ يـا سـميعُ دُعـائي
يـا ربِّ هَـب لي الفوزَ فِيها بالمُنَى
وامنُــن علــيَّ بـذاك قبـلَ مَنـاءَي
لأُمــرّغَ الوَجَنــات فــي أَعتابِهــا
شــَرَفاً وارخصــها بــدمع بُكــائي
وَأَبُــلَّ مـن سـَفحِ المـدامعِ سـَفحَها
أَســَفاً علــى مــا حُزتَـهُ بشـَقائي
مُســـتَلئماً بِمَلاذ بُطـــرُسَ هامِهــا
أَمــنِ المَخُــوفِ ونَجــدةِ الضـُعَفاءِ
يـا صـاحِ سـَل إِفضـالَهُ وَأَصـِخ لِمـا
يُبـــدِي اليــكَ بأَفضــَلِ الإِصــغاءِ
واقبِــس مَعَـارَكَ مـن مُسَلسـَل هَـديِهِ
فهُـــوَ المُنِيــرُ بليلــةٍ دَجنــاء
واسـتَطلعِ النَهـجَ الرَشـيدَ بـهِ ولا
تُنكِـــر هُـــداهُ الســـاطعَ اللألاءِ
يـا قِبلـةَ الدينِ القويمِ ومَشرِقَ ال
عِلــمِ الكريــم وحُجَّــةَ الفُقَهــاءِ
يـا مَنبَـعَ الصِدقِ اليَقينِ ومَهيَعَ ال
حــقّ المُبِيــنِ لكــلّ ذي اسـتِهداءِ
يـا أيهـا المَولَى الأمينُ ومُولِىَ ال
فضــــلِ الثميـــنِ ومانـــحَ الآلاءِ
يـا صـُفوةَ الرَحمـنِ كُـن لـي شافعاً
ومخلِّصـــاً يــا أفضــَلَ الشــُفَعاءِ
يومـاً بـهِ يَتَصـادَمُ الجيشانِ الجيشُ
العــدلِ محتــدماً وجيــشُ خَطــائِي
كُــن يـا رسـولَ اللَـهِ مَـوئِلَ آثِـمٍ
أضـــحىَ حليـــفَ الضـــُرّ والأَرزاءِ
عَطفــاً علـى وَجَعـي وإِعـدامي ايـا
طِــبَّ الوجيــع ومُغنــيَ الفُقَــراءِ
لا رِدءَ لــي إِلَّاك يــا بحـرَ النَـدَى
يــا عُمــدةَ الكُرَمــاءِ والرُحَمـاءِ
وأَرِح فُـؤَاداً قـد غـدا نِضـوَ الأَسـَى
يــا راحــةَ العـاني مـن الإِعيـاءِ
يـا رأسَ شـعبِ اللَـهِ مَـن عـن مدحهِ
بالفضــل نُحجِــمُ أَلســُنُ الفُصـحَاءِ
فلقـــد خُصِصـــتَ بحِكمــةٍ عُلويَّــةٍ
بَهَــرَت فــأَعيَت مَنطِــقَ البُلَغــاءِ
حَكَمَــت بأَمصــارِ القُلــوب وإِنَّهـا
كــم حكَّمَــت مــن جاهــلٍ مرطــاءِ
هـاكَ اقتِضـاب الفِكـر بكـراً أَطلَعَت
أنوارَهــا مــن مَطلِــعِ الشــَهباءِ
عُـذراً أيـا هادي الوَرَى واسمَح بأَن
نُهـــدِيكَ خيـــرَ خريــدةٍ عــذراءِ
حَلَبَّيـــةٍ تزهــو نَفاســتُها علــى
نَفــــسٍ غــــدت شــــاميَّةَ الآراءِ
أَمهَرتُهــا فِكــري ولكــن مَهرُهــا
منــك الرِضــَى والمَهــرُ بالإِرضـاءِ
ان تحبُهــا سـعدَ القَبُـول وترتضـي
فيهــا فيــا لســعادتي وحِبــائِي
فعليـك مـن ربّـي السـلامُ التامُ ما
غنَّـــى الحمـــامُ بروضــةٍ غَنّــاءِ
نقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي.شاعر، كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير.وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب.له (ديوان شعر-ط) وفي شعره متانة وجودة، قال مارون عبود: أصلح الشيخ إبراهيم اليازجي كثيراً من عيوبه حين وقف عليه.