
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عِشــاءٌ أَطفَلَــت فيـهِ ذُكـاءُ
عِشــاءٌ أَطفَلَــت فيـهِ ذُكـاءُ
تَضـيَّفَ ضـَيفَنُ النِيـرانِ قلباً
ذَكـاهُ فـي النفُـوسِ لهُ ذَكاءُ
وأَقـرَى فـاقتَراهُ القلبُ لكِن
أَلـحَّ على الحَشَى منهُ اقتِراءُ
مُــدَى رِزءٍ اصــارتنا ذِكـاءً
فواعَجَبـاً وقـد بَطَـل الذَكاءُ
لقـد قَصـُرَ اللِسـانُ فلا بيانٌ
وقـد حَصـِرَ البَيـانُ فلا ذَكاءُ
سـَرَى منـا السُرورُ وبانَ عنا
وبـاتَ الحُـزنُ فينا والنعاءُ
شـَفَت شـمسُ النَهارِ وشمسُ فصلٍ
معـاً واغتالَ نُورَهُما الشَقاءُ
وحُجِّب في السَرارِ البدرُ ليلاً
فغـابَ النُورُ واحتجبَ الضِياءُ
وما خِلنا أَيَا القَمَرَين يَخفَى
ويَغـرُبُ مـن مَشـارِقِنا الأَياءُ
فســِرنا فــي ظِلالِ ظَلامِ ليـلٍ
نَجُـوبُ بـهِ وليسَ لَنا اهتِداءُ
وَلمَّـا غـابَ ذاك النَـدبُ عنا
تَبـدَّى النَدبُ وانتُدِبَ البُكَاءُ
وأُغمَضـَتِ الجُفـونُ على قَذاها
فسـالَ الـدمعُ تَمزُجُهُ الدِماءُ
كلـن الـدمع وهـو يخـد خداً
دم الأخــوين يتبعـه الإخـاء
فلِلأجفـــانِ تقريــحٌ وســُهدٌ
كَـأَن قد أُغمِدَت فيها الظِباءُ
وفـي الأَحشـاءِ تسـعيرٌ ووَقـدٌ
كأُثقِيَــةٍ يُســعِّرُها الصــِلاءُ
وَغُـدرانُ الخُطـوبِ جـرت بِغَدرٍ
غَـدَرن بنـا فغادَرنا الصَغاءُ
عَـدِمنا مَـورِداً عَـذباً شـهيّاً
لِـذلكَ لـم يُفارِقنـا الظَماءُ
فــتىً حَيّـا مُحَّيـاهُ الحَيـاءُ
وأَحيَـا حـيَّ سـائِلِهِ الحَيـاءُ
ســنيٌّ قـد تسـنَّى مـن سـَناهُ
لنـا أَسنَى السَنَى ثُمَّ السَناءُ
فلـو أَن يَـذبُلٌ فاجـاهُ خَطـبٌ
كهـذا لاغتـدَى وَبِـهِ انحِنـاءُ
لقـد عـزَّ العَـزاءُ على عزيزٍ
وعـز الصـبرُ إذ عـزَّ العزاءُ
فلا يُعــزَى لفضــلٍ بـل حَـرِيٌّ
اليـهِ يكـونُ للفضـل اعتِزاءُ
فقيـدُ الشـِبهِ مـن قَبلٍ وبَعدٍ
فمـا وَلَـدَت ولا تَلَـدُ النِساءُ
أَعبـدُ اللَـه زاخـرَ بحـرُ بِرٍّ
سـيَبرِيهِ البَـرَى وَهُوَ البَراءُ
أَعبـدُ اللَـه تُنشِبُ فيهِ ظُفراً
مَنايــــاهُ ويَنحَـــطُّ العَلاءُ
أَعبـدُ اللَـه تَرميهِ المنايا
بسـهمٍ لـم يَكُـن فيـهِ خَطـاءُ
أَعبـدُ اللَـهِ عنهُ يُقالُ يوماً
لِخِـلٍّ قـد قَضـَى ولَـكَ البَقاءُ
أَعبـدُ اللَـه يَبلَـى منـهُ جِدٌّ
وجَــدٌّ او يَجِــدُّ بــهِ البَلاءُ
أَعبـدُ اللَـه يُمسـِي تحت ارضٍ
لُقـىً فيهـا ويمتنـعُ اللِقاءُ
ويُلـوَى في اللَوَى أَعلَى لِواءٍ
ويَلـوَى وَهـوَ ليسَ بهِ التِواءُ
ويَثوِي في الثَرَى نَوءُ الثُرَيَّا
ويُمســِي للثَـراءِ بـهِ ثـواءُ
قَضـَى فيـهِ القَضا فقَضَى بحُكمٍ
إِلهِــيٍّ لــهُ فيــهِ اقتِضـاءُ
وأَدرَكَـت المنَّيـةُ مـا تَمشـَّت
وقـد بلغَ المُنى فيهِ المَناءُ
فقـد تُعفِـي المنَّيـةُ كل عافٍ
فهـل عـافٍ لـهُ منها اعتِفاءُ
وهل يُعفَى ابنُ أُنثى من عَفاءٍ
وأَوَّلُـــه وآخـــره عفـــاء
فـأَينَ مَقَيـلُ أَقيـالٍ تناهَوا
بعِزَّتِهــم وأَيــنَ الأَقوِيــاءُ
وأَيـنَ الرافعـونَ لِـواءَ نصرٍ
بصــَولتِهِم وأَيــنَ الأَغنِيـاءُ
وأَينَ ذَوُو الصوارمِ والعَوالِي
وأَيـنَ أُولُو الحِجَى والأَتقِياءُ
وابـن بَنُو الرَخاءِ بطيبِ عيشٍ
وكــانَ مَهَبَّهـم ذاكَ الرُخـاءُ
فـدَع هـذا وقُـل أَينَ الأَوالِي
مـن الـدُنيا وايـنَ الأَولِياءُ
تَولَّـوا عـاثراً فـي إِثرِ كابٍ
فمـا بـاؤُوا ولا للحـيِّ فاؤُا
هـو الـدَينُ الـذين كلٌّ يفيهِ
بلا بُــدٍّ اذا حــانَ الوَفـاءُ
ويَغشَى الهدمُ ما يبنيهِ يوماً
يَحِـلُّ فِنـاءَ سـاحتهِ الفَنـاءُ
فمـا لِذَوِي الوَدَى أَبَداً مُداوٍ
فَـداءُ المَـوتِ ليـسَ لهُ دَواءُ
اذا حُــمَّ الحِمـامُ فلا حميـمٌ
ولا آسـَى الأُسـاةُ ولا أَسـاءُوا
تقلَّــصَ ظِـلُّ مجـدٍ مـن مجيـدٍ
وغـالَ العِـزَّ والمجـدَ أمِّحاءُ
سـَرَت قُلُـصُ الـرَدَى بسَرِيِّ قومٍ
فـتىً مـن بعـدهِ قَلَصَ الفَتاءُ
تقضــَّى عُمُـرهُ فقَضـَى علينـا
مـآثِمَ مـا لهـا عنا انقِضاءُ
فيــومٌ مـاتَ فيـهِ الأَربِعـاءُ
بَليَّتُـــهُ قُعُـــودٌ أُربُعــاءُ
وأَغـرَبَ فـي غُرُوبِ الشمسِ عنا
مُسـِيئاً كـانَ ذَيَّـاكَ المَسـاءُ
وقـد أَشـفَى علـى عَدَمٍ وأَشفَى
لَئن بلـغَ الشَفا فبِمَ الشِفاءُ
لئن حَزِنَـت عليـهِ الأرضُ طُـرّاً
لَقـد فَرِحَـت بنُقلتِـهِ السَماءُ
نفـوس بالأسـى منـا استطارت
شـعاعاً حينمـا شـع البهـاء
نَعَـم عَـمَّ الأَسـَى بُعداً وقُرباً
ولكِــن خُــصَّ فيـهِ الأَقرِبـاءُ
فـذوا القُربَى إليهِ أَشَدُّ سُؤاً
ولكِـن مـا ذَوُو القُربَى سَواءُ
فلـو يُفـدَى لكُنـتُ لـهُ فِداءً
ولكِــن لا يُخــالُ لـهُ فِـداءُ
فَبــادَ ولا يَبِيـدُ لـهُ ثَنـاءٌ
ورَثَّ ولا يَـــرِثُّ لــهُ رثــاءُ
زَوَى عنِّـي الخليـطُ فخالَطَتني
شـُجونٌ مـا لَهـا عني انزِواءُ
وولَّـى حيـنَ ولَّـى القلبُ غمّاً
وبــالأَولى بـهِ هـذا الـوَلاءُ
لقيــتُ الأَطـورِينَ بأَطوَرَيهـا
بـأَطوارٍ يطـورُ بهـا العَناءُ
فمَوطــؤ الأَسـَى رَمَـضٌ ومَمهُـو
دُهُ قَضـــَضٌ ومَســلَكهُ شــَقاءُ
ومَفـؤُودوهُ ليـسَ لهـم نجـاحٌ
ومَـوؤُودوهُ ليـسَ لهـم نَجـاءُ
لَعَمـرُكَ إِنَّ فَـجَّ الحُـزنِ حَـزنٌ
بـهِ الخِرّيـتُ يُنضـِيهِ العَياءُ
تَواصَلَ في النفوس بلا انفصالٍ
كــدائِرةٍ نِهايتُهـا ابتِـداءُ
نقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي.شاعر، كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير.وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب.له (ديوان شعر-ط) وفي شعره متانة وجودة، قال مارون عبود: أصلح الشيخ إبراهيم اليازجي كثيراً من عيوبه حين وقف عليه.