
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لذبيحــةِ الغُفــران يَنبُــوعُ الفِــدَى
وضـــحيَّة القُربــانِ ضــَحوَة والعِشــا
خُــرُّوا إلــى الأَذقــانِ ياكُـلَّ الـوَرَى
واهـدُوا السـُجودَ مـع الملائك والقُـوَى
فهــيَ الســُجودُ الأَعظَـمُ الأَسـمَى لِعظـم
جَلالـــهِ والمقتضـــيهِ مـــن الــوَلا
وهُــوَ المُعــادِلُ عــدلَهُ ممَّــا تَقــا
ضــاهُ الوَفــاءُ عـن الخطيَّـة واقتَضـَى
خُـــبزٌ بـــهِ جَســَدُ المســيح مُحجَّــبٌ
خمــرٌ بــهِ دَمُـهُ الكريـمُ قـد اختَبَـى
قُـــوتُ النفــوس وقُــوَّةُ الأرواحِ فــي
خُــبزٍ وخمــرٍ جَــلَّ عــن فَهــمٍ ذكــا
خُـبز الحيـوةِ مـن اغتَـذَى منـهُ اغتَدَى
فــي صــَفو عيــشٍ لـن يُلِـمَّ بـهِ قَـذَى
هُــوَ خُبزُنــا اليــوميُّ قُـوتُ حَياتِنـا
بــل كُفؤُهـا وسـَواهُ ليـسَ بـهِ اكتِفـا
عُربُــونُ مجــدِ اللَــهِ مَـن قـد حـازَهُ
حــازَ التَمَلُّـكَ فـي السـَماواتِ العُلَـى
شـَجَرُ الحيـوةِ بـرَوض جَنَّـةِ بِيعـةِ اللَه
الَّــتي مــا مــات مَـن منهـا اجتَنَـى
لــو أَنَّ آدَمَ نــالَ منهــا لــم يكـن
نــالَ المَنـا يومـاً بـهِ عَـدِمَ المُنَـى
كلَّا ولا حـــــوّاءُ أَغـــــوَتهُ بمــــا
أَلقَــى إليهـا الصـَلُّ فيمـا قـد طَغَـى
هـــو لَــذَّةُ الأَرواحِ يُخبَــرُ بــالنُهَى
مـن ذي التُقَـى وسـِواهُ يُخبَـرُ باللَهـا
هــذا هــو المَــنُّ الســماويُّ الــذي
نقتــاتُ منــهُ بِتيهِنـا فـي ذي الفَلا
مَــنٌّ بــهِ الســَلوَى فمالَـك تَطلُـبُ ال
ســَلوَى الــتي تَمنِيـكَ يومـاً بالمَنـا
مَـــنٌّ حَــوَى مــن كــل طَعــمٍ فــائقٍ
مــا أَشــعَرَت فيـهِ سـِوَى أهـل التُقَـى
فيـــهِ يـــذوقُ المــرءُ آلاءَ البَقــا
لا مَطعَـــمَ البَلـــوَى ولا داءَ البِلَــى
لـو حامـلُ النـورِ احتَسـَى مـن كأسـِها
مـا كـانَ نحـو العُمـق بـالكِبر انهَوَى
لــو ذاقَهــا نُــوحٌ لمـا هَـزَأَ ابنُـهُ
فيــهِ ولُـوطُ لَمـا جَنَـى مـا قـد جَنَـى
لــو أَن ســُلَيمانُ الحكيـمُ حَظِـي بهـا
مــا هــامَ قلبــاً بالجَمـال ولا غَـوَى
لــو أَنَّ مفــؤُداً ســُقِي مــن خمرهــا
لشــُفِي ومَــوؤُداً لقــامَ مــن الثَـرَى
تِريـــاقُ أَنفُســِنا المجــرَّبُ تنتفــي
منـــهُ ســُمُومُ خَطائهــا دونَ الرُقَــى
والبلســمُ المُختــارُ للكَلــم الــذي
كُلِمَـــت بحـــدًّ ذُنُوبهــا لا بالمُــدَى
ودَوَاؤُنــا الشــافي لــداءِ نُفُوســِنا
مــا شــفَّها مـن إِثمهـا أَلَـمُ الـدَوَى
هــذا دينــارانِ فُنــدُق بِيعـةِ اللَـهِ
الــتي بهمــا اغتَنَــت أَغنَـى الغِنَـى
وبهــا جريــح لصــوص مــأثمهِ الـذي
قــد انفقــت بهمــا عليــهِ لأَن بَـرا
ذَر طِـــبَّ بُركُلُـــسٍ وبُقـــراطٍ فـــذا
نَبـــت وذلــك مَعــدِنٌ خِلــصُ البَــرَى
واختَــرُ نَبــاتَ الآبِ والبِكــر الــتي
وَلَــدتهُ بَــرّاً وهــو بـاري مَـن بَـرَى
إضُّ الحيـــوة لـــك حـــيٍّ مَعــدِنُ ال
بُـرءِ الـذي فيـهِ الشـِفاءُ مـن الضـَنَى
يـــا مَولِـــدَ الأَزَلـــيِّ مــن آبٍ بلا
أُمٍ وبـــــــالزَمَنيّ مــــــن أُمٍّ بلا
فهــو الوحيـدُ القـرن ينصـل كـل سـمٍّ
مهلِـــــكٍ ويَــــذُودُ أنــــواعَ الأَذَى
بــل حيَّــةٌ يَشــفَى السـليم بهـا إذا
مـا إِن سـُقِي مـن كأسـها خمـرَ الـدُمَى
فهــو الطــبيبُ وليــسِ يعجــزُ أمـرهُ
مــا أَكبَرَتــهُ بــل تَحــامَتهُ الإِســا
كــم أبكــمٍ قــد حَــلَّ عَقــدَ لِسـانهِ
بـــل اكمـــهٍ أَجلَــى عَمــاهُ بلا جِلا
ولكـــم اصــمٍّ صــار ذا ســَمعٍ وكــم
مـــن ميِّــتٍ أَحيَــى ومــن داءٍ شــَفَى
يـــا راحـــةً قُدســـيَّةً بــل راحــةً
أبديَّــةً فــي حَســوِها فَقــدُ العَنَــا
يـــا كَرمـــةً رَوَّى كـــرائِمَ كَرمِهــا
دَمُهــا فــأَنبَتَتِ العَــذارَى بــالرَوا
يــا زيــتَ اليَشــَعَ النــبيِّ لكلـل آ
نيــةٍ خَلَــت مــن حُــبِّ دُنياهــا ملا
مــن قــد تحــدَّرَ فـوقَ مَيـتِ نُفوسـنا
مُتَصـــاغراً فأَقامَهـــا غِــبَّ الــرَدَى
ودقيــقُ تلــك الصــارفيَّةِ لــم يشـحَّ
وفـــي دَوامِ الجَـــدب منــهُ يُغتَــذَى
وكُســاءُ باعــاز الــذي التَمَسـَتهُ را
عــوثُ الكنيسـة فاكتَسـَت خَيـرَ الكُسـَى
وَتَخِـــذتَها عِرســـاً وأَنــتَ عَرُوســُها
فــأَتَت بنســلٍ منــك بــالنُعمَى ربـا
ووِشــاحُ ايليَّــا الـذي أَبقـى لأَليَشـَعَ
النـــبيِّ غَـــداةَ أُصـــعِدَ وارتَقـــى
وغِـــذاؤُهُ المَلَكـــيُّ إِذ أَســرى بــهِ
حــتى رُبــى حـوريب لـم يـألُ السـُرَى
يـا قـوسَ عَهـدِ اللَـهِ مـن أَمِنَت بهِ ال
أَرواحُ مـــن ســَخَطٍ وفــازت بالرِضــَى
والخــاتَمُ المــاحي صــُكوكَ خَطائنــا
عــن رأفــةٍ فَتـقَ النُفـوسِ بهـا رَفـا
بَعَشــــائِهِ الســـِر تـــالي رَخصـــِهِ
مــن رُســلِهِ الأَقَــدامَ رمــزاً للنَقـا
وتســـوُّماً بـــالطُهرِ للســـِرِّ الــذي
فيــه يَميــحُ مَــنِ اسـتَحقَّ لـهُ الأَلَـى
وبِحــال مــا فــاءَ اتَّكــا مُتَسـربِلاً
مــا كــانَ مــن أثــوابهِ عنـهُ نَضـا
أوصـــــاهُمُ بالإِتِّضـــــاع برَســــمِهِ
أَن يَرحَضـــوا اقــدامَ بعضــهمِ كمــا
ولقـد تَنـاوَلَ بَينَهـم فـي الحال خبزاً
شـــــاكراً ومُباركــــاً ثُمَّــــت تَلا
كَلِمــاتُ فيــهِ الجوهريــةُ مــا بهـا
لا مــا عَــداها فـي الذبيحـةِ يُحتَـوى
فخُــذُوا كُلُــو اذا إِنَّـه جَسـَدي الـذي
يُعطَــى لكــم أبــداً لَمغفَـرة الخَطـا
ثُمَّـــت تَنــاوَلَ كــأسَ خمــرٍ قــائلاً
فخُــذوا اشــرَبُوا كــلٌّ بإِيمـانٍ صـَفا
هــذا دَمِــي العهــدُ الجديــدُ وإِنَّـهُ
لَيُـراقُ عنكـم بـل جميـع بَنِـي الـوَرَى
هــذا اصــنَعوهُ لأَجــل ذِكــرِي مانحـاً
لهُـــم بـــهِ ســُلطانَ كَهنــوتٍ ســَما
لِيُقدِّســـوا ذا الســـِرَّ ســِرَّ خَلاصــِنا
مُتَعاقبــاً مــا عـاقَبَ الليـلُ الضـَحَى
ويُوزِّعوهُ على الأَنامِ المُؤمنينَ الأَبرياءِ
ومَــــن عَــــنِ الــــذَنبِ انثَنَــــى
مـــن مَشــرِقِ الآفــاقِ حــتى غَربِهــا
أبــداً تُقـدَّسُ ذي الذبيحـةُ فـي المَلا
فاســـــتَأثَروهُ بالمحبَّــــة إِنَّــــهُ
ســـِرُّ المحبَّــة حاســماً داءَ القِلَــى
ســـِرٌّ ســـَرِيٌ فـــائقُ الأَســرارِ لــم
تُحِـــطِ الملائكُ آيَ مُعجِــزِ مــا حَــوَى
ظَهَــرَت لنــا طُــرُقُ الخَلاصِ بــهِ وقـد
كــانت مُنَيــذَ الـدهر مُبهَمـةَ الضـوى
مرمــــوزُ كــــلّ ذبيحـــةٍ وضـــحيَّةٍ
رَمَزتــهُ وانتَســَخَت ومُوجِبُهــا انتَفَـى
كــــانت لــــهُ ظِلّاً واذ ذَرَّت لنــــا
شــمسُ الحقيقــةِ زال والرَســمُ امَّحَـى
كَمَلَــت رُســومُ الأَنبِيــاءِ بــهِ ومــا
أعنــاهُ شــرعٌ قــد تســوف وانــبرى
هــذي الذبيحــةُ عيــنُ هاتيـك الـتي
كَمَلَــت علـى عُـود الصـليبِ بلا امتِـرا
بـــل إِنَّمَـــا تَـــذكارُها ودَوامُهــا
وتَكَـــرُّرَ اســتِمرارِها طُــولَ المَــدَى
حـازت مِـن اسـتحقاق تلـكَ مـنِ الفِـدَى
ثَمَنــاً فتَفـدِي النفـسَ مـن عـدلٍ قَضـَى
فـــاكرِم بخيــطٍ أَحمَــرٍ حُفِظَــت بــهِ
راحــابُ إذ وَضـَعَتهُ فـي أَعلَـى الكُـوَى
نــادتهُ صــَيفور الكنيســة أنـتَ لـي
خَتَــنٌ بخيــر دمٍ ذَوَى عنهــا القَضــا
خُــــبزٌ وخمـــرٌ عـــاد بالتقـــديسِ
خيـرَ ذبيحـةٍ تَحـوِي يسـوعَ كمـا ارتَضَى
فــترى بــهِ خُــبزاً ولا خُــبزاً كــذا
خمــراً ولا خمــراً بــهِ اللَـهُ اختَبَـى
فــاللمسُ لمــسُ العيــس لكــن صـوتهُ
هـو صـوتُ يعقـوبَ المحجَّـبِ فـي الخِبـا
هـــل مُنكِـــرٌ فعــلَ الالــه بــذاتهِ
مــا كــانَ فــاعلَهُ بمُوســَى والعَصـا
فعَصــــاهُ صـــارت حيَّـــةً فتَلَّقفَـــت
حيَّــاتِ فِرعَــونَ الــذي بغيــاً طَغَــى
وبهــا أَحــالَ مِيــاهَ مِصــرَ إلـى دمٍ
أَفتُنكِـــرَن هـــذي الإِحالـــةَ ههُنــا
ومُكثِّـــرُ الخُـــبزاتِ خَمســاً أَشــبَعَت
للخمســــةِ الآلافِ فـــي تِلـــكَ الفَلا
أَفَعـــاجِزٌ عـــن أَن يُكثِّـــرَ جِســـمَهُ
فــي كُــلِّ أَيــن مــا تَقـدَّسَ او إِنـا
فيســـوعُ بــاللاهوتِ والناســوتِ فــي
هــذي الذبيحــةِ وهــو عيــنٌ لا يُـرَى
متجلببــــاً أَعراضــــَها ومُحِّــــولاً
إِســنادَها عــن مُعجِــزٍ يعلـو الحِجَـى
مــــا مَســـنَدُ الأَعـــراض إِلَّا آيـــةٌ
فيهــا احتَــوَى ومَكـانَ جوهرهـا ثَـوَى
قــامت بــهِ فــي ذلـك الجَسـَدِ الـذي
هُــوَ صــُفوةُ الكَــونَينِ أَفضـلُ مُصـطَفَى
بوُجــودِهِ الرُوحّــي فــي كــلٍّ مِـن ال
أَجــــزاءِ موجــــوداً بلا شــــكٍّ وَلا
ومِثـــالُهُ المِـــرآةُ إِمَّـــا حُطِّمَـــت
فــي كُــلِّ جُــزءٍ مــا تُقــابلُهُ تَـرَى
فــي كــل جُــزءٍ كلُّــهُ كــالرُوح فـي
كُــلِّ مــن الأَجــزاءِ فــي جِســمٍ نَمـا
فــــارمُق بنُقـــطٍ هَندَســـيٍّ شـــاملٍ
كــلَّ الخُطــوطِ وفيـهِ أَجمَعَهـا احتَـوَى
كَمِيَّــــةٌ حُصــــِرَت وليـــسَ بمُنكَـــرٍ
فــي رملــةٍ أَن يَحصــُرَ اللَـهُ الـدُنَى
فــالعينُ تَقبَــلُ أَعظَــمَ الأَشـباحِ فـي
إِنســانِها مــن غيــر ضــِيقٍ أو عَنـا
أَثَّـــت قواعــدُ عِلــمِ آرِســطُو كــذا
أَركــانُ عالَمِنــا ومــا عنهــا عَنَـى
ســـِرٌّ يفـــوقُ غرابـــةً جِــدّاً علــى
ســِرِّ التَجَســُّد والبَيــانُ لــهُ بــدا
فــي ذلـكَ اللاهـوتِ بالناسـوتِ مُحتَجِـبٌ
وذا فكِلاهمـــــا فيـــــهِ انضــــَوَى
فــــي ذاكَ بالأَحشـــاءِ مســـتترٌ وذا
بملاءِ أَعــــراضٍ تَحجَّــــبَ واختَفَــــى
فــي ذاكَ ذو أَيــنٍ يحــوطُ بــهِ وفـي
هـــذا بــآلافٍ وفــي أَدنَــى البَــرَى
فـــي ذاكَ مَغــذُوٌ وفــي هــذا لنــا
غـــاذٍ غِـــذاءً ليــس يعــروهُ طَــوَى
فـــي ذاك ربٌ أَدخَـــلَ الإِنســانَ فــي
أَحشــائهِ وبــذا فيَــدخُلُ فـي الحَشـَى
فــي ذاكَ صـار اللَـهُ لحمـاً وَهـوَ فـي
هــذا يُحِيــلُ إليــهِ لحمــاً ذا بِلَـى
فــــي ذاك مُتَّحِـــدٌ بطبـــعٍ واحـــدٍ
فَــذّاً وذا فــي كُـلِّ مَـن منـهُ اغتَـذَى
فـي ذاك حتَّـى المـوتِ مـا بَـرِحَ الأَسـَى
منـــهُ وفـــي ذا آســياً رُوحَ الأســا
فــي ذاك حَــوَّلَ مــاءَ قانــا خمــرةً
وهُنــا أَحــالَ إلــى دمٍ خمــراً زكـا
فــي ذاك كــانَ مؤلَّمــاً وبــذا تـرا
هُ مُنَّعمــاً نُعمَــى تَجِــلُّ عَــنِ الشـَقا
فــي ذاك يــا أَبَتــاهُ لِـم غـادرتَني
وهنــا فمُجتَمَــعَ التعــازي والهَنــا
ووجُــــودُهُ فـــي ذا جِســـميٌّ وفـــي
ذا الســـِرِّ رُوحـــيٌّ ولا شـــَكٌّ بـــذا
وهـــو المُقـــدِّس والمُقـــدَّسُ وحــدَهُ
والقابــلُ المُعطِـي لنـا خيـرَ العَطـا
بـل كـاهنُ اللَـهِ العلـيِّ علـى المَـدَى
مَلِـــكُ الســَلام بســِلمِهِ زالَ الــوَغَى
هــــذا مســــيحُ اللَــــهِ منمســـحٌ
بـدُهن الـرُوحِ ليـسَ بـدُهن قـرنٍ كالأُلَى
مَلِكــــاً نبيّـــاً كاهنـــاً فثلاثـــةٌ
جُمِعَــت بــهِ جمعــاً تَفــرَّدَ بالبَهــا
فيــهِ انعَفَــى كَهَنُــوتُ لاوِيَ وانقَضــَى
والرســمُ زالَ بـذِي الحقيقـةِ وانتهَـى
فهــو الــذي بِلســانِ حـالٍ قـالَ لِـل
آبِ المَقُــولِ مــن النــبيِّ بمـا نَحـا
مــا إِن ســُرِرتَ بمُحرَقـاتِ النـاسِ مـن
أَجـلِ الخطيَّـة بـل نَبَـذتَ بهـا الرِضـَى
فلُحُـــــومُ ثِيـــــرانٍ ونَضـــــحُ دمٍ
وشـحمُ الكَبشِ لم تَطلُبهُ من أَيدِي الوَرَى
بــل إنَّمــا هَيــأتَ لــي جَسـَداً كمـا
جــاءَ النَبــاءُ فقلــتُ طوعـاً هانَـذا
فـــي رأسِ مُصـــحَفِكَ الشــريفِ مُحــرَّرٌ
عِنّــي ومـن اجلـي وبـي اتَّضـحَ النَبـا
فهــوِيتُ صــُنعَ مشــيئَةٍ لــكَ طائعــاً
وتَمـــامَ نــاموسٍ بأَحشــائي أَنتــدَى
هــذا هــو العِجــلُ المُسـمَّنُ والمُعَـدُّ
لِجــائعٍ قــد كــانَ اضــواهُ الضــَوَى
هــذا الــذي نَســَخَ الرُسـومَ جميعَهـا
وبــهِ تَلاشــَى فِصــحُ مُوســَى وانــزَوَى
هــذا هُــوَ الفَصــحُ الـذي جُزنـا بـهِ
مــن مِصــرِ ظُلمتنـا إلـى نُـور الأَيـا
هــذا هُــوَ الفِصـحُ الـذي انـدَكَّت بـهِ
دُكَــكُ المَوابـذِ وانعَفَـت تلـك البَنَـى
هــذا هُـو الفِصـحُ الـذي انطفـأَت بـهِ
نِيــرانُ فــارسَ واختَفَــى ذاك اللَظَـى
هــذا هُــوَ الحَمَــلُ الذبيـحُ رآهُ يـو
حنَّــا مــع الأَبكـار فـي تِلـكَ الـذِرَى
قـــد طهَّـــروا أَثـــوابَهم بــدِمائِهِ
طُهـــراً وَضـــِياً لا بـــأَمواهِ الأَضــا
هــذا الــذي مَــن يَلتَطِــخ بــدِمائهِ
يَســلَم مــن المَلـكِ المُبِيـد ويفتـدى
مــن قلبــهِ المطعــونِ فـاضَ دمٌ ومـا
ءٌ ريُّ أَفئِدةِ الأَنـــامِ مـــن الصـــَدَى
مـــا زال منفتــحَ الجِــراحِ لوالــجٍ
مــن ثَقــبِ ســُورٍ مــانعٍ ضـُرَّ العِـدَى
موســى برمــز اللَـهِ عـايَنَ جَنبَـهُ ال
مطعــونَ حيـن أراهُ ثَقبـاً فـي الصـَفا
يــا صــخرَ إســرائيلَ يَتبَعــهُ بنبـع
ميــاهه مــن ضــرب موســى بالعصــا
مــا أَنـتَ غيـرُ يسـوعَ مطعـونَ الفـؤَا
دِ بحربــةٍ يومــاً أَفــاضَ دَمــاً وَمـا
قلـــبٌ بـــهِ جمــرُ المَحَّبــةِ مُوقَــدٌ
ابـــداً ذَكــاهُ مُخمِــدٌ حَــرَّ الصــِلا
يــا غَيهبَــاً أَحيَــى بنيــهِ بمــوتهِ
حُبّــاً لَهُــم وحَبــاهُم خيــرَ البَقــا
مــا كــانَ إِســحقُ المَســُوقُ لــذبحِهِ
إِلَّا لِرَســمِكَ إذ لــهُ الكَبــشُ افتــدَى
مَــن لــي بــأَن أَفنَــى بحُـبِّ وجُـودِهِ
بــذخيرةٍ مَــن حازَهــا فقــدِ اغتنَـى
إِنّــــي لَـــراضٍ أَن أَمُـــوتَ بحُبِّـــهِ
وتُـــذِيبَني نــارُ المَحَبَّــةِ والجَــوَى
أَلقَــى العَــذابَ بحُبّــهِ عَــذباً ومـا
قــد مَــرَّ مــن مُـرّ الحيـوةِ بـهِ حَلا
نَشــَرَ الحيــوةَ بنَشــرِ رِيــحِ كِبـائِهِ
مـا النَـدُّ مـا الرَيحانُ ما ريحُ الصَبا
مــن بعــدِ مــا نَشـِقَ الإلـهُ أَرِيجَهـا
أَبَــى أَن يغــرّق ارضــهُ مــن بعـدما
نهــرُ المحبَّــة خــاض حزقيَّــالُ فــي
يَعبُــــوبهِ فــــاراعهُ بحـــرٌ طَـــي
مــا خيــرُ ملتــذٍ سـِوَى خُـبزِ التُقَـى
مــــا نشــــأَةُ الأَرواح إلَّا ذا الطِلا
مـــا حُســنُ مأدُبــةٍ يَجِــلُّ ثَناؤُهــا
ووليمــةٍ حَفَلَــى ســِوَى هــذا الغِـذا
فوليمـــةُ الحَمَــل الذبيــح تهيَّــأَت
والعُـــرسُ داعيــهِ لكــلٍّ قــد دَعــا
مَزَجَـــت بكـــأسٍ خمرهـــا وتـــوقَّلَت
تـدعو إليهـا النـاسَ فـي أَعلَى الذُرَى
مــن كــانَ عَطشــانَ الفـؤَاد لِيـأتِيَن
نحــوي ويَشــرَب خيــرَ مشــروبٍ صــَفا
إِيتـوا اشـتَرُوا خُـبزاً وخمـراً من سِوَى
ثَمَـــنٍ ولا وَرِقٍ ولا تشـــكوا الخَـــوَى
ثُــمَّ اســتَقُوا خمـراً ومـاءً مـن ينـا
بيــع المخلِّــصِ فَهــوَ أَعــذَبُ مُسـتقَى
وكُلــوا مَرِيّـاً واشـرَبوا ثُـمَّ اسـكَروا
مـــن خمـــرةٍ ان أَســكَرَت عقلاً صــَحا
فمَــنِ اغتـذَى بـي عـادَ نحـوي جائعـاً
ومَــنِ اســتَقاني زادَ بـي ابـداً صـَدَى
وحقيقـــةُ الخُــبزِ الــذي أُعطِيكُمُــو
هُ بــذي الحيــوةِ فــإِنَّهُ جسـدي أَنـا
ذُوقـوا انظُـروا مـا أطيَـبَ الربَّ الذي
يُعطِــي لكــم قُوتـاً يَقِـي شـَرَّ الـرَدَى
وبِـــيَ اســتَنِيروا كُلُّكُــم ووجُــوِهُكم
لا تَخــزَ وابتَـدِروا إلـى نـور الهُـدَى
مَـــن للملائكِ ان ينـــالوا نَيلَكـــم
بــل يُكبِــرونَ حِبــاءَ محبــوبٍ حَبــا
رَبٌّ تُنعِّمُـــــهُ بأَبنــــاءِ الــــوَرَى
ان الشـــقاءَ لَمِـــن تنعمـــهُ ابــى
طُــوبَى لَمِــن وافَــى اليهــا مُسـرِعاً
والويــلُ للمــرءِ الــذي عنهـا وَنَـى
ان العَشــــاءَ لمُســـتَعَدٌّ فـــاقبِلوا
واعشـُوا إلـى نـار العَشـا قبل العِشا
مَــن كـانَ ليـسَ لـهُ ثِيـابُ العُـرسِ لا
