
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا مـرأَةُ السـَوءِ إِلَّا وَهـدةُ العَطَـبِ
فاحــذَر بِلاهــا وإن نــادت فلا تُجِـبِ
ذَرهــا تَشــُقُّ قميصــاً انــتَ لابســُهُ
واهــرُب كيُوسـُفَ يومـاً فـازَ بـالهَرَبِ
قبيحــةُ الحُسـنِ كـم سـاءَت مَحاسـنُها
كأَنَّهــا السـُمُّ فـي كـأسٍ مِـنَ الـذَهَبِ
جميلــةُ الــوجهِ لكِـن لا جميـلَ لهـا
تـأبى الجميـلَ ولا تُـولِي سـِوَى الكُرَبِ
ذي ضـربةُ القلـبِ فاضـرِب عن مَضارِبها
ولا تَلـــج لُجَّــة الأحــزان واللَجَــبِ
مــا فَـوَّقَت قَـطُّ سـهماً مـن لواحِظِهـا
إِلَّا وأَصــمَت بــذاكَ السـهمِ كُـلَّ غـبي
مَناصــلُ الخَتـلِ منهـا أُرهِفَـت فَغَـدَت
تغــزو الرِجــالَ بلا بَيــضٍ ولا يَلَــبِ
كــم غـادَرَت قلـبَ عـانٍ لا حَـراكَ بـهِ
وقلَّمــا فَــوَّقَت ســهماً فلــم يُصــِبِ
وكـم نفـوسٍ مَشـَى فيهـا الـرَدَى خَبَباً
لمَّـا مَشـَت فـي الهـوى نَهداً على خَبَبِ
تبــدو لعاشــقها فــي مَنظَــر بَهِـجٍ
وتستســـرُّ دَهــاً فــي مَخــبرَ كَــرِبِ
نَضـَت نِقـابَ الحَيـا عنهـا وقـد بَرَزَت
لَنــا بــوَجهٍ مــن الفَحشـاءِ مُنتَقِـبِ
تُــولِي عُهــوداً ولكــن لا بَـاتَ لهـا
كأَنَّهــا طُبِعَــت طبعــاً علـى الكَـذِبِ
مُحِبَّــةُ الــذاتِ واللَّــذَّاتِ عـن سـَغَبٍ
رغيبـةُ القلـبِ لـم تَسـأَم مـن الطَلَبِ
فَقـرَ المَعِيشـةِ نـزعَ الشـانِ ما فَتِئَت
هـدمَ الحيـوةِ لِـواءَ العـارِ والرِيَـبِ
بـابَ الجحيـمِ ظَلامَ العقـلِ مكُـدِرة ال
حَــواسِ فَــخَّ البَلايــا حَلبـةَ الصـَخَبِ
يَــمَّ الوقيعـةِ وادي المُنكَـراتِ فقُـل
فـي حُجرِهـا الشـَرُّ مَعها قد نَشَا ورَبي
تَـــاللَهِ إِنَّ هواهــا فاعــلٌ أَبَــداً
بِـذي الجَهالـةِ فعـلَ النـارَ بـالحَطَبِ
ولــم تَــزَل لِقُلـوبٍ مُنـذُ هِمـنَ بهـا
داءً مـن الجهـلِ أو ضـَرباً مـن النُقَبِ
لا صـــبَّحَتها الأَمـــاني إِنَّ صــُحبَتَها
نـــارُ فلا تَـــكُ إِيَّاهـــا بمُصــطَحِبِ
مَـن يَلمِـسِ القـارَ يَلصَق في يَدَيهِ ومَن
يَقُـرب مِـنَ النـارِ هل يَنجُو مِنَ اللَهَبِ
إِنَّ الــذينَ قَضــَوا منهــا مَــآرِبَهم
لهــم جِــوارُ ظَلامٍ فـي الجحيـمِ خُبِـي
فلــو ســَبَرتَ أُهَيــلَ النــارِ كُلَّهُـمُ
وجــدتَ أَكثَرَهــم مـن بالجَمـالِ سـبِي
ومــذ غــدا فعلهـا للفحـش منتسـباً
نـاديت فانتسـبي يـا فـاجر انتسـبي
قــالت تبصــَّر فِعـالي فَهـيَ تَغسـُبُني
والِفعـلُ يـا صـاح قد يُغنِي عن النَسَبِ
أَلَســتَ تَعلَــمُ أَنّــي أصـلُ كـلِّ بِلـىً
فـالمَكرُ أُمّـي وغـدرُ الغـادرينَ أَبِـي
تَـاللَهِ إِن شـِئتَ تـدري قُبـحَ مُنتَسـَبي
أَصـِخ لَمِـا جـاءَ فـي الأَسـفارِ والكُتُبِ
أنـا الـتي لـم تُطِـع أمـرَ الإلهِ وقد
