
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا نسـيمَ الصـَبا تَحَمَّـل سـَلامي
ثُـــمَّ بلِّــغ تَحِيَّــةَ المُســتَهامِ
ذلــك الــوادي الخصـيبَ صـباحاً
ورُبـــاهُ المُنِيفـــةَ الإِكـــرامِ
حيثُمــا النَرجَـسُ المُضـعَّفُ أَضـحَى
ناعســاً قائمــاً علــى الأَقـدامِ
والأَقـاحي والنَرجَـسُ الغَـضُّ يزهـو
مــائلاً والــورود فــي الأَكمـامِ
وأَريــــجُ الطَرَنجَبيـــلِ ذكـــيٌّ
فـاقَ قَـدراً علـى عـبير الخِـزامِ
غــارُهُ غــارتِ الزُهــورُ عليــهِ
كجيــوشٍ وَقتــهُ رَشــقَ الســِهامِ
نــمَّ عرفـاً فغـارت الرَنـدُ منـهُ
فـــانثنت تشـــتكيهِ للنَمَّـــامِ
وعُيُـــونٌ فــي ســَفحهِ جاريــاتٌ
قــد رَعَتــهُ رِعايــةَ اســتخِدامِ
مُــذ بكـت أَعيُـنُ الغَمـائِمِ فيـهِ
قابَلَتهـــا زُهـــورهُ بابتِســامِ
رَشــَفَت نســمةُ الاصــائلِ صــبحاً
اذ ســَرَت عَــذبَ ثَغــرهِ البَسـَّامِ
قبَّلَتــهُ القُبــولُ فــي وَجَنــاتٍ
مـن مبـاهي تلـك الوُجوهِ الوِسامِ
صـــافَحَت بـــاكراً مــوائسَ روضٍ
ليّنــات القُــدودِ لـدن القـوامِ
صــَفَّقَت راحــةُ الغُصــونِ ومـالت
راقصـاتٍ مـن صـوتِ شـَد والحَمـامِ
خَطَـبَ العَنـدَليبُ فـي مِنبَـرِ الدَو
حِ فأَمســـَى لـــوُرقهِ كالإِمـــامِ
والهَزارُ الصَدُوحُ والسنُّ والشُحرُورُ
اضــــحى يفتــــنُّ بالأَنغــــامِ
وذَواتُ الأَطـــواقِ تلحــنُ شــَجواً
هَيَّجَــت بالبُكــا شــُجونَ غَرامـي
كُلَّمـــا عَــدَّدَت نُــواحَ نواهــا
حَرَّكَــت للنَــوَى ســُكونَ هِيــامي
أَلَّفَــت بــالنُواحِ طــائِرَ قلـبي
يـا فـؤادي يَمِّـم رُبـوعَ اليَمـامِ
والنـــواقيسُ فـــوقهُ قارعــاتٌ
فـي انتِصـافِ الـدُجى صُدورَ الظَلامِ
نَبَّهَـــت كـــلَّ قـــانتٍ ومُصـــَلٍّ
جَفنُــهُ لــم يَبِـرَّ طَيـفَ المَنـامِ
لـم يَـزَل رافعـاً إلى اللَه عقلاً
مســــتمدّاً ذَكـــاهُ بالإِلهـــامِ
ناســياً مــا وراءَهُ كُــلَّ يــومٍ
قادمــاً فـي الـوَرَى إلـى قُـدَّامِ
بصـــَلوةٍ غَـــدَت بشــَجوٍ رخيــمٍ
فعَلَـــت فــوقَ مِنبَــرِ الأَفهــامِ
ليـسَ فيهـم وإِن دَجـا الليلُ كابٍ
غافــلُ اللَحــظِ عــاثرُ الأَقـدامِ
جَمَعَــت بِيعــةُ المظفَّــرِ منهــم