يقــرُب فيَلبَــسَ ثــوبَ عــارٍ يُــزدَرَى
يـــا خـــاطئاً ومُدَنَّســـاً لا تَقرُبَــن
منــهُ فهــذا القــربُ يُكسـِبُكَ النَـوَى
يــا مَــن تَقـرَّبَ وَهـوَ أَبعَـدُ بالخَطـا
مَـه إِنَّ ذا التقريـبَ مـن زَلَـلِ الخُطَـى
لا يقـــترب منـــهُ الغريـــبُ لِأَنَّـــهُ
خُــبزُ البَنِيــنَ فَليــسَ يُـدفَعُ للسـُوَى
لا تُلــــقِ جـــوهرةً لخِنزيـــرٍ ولا ال
أَقــداسَ للكلــب البـذيِّ اخـي البَـذا
هـــذا غَنـــاءُ الأَتقِيـــاءِ وللســُوَى
جُــوعٌ إلــى أَبــدِ الأَبيِـدِ بلا انتِهـا
وكـــذاكَ نُـــورُ الأَتقِيــاءِ ودُونَهــم
نــارٌ عليهِــم دُونَهــا نــارُ الغَضـَى
ولجَمـــرةٌ لَمَســت بتلــكَ الكلبــتين
شـــِفاهَ آشـــعيا النــبيِّ كمــا رَوَى
رَمـــزٌ علـــى جســدِ المســيحِ لأَنَّــهُ
جمـرٌ يُنقِّـي النفـسَ بـل يجلـو الصـَدا
فـــاعجَب لقـــابلهِ الهشـــيمِ لِأَنَّــهُ
عُلَّيقـــةٌ لــم يُفنِهــا حَــرُّ اللَظَــى
زُوفــا الطَهــارةِ تَنضــِحُ الأَرواحَ مـن
وَضـــَرٍ وتُنقِيهـــا كثلـــجٍ مُنتقَـــى
فتنظَّفـــوا يـــا قـــابليهِ لكــونِهِ
ســِيماهُ يَهــوَى مَــن بطُهـرٍ قـد سـما
وتطهَّــــروا يـــا حـــامليهِ لِأَنَّـــهُ
عَــرشُ الطَهــارةِ ضـِمنَهُ اللَـهُ اسـتوَى
دَنيــــاكَ تَحمِلُهــــا ثَلاثُ أصــــابعٍ
منـــهُ ويُحمَـــلُ بـــالاَكُفِّ ويُجتلَـــى
خُـــبزُ الوُجــوهِ فمــا يَســُوغُ لِآكــلٍ
إلَّا الـــذي بطَهـــارةٍ حَفِـــظَ الإِنــا
تــابوتُ قُــدسِ اللَـه حـازَ بـهِ اتِّحـا
داً جوهريّـــاً غيـــرَ مُنفَــكّ العُــرَى
وحِجــابُ قُــدس القُـدس محتجـبٌ بـهِ ال
لاهــوتُ حَجبــاً فائقــاً طَــورَ النُهَـى
بـــل هيكـــلُ اللاهـــوت حــلَّ بِمِلئِهِ
فيـــهِ وكــلّ كمــالهِ شــِبهَ النَــدَى
مِـــرآةُ مجـــدِ الآبِ صـــُورةُ ذاتِـــهِ
وقُنُــومِهِ وشــُعاعهِ البــاهي الســَنَى
هَتَفَــت لتَنشــَقَّ الغُيــومُ وتَمطُــرَ ال
صــــِدِّيقَ أرواحٌ تَوَلَّاهــــا الظَمــــا
ودعـــا جميـــع الأَنبيـــاءِ لربِّهــم
مُتَـــوقِعينَ بكُـــلِّ دهـــرٍ أَن أَتَـــى
قـد أَرسـَلَ الحَمَـلَ المُسـلَّطَ فـي جميـع
الأَرضِ مَــن بيَــدَيهِ قــد دُفِـعَ القَضـا
حَمَــلٌ لــهُ حَمَــلَ العَطايــا والهَـدا
يــا ســُجَّداً فُــرسٌ وعُــربٌ مَــع سـَبا
قــد جــاءَ مكتوبــاً عليــهِ بفَخــذِهِ
مَلِــكُ المُلــوكِ وربُّ أَربــابِ الــوَلا
هــذا الأميــنُ الصــادقُ الحـقُّ الـذي
هــو كِلمــة الآب الوحيــدُ المُجتَــبى
خَشــفُ الطَلا يَرعَــى بسَوســَانِ النَقــا
والزَنبَـــقُ الغَــضُّ النقــيُّ لــهُ كَلا
وَعِـلُ الرُبَـى مَـن ليـسَ يَرتَعُ في الرُبَى
لكِـــن مَراتعُــهُ الــترائبُ والحَشــَى
وحـــبيبُ أَنفُســـِنا الــذي بجَمــالهِ
يَســبِي العُقـولَ وكـم فـؤَادٍ قـد سـَبَى
يَرعَــى بريَــعِ مَريــعِ أَنقـاءِ الرُبَـى
فرَعـــاك ربُّ العَــرشِ مــن راعٍ رَعَــى
أَهـوَى الـذي فـي حُسـنهِ أَبهَـى الـورى
وتَلَــذُّ لــي فيــهِ الصـَبابةُ والهَـوَى
صــَبَتِ النفــوسُ اليــهِ حــتى إِنَّهــا
خَلَعَـــت هياكلَهــا بجَرعــاءِ الحِمَــى
اصـــبو إذا هبَّـــت جَنُــوبٌ او صــَباً
فمُــذُ الصــِبا قلــبي بــهِ صـَبٌّ صـَبا
فمنيَّـــتي فيـــهِ قُصـــارَى مُنيـــتي
إِن مُــتُّ حُبّــاً فيــهِ بُلِّغــتُ المُنَــى
وودِدتُ آلامَ الســــُهادِ بــــهِ فقـــد
جــافَت جُفــوني طيــبَ لَــذَّات الكَـرَى
يـــا لاحيـــاً فيـــهِ أَلَــحَّ متيَّمــاً
قُــل يــا لَحــاكَ اللَـهُ مـن لاحٍ لَحَـى
ســـَل هــل ســلا قلــبٌ ســلاهُ بحُبِّــهِ
أَنَّــى الســلوُّ ولــو سـلاهُ لَمـا سـلا
فِردَوســـُنا العقلـــيُّ فــي أَفنــانِهِ
أَزهَــى فُنُــونَ الفضــلِ إِن فضـلٌ زَهـا
والرَوضــــةُ الغَنَّـــاءُ إِنَّ ثِمارَهـــا
نِعـــمَ الخلاصُ تَضــمَّنَت خيــرَ الجَنَــى
ورِبـــاطُ مـــرٍّ غيـــرُ مُـــرٍّ طَعمــهُ
ووَثــاقُ عهــدٍ غيــرُ مُنفصــِمِ العُـرَى
وادي الســرورِ وروضــةُ الأَفــراح بـل
هُــوَ سـَلوةُ الأَفـراح فـي وادي البُكـا
مـا العُـودُ إِن أَهـدَى الشـَذا وإِن شدا
بأَلَـــــذَّ مــــن أَنفاســــِهِ كَلَّا ولا
يــا ســيِّداً فــاق الفَــواقَ بحســنهِ
حــتى اســتُمِيلت نحــوَهُ كــلُّ الـدُمَى
هــا أنــتَ مَغنــاطيسُ أَنفُسـِنا الـتي
تصــبو إلـى رُؤيـاكَ يـا ذا المُشـتهَى
تبغيــكَ فاجــذُبها وَراءَكَ تَســعَ فــي
نَفحــات طيبِــكَ حيـث يَهـديها الشـَذا
أَســـرَت فســـُرَّت واستَســـَرَّ ســِرارُها
بســـَرِيِّ ســـَرٍّ فــي ســرائِرِها ســَرَى
اذ كُنــتَ انــت لهــا سـريراً مُزهِـراً
لهُجودِهــــا ليلاً إذا ليــــلٌ دَجـــا
رَقَــدَت بفَــرطِ الحُــبِّ لكــن أَنبــأَت
بلِســانِ حــالٍ عــن نَباهـا مـا نَبـا
إنِّــي لَنائمــةٌ وقلــبي ســاهرٌ فــي
حُــب مَــن أَهــوَى وطَرفــي مــا غَفـا
فشــِمالهُ مــن تحــتِ راسـي واليميـنُ
علــيَّ قــد عُطِفَـت فيـا لـكِ مـن يَـدَى
لــو أَن رأَى يعقــوبُ حُسـنَكَ لـم يَهِـم
بجَمـــال راحيـــلٍ ولا فيــهِ اعتنَــى
بـل لـو رَأى شَمشـُون وجهَـكَ مـا ابتُلِي
فــــي أَســـرِ داليلا وأَبلاهُ العَمَـــى
مـن هَـدمهِ بـابَ المدينـةِ كـان رمـزاً
للجَحِيـــمِ غَـــداةَ قُمـــتَ وقــد خَلا
وقُـــواهُ فــي شــَعَر بهــامتِهِ عَنَــي
لاهــوتَ هامِــكَ إذ بــهِ حُــزتَ القُـوَى
فهَفَـت لـك الأَحلامُ وانشـَدَهَت بك الأَفهامُ
مــــن بــــاهي نُعوتِـــكَ والكُنَـــى
مــا يوســُفُ الحُســنِ البـديعُ جَمـالُهُ
بــإِزاءِ حُســنِكَ غيــرُ ليـلٍ قـد سـَجا
فالبـــدرُ أَنــتَ لــك المَلائكُ هالــةٌ
عَقَــدَت عليــكَ نِطــاقُ ســُجٍ بالرُنــا
والشــمسُ تلمــعُ فــي ســَماءِ نَقـاوةٍ
زوت الطُفــاوةَ عــن ســَناها فـانجلَى
يـا ثـالثَ القَمَرَيـنِ بـل يـا مُبدِعَ ال
قَمَرَيــنِ مــع مـا لا نَـراهُ ومـا نَـرَى
بِــكَ تُلجَــمُ الشـَهَواتُ عنـك تُؤمَّـلُ ال
بَرَكــاتُ منــكَ يُســَالُ خيــرٌ يُشــتَهى
بــك تُبلَــغُ الآمــالُ عِنـدَكَ تُوضـَعُ ال
أَحمــالُ منــكَ يَنـالُ راجٍ مـا ارتجَـى
بــك تُقــدَعُ الأَهـواءُ بُـرؤُكَ يَحسـِمُ ال
لأَواءَ فيـــك مَنـــالُ فضـــلٍ يُبتغَــى
بـــك تُكشــَف الغُمَّــى ويَنــزاحُ الأَذَى
بــك تُملَــكُ النُعمَـى وتَنجـابُ الـدُجَى
بــك تُطلَــقُ الأَســرَى ويُكتَــبُ عِتقُهُـم
بِـكَ تَرتَقِـي الأَرواحُ فـي أَعلَـى الـذُرَى
لَــكَ تَنحَنِــي الأَعنـاقُ منـك يؤَمَّـلُ ال
إِعنــاقُ مــن ســِجِّينِ خَصــمٍ قـد عَتـا
لــك تَعبُــدُ الآفــاقُ بــل تَتَعبَّـدُ ال
أَعمــاقُ كُــلٌّ تحــتَ رِفعتِــكَ انحنَــى
لـــك تخضــعُ الأَفلاكُ صــاغرةً ونَحــوَكَ
تَســــجُدُ الأَملاكُ أَســــفَلَ والعُلَــــى
لـك تَحمَـدُ الأَكـوانُ بـل يعنـو لـكَ ال
مَلَــوانِ مِمَّــن شــاءَ طوعــاً أو أَبَـى
بــك تُغفَــر الأَوزارُ فيــك تُمحَّــصُ ال
أَفكــارُ أنــتَ اللَـهُ أَكـرَمُ مَـن عَفـا
بـك يُجتنـى الإِحسـانُ فيـك يفـوزُ بـال
غُفـــرانِ جـــانٍ تــائبٌ عمَّــا جَنَــى
يعنـــو لـــك الثَقَلانِ طُـــرّاً خُضــَّعاً
مـــا منهـــمُ الَّا لِعــزِّكَ قــد عَنــا
يـــا مشـــتهي آكامِــكَ الأَبَديَّــةِ ال
فــادي يســوعُ المُبتغَــى والمشــتَهى
فـي موتـك المُحيِـي جَزَيـتَ العـدلَ عنَّا
جِزيــةً عُظمَــى تفــوقُ علــى الجَــزا
وشــَرَيتَنا مــن لعنــةِ النـاموسِ فـي
دَمِــكَ الكريــمِ فكــانَ بــذلاً لا شـِرا
مُوســى العظيـمُ القاتـلُ المصـريَّ وال
مســتنقِذُ العــبريَّ منـهُ ومـا اعتـدَى
أَي إِبـــن آدمَ قـــاتلاً بصـــليبهِ ال
مِصـــريَّ إِبليســـا واســراهُ اســتَبَى
لَــكَ ينبغــي التســبيجُ فــي صـِهيَونَ
بِيعَتِــكَ الَّتِــي تَبغيـكَ أَفضـَلَ مُبتَغَـى
لَـكَ بِالوَفـا تُـوفَى النُـذورُ بقُـدس أو
رَشــلِيمَ عِرســِكَ والوَفــاءُ لَمِـن وَفـى
هَيَّــأتَ لــي بــإِزاءِ أَوجُــهِ مُحزِنــيَّ
أَســَرَّ مــائِدةٍ طَــوايَ بهــا انطَــوَى
جـــاءَتنيَ الخيـــراتُ قَاطِبــةً بهــا
فسـُررتُ فـي مـا فيـهِ فَقـري قـد سـَرَى
وحَســـِبتُ أَلوِيــةَ الملــوكِ بــدُونِها
والجــوهرَ المكنـونَ فـي قِيَـم البَـرَى
اللَـــه يَرعـــاني فليـــسَ يعــوزُني
شـــيءٌ ســـِواهُ وإنَّــهُ حَســبي كَفَــى
والمَلـــكُ أَدخَلَنـــي خِزانــةَ خمــرهِ
وعلـــيَّ رَتَّـــبَ حُبَّـــهُ دُونَ الســـُوَى
إنِّــي ضــعيفٌ فــي المحبَّــة فاشـدُدُو
نــي بــالزُهور بُحــبِّ ذَيَّــاكَ الفَتَـى
لِلــــهِ كـــأسٌ أَســـكَرَتني خمرُهـــا
كالصــِرفِ وامتَزَجَــت بعقلــي والقُـوَى
أَفهـــذِهِ كـــأسُ الخَلاصِ نَعَـــم وهــا
إِنِّــــي لَأَقبَلُهـــا قَبُـــولاً يُرتَضـــَى
ولقــد ســَمِعتُ بــأُذنِ قلــبي صــوتَهُ
لانَـــت لــهُ أَعضــايَ لمَّــا أَن شــَدا
ضــَعني بُنَــيَّ علــى فــؤَادِك مِختَمــاً
وكخـــاتمٍ بيـــديك حــتى المنتهــى
نقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي.شاعر، كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير.وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب.له (ديوان شعر-ط) وفي شعره متانة وجودة، قال مارون عبود: أصلح الشيخ إبراهيم اليازجي كثيراً من عيوبه حين وقف عليه.