أســلَمتُ كُـلَّ الـوَرَى للحُـزنِ والوَصـَبِ
أخرجــتُ آدَمَ مــن دارِ الســَلام ومـن
ذاك الســَلامِ لــدارِ الحَـرب والحَـرَبِ
يــا حيَّـة الخُبـث لا حُيِيّـتِ مـن بَشـَرٍ
عِفــتِ الحَيــا واستَعَضــتِ قِلَّـةَ الأَدَبِ
أَيَــا فَجـارِ إلـى كـم تَعبَـثينَ بنـا
أَيَــا وَقــاحَ المحيَّـا قَـدكِ فـاتَّئِبي
لا كنـتِ يـا مَنبَـعَ العِصـيانِ مـن قِدَمٍ
إذ أَنـتِ أصـلُ البلـى والهَيجِ والشَغَبِ
لــولاكِ مــا طُــرِدَ الإِنسـانُ منخـذلاً
لــدارِ نـارِ الأَسـَى والضـنكِ واللَغَـبِ
كَلَّا ولا نُزِعــــت منــــهُ بَرارتــــهُ
بأكلــةٍ مــن فــواجي قلبـكِ الرغِـبِ
واعتـاضَ بالـذُلّ بعـدَ العِـزّ حيثُ غدا
ممَّــا بِــهِ هَــدَف الأَعــراض والنُـوَبِ
تَبّــاً لهــا أُكلــةً أَفضــَت بآكِلِهـا
إلــى الـرَدَى بجزيـل الضـُرّ والسـَغَبِ
لـولاكِ مـا أَهلـكَ اللَـهُ البريَّـةَ بال
طُوفــانِ عـدلاً وأَلقاهـا إلـى الغَضـَبِ
لـولاكِ مـا أَسـِفَ اللَـهُ الرحيـمُ علـى
إبــداعِ عــالَمِهِ مــن سـالف الحُقَـبِ
لـولاكِ لـم يَمُـتِ ابـنُ اللَـه مُرتفعـاً
علـى الصـليبِ رقيـقَ الحكُـم والشـَجبِ
يـا راحـةً حيثُمـا راحـت جَنَـت تَعَبـاً
لا خيـرَ فـي راحـةٍ تُفضـِي إلـى التَعَبِ
ويـــا عَـــذاباً رآهُ جاهــلٌ عَــذِبا
ولــم يَكُــن لِـذَوي الأَلبـابِ بالعَـذِبِ
مهمــا تشــاءِي فقــولي إِنَّنـي رجـلٌ
لســُوءِ صــُنعِكِ أَضــحَى ذمُــك أَربــي
لمـا تخـذت المـرا والمفـترى دأبـاً
تخـذت هجـوك مـا بيـن الـورى دأبـي
كــم قــد ســلبت فـتى حـراً وبزتـه
أغراك ذا السلب في المسلوب لا السلب
وكــم تنـاهبتِ ألبـابَ الرجـالِ وكـم
افنيـــتِ ثَـــروةَ ذي إِرثٍ وذي نَشــَبِ
وكــم عزيــزٍ حسـيبٍ فـي هـواكِ غـدا
ذُلاً مُهانــــاً بلا عِــــزٍّ ولا حَســــَبِ
وكـم ذَوَى منـكِ يـا ريـحَ السَمُوم فتىً
غَـضُّ الشـبيبةِ يزهـو بالصـِبا الرَطِـبِ
وكـم لعبـت بهـامٍ فـي الخـداع وكـم
اتهمــت حــراً بـريئاً مـات بـالرعب
كـم يـاتَ مرفـوع قـدرٍ منـكِ منخفضـاً
لمّــا نصــبتِ شــراكَ اللحـظِ للنَصـَبِ
كلَّفــتِ أَســراكِ عِــبئاً لــو تَحمَّلَـهُ
صــُمُّ الشــوامخِ لانـدَكَّت إلـى التُـرَبِ
تَـــاللَهِ إِنَّ أُصــُولَ الإِثــم أربعــةٌ
تَبّــاً لَمِـن كـانَ عنهـا غيـر مُحتَجِـبِ
وَهـيَ النسـا والغِنَـى والسـُكرُ يَشفَعه
قُبــحُ البَطالـةِ ذاتِ اللَهـو واللَعـبِ
كيـفَ التَخَلُّـصُ مـن هـذي الفِخـاخ إذا
لـم تَلتفـت مريـمٌ نحـوي وتَلطُـفَ بـي
بتولــةٌ لـم أَضـِق ذَرعـاً فعُـذتُ بهـا
إلَّا وفَرَّجَــــتِ الضـــِيقاتِ بـــالرُحُبِ
مــا أَســفَرَت لحليـفِ الغَـمّ طلعتُهـا
إلَّا وبَــــدَّلَتِ الأَحــــزانَ بـــالطَرَبِ
بِكــرٌ ووالــدةٌ فــاعظِم بهـا لَقَبـاً
إِشــارةً بِهِمــا عــن أَشــرَفِ اللَقَـبِ
رَقَـت بمجـدٍ إلـى السـَبعِ الطِباقِ وقد
أَزرَت بأَفلاكهـــا والســبعةِ الشــُهُبِ
ســُلطانةُ الأرضِ طُــرّاً والسـماءِ لقـد
عَلَــت بــدُونِ حِجــابٍ عــاليَ الحُجُـبِ
لـذا الملائكُ دانـت نحـو خِـدمَتِها ال
فُضــلَى وكــلُّ رســولٍ فاضــلٍ ونَبِــي
والآبُ فَخَّمَهــــا والإِبــــنُ كَرَّمَهـــا
والــرُوحُ عَظَّمَهــا فـي أَمجَـدِ الرُتَـبِ
يـــا أُمَّ افضـــلِ مولــودٍ بمَولِــدِهِ
رَجـــاءُ آدَمَ مِمَّـــا رامَ لــم يَخِــبِ
لقــد حَصــَلتِ لإِنقــاذِ الـوَرَى سـَبَباً
إِنَّ المُســبَّبَ منســوبٌ إلــى الســَبَبِ
وقــد تملَّكــتِ كُلِّـي يـا بتـولُ لـذا
سـِواكِ لـو شـبتُ مـع حُبِّيـكِ لـم أَشـُبِ
كــأَنَّ فضــلَكِ مــرأَى نــاظري بَصـَري
فحيثُمــا مِلــتُ عـن عَينَـيَّ لـم يَغِـبِ
وعــائبٍ قــد لحــاني فــي مَحبَّتهـا
إِلَيــكَ عنِّــي فلـو أَنصـفتَ لـم تَعِـبِ
لـو ذُقـت َيـا لائمـي مَجنَـى مَحامِـدِها
لـم تُـوجِبِ الآنَ مـا بـالحُبِّ لـم يَجِـبِ
هـذي الـتي أَدرَكَتنـا بالنجـاةِ وقـد
كُنَّــا وريـحَ مَسـاوِي العُمـر كالقَصـَبِ
هــذي الــتي عَمَّنـا إِفضـالُ نائِلِهـا
مـاذا البُحـورُ ومـاذا فـائضُ السـُحُبِ
انــي اميــل بــذكرى مـدحها طربـاً
كــأنني ثمــل مــن خمــرة العنــب
كـرِّر نِـداها وقُـل يـا خيـرَ بِنـتِ أَبٍ
يـا خيـرَ بنـتِ ابٍ يـا خيـرَ بِنـتِ أَبِ
طوبـاكِ يـا مريـمُ البكـرُ التي نَشَرَت
رايـاتِ آياتِهـا فـي العُجـمِ والعَـرَبِ
مـالي سـِوَى ظِلِّـكِ المـأمون إِنَّ بهِ ال
أَمــانَ يُنقِـذُ نفسـي مـن يـدِ الرَهَـبِ
لــكِ الســلامُ أَيَــا سـؤلي ومُعتَمَـدي
مـا غنَّـت الـوُرقُ أَسـحاراً على القُضُبِ
لـكِ السـلامُ مَـدَى الأَيـام مـا رَفَعَ ال
حــادي عقيرتَـهُ فـي السـِيرِ بـالنُجُبِ
لـكِ السـلامُ مـن الرَحمـان ما سَمَحَ ال
فِكــرُ الضــنينُ بمـدحٍ فيـك بـالنُخَبِ
لقـد تَزيَّـنَ شـِعري فـي مـديحكِ مِثلَما
تَزيَّـــنَ ثَغـــرُ الكـــأسِ بـــالحَبَبِ
فــدُونكِ النظــمَ دُرّاً فيــكِ منتظمـاً
بمِدحـــةٍ نُظِمَـــت للحُســن بالســُحُبِ
تُشــجِيهِ غِريّــدةٌ فــي روضــةٍ رَوِيَـت
مـن نَـوءِ بحـرٍ بسـيطِ المـدحِ مقتَضـَبِ
حُسـنَ التَخَلُّـصِ يـا ختـمَ المـواهبِ في
حُســنِ الختـامِ لراجيـكِ الأَثيـمِ هِـبي
نقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي.شاعر، كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير.وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب.له (ديوان شعر-ط) وفي شعره متانة وجودة، قال مارون عبود: أصلح الشيخ إبراهيم اليازجي كثيراً من عيوبه حين وقف عليه.