مَجمَعــاً ســِلكُهُ فريــدُ النِظـامِ
يَتَهــــادَى ســـِتِيخُناتِ زَبُـــورٍ
بهُــــدُوٍّ وخَشــــيةٍ واحتِشـــامِ
وســــُكون ورَهبــــةٍ وخُضــــوعٍ
وخُشــــوعٍ وذِلَّــــةٍ واحتِـــرامِ
دانَ طَوعـــاً لـــرَأس بِيعــةِ رَبٍّ
مُوضـــِحٍ رَســـمَهُ بنُــوحٍ وســامِ
وبـــأَبرامَ ثُــمَّ بُطــرُسَ رُكنــي
دَع عــداهُ مــن نَسـل آلِ ابـرامِ
أَيــــنَ لاوِي وحِزبُـــهُ وبَنُـــوهُ
يـا إِمـامَ الهُـداةِ أَنـتَ إِمـامي
هكـــذا هكـــذا أَتَتــكَ كِــرامٌ
تَتَجـارى اليـكَ يـا ابـنَ الكِرامِ
واذا مــا تطــارحوا لَحـنَ نظـمٍ
طَرَحـوا اللَحـن مـن فُصـول الكَلامِ
لابســينَ الحِــدادَ فــوقَ جُســومٍ
شــفَّ مـن تحتِهـا نحيـفُ العِظـامِ
لَهُــمُ البِــرُّ والعَفــافُ وِشــاحٌ
غيـــرُ مســتردمٍ مَــدَى الأَيَّــامِ
مَنطَقَــت حَقــوَهم منــاطقُ نُســكٍ
أَكســـَبَتهم طَهـــارةَ الأَجســـامِ
تــــوَّجَتهم قلانــــسٌ واقيـــاتٌ
خِلتُهــا مِغفَــراً علـى كـل هـامِ
نُصـــِلَت فيهـــمِ نِصــالُ جِهــادٍ
انصــلت عَزمَهــم مــن الأَســقامِ
أَلَّمـــوا جســمهم بــآلام زُهــدٍ
أَقــذَتِ النفــسَ مــن قَـذَى الآلامِ
خاصـَموا الجِسـمَ واللعيـنَ ودُنيا
هُ ففـازوا بالصُلح من ذا الخِصامِ
وغَـزَوا فـي العِـدَى الثلثـةِ طُرّاً
بـــالتُقَى لا بلَهـــذَمٍ وحُســـامِ
ثـم أَصـموا قلـبَ الغَـوِيّ فـأَهوى
عــن ســُهادٍ لا عــن قِسـِيّ سـِهامِ
ليـتَ بينـي قـد حُمَّ من قبل بيني
عــن حِمـاهم وذُقـتُ كـأسَ حِمـامي
كيـفَ أَسـلُو وشَخصـُهم نُصـبُ عينـي
حيثُمــا مِلــتُ لا يَــزالُ أَمـامي
وهَـــوَى حُبِّهِـــم ثَــوى بفُــؤَادٍ
قــد قَلَتــهُ لواعــجُ الاهتيــامِ
صــاحِ سـِربي إلـى أمـاكنِ سـِربي
ثـم صـِح بـي بحَـيِّ صـَحبي الكِرامِ
لــم يَكُــن غيثُهـم كغيـثٍ هَمُـودٍ
لا ولا برقُهـــم كـــبرقٍ جَهـــامِ
لا ولا وعـــدُهم بغيـــرِ وَفـــاءٍ
لا ولا عهـــدُهم بغيـــرِ ذِمـــامِ
لا ولا تُربُهـــم تُـــرابُ ســـِباخ
لا ولا نـــارُهم بغيـــرِ ضـــِرامِ
لا ولا نُســــكُهم بغيـــرِ صـــَلاحٍ
لا ولا ســــِلمُهم بغيـــرِ ســـَلامِ
ان تَــرُم جَنَّــةَ النعيــمِ بـأَرضٍ
نَعِمَـــت مــن خصــائص الإِنعــامِ
ملكـــوتٌ يَضـــُمُّ كـــل طَهُـــورٍ
مــــــــــــالِكوهُ ملائكُ العَلامِ
فَهـوَ ديـرُ الحَصـُور مـاري يُحَنَّـا
والنــبيِّ الكريـم نسـلِ الكِـرامِ
والنـبيه النبيلِ والسابق الحِبرِ
إِمــام الهُـدَى الرفيـعِ المَقـامِ
وســليل النــبيِّ مَـن جَـلَّ قَـدراً
زَكَريّــا النَـدبِ التقـيِّ الهُمـامِ
والمَلاكِ المصــيِرِ الحــزنَ سـَهلاً
والســِراجِ المضــيء فــي الإِظلامِ
يـا رَعَـى اللَـهُ ارضَ وادي عيسـى
وســقاها مــن سـانحاتِ الركـامِ
ورَعَــى ديـرَهُ المَشـِيدَ المبـاني
ووَقــاهُ مــن غــائلِ الإِنهــدامِ
ثــم حيَّـى الحَيـا رُبـاهُ فـأَحيَى
مــا عَفَــت رَســمَهُ يَــدُ الأَيَّـامِ
رامَ بـــانيهِ والمجاهــدُ فيــهِ
فــي أَمـانٍ مـن حاسـِديهِ اللئَامِ
آلـــهُ بُغيــتي وغايــة ســُؤلي
ومُـــرادي ومُنيـــتي ومَرامـــي
ســـِيَّما فاضـــلٌ مِبَـــرٌ فضــيلٌ
زاخــرُ الفضــلِ بالفضـائل هـامِ
مَنهَجــي مــع نَمُــوذَجي وَرَشـادي
واعتِمـــادي وســـَيدي وإِمــامي
هُــوَ صــِنوي الرطيـبُ لكـنَّ شـَتَّا
نَ وبَــونٌ مــا بيــنَ ذاوٍ ونـامِ
قـد سـَرَت فـي عُقولهم نِعمةُ اللَهِ
كســَريِ الحيــوةِ فــي الأَجســامِ
اكملــوا بالســَداد كــلَّ كَمـالٍ
تممــوا بالجِهــادِ كُــلَّ تِمــامِ
كلهـــم بالصــَلاحِ خيــلُ رِهــانٍ
يَتَبــارَونَ بــالتُقَى المتســامي
دُونَ ســِقطٍ أَضــحى شـريدُ حِمـاهم
أَخَّرَتــــهُ معــــاثرُ الأَقـــدامِ
فـات حَـدَّ القِيـاسِ فـي كـل حكـمٍ
فَهــوَ شــاذُ القِيــاسِ والأَحكـامِ
طـــوَّحتهُ حُظــوظُهُ فــي بــوادي
أرض وادي مدينــــةِ الأَصــــنامِ
خِلــتُ نفسـي لمـا حَلَلـتُ ثَراهـا
كســـقيمٍ فــي قبضــةِ الأَســقامِ
مــا حُصــولي بــأَرضِ باعَـلَ إِلَّا
كحُصــولِ الجريــحِ بيــنَ هــوامِ
فمُقـــامي بهــا كيُوســُفِ مِصــرٍ
فـي مُقـام السـُجون لا في المَقامِ
خَصــَّني بــالبُؤُوس دَهــري ولكـن
خَصَّصـــَتني البتـــولُ بالإِنعــامِ
فَهــيَ للخــائفينَ أَعظَــمُ أَمــنٍ
وَهــيَ للمســتجير خيــرُ مُحــامِ
وَهـيَ بحـرٌ تُفِيـضُ أَسـنَى المزايا
وهـــيَ رِيٌّ لكـــل صــادٍ وظــامِ
هــا أَنــا خــادمٌ ببابِــكِ ذُلّاً
فــاقبَليني مــن أَصـغَر الخُـدَّامِ
وارجِعينــي إلــى محــلّ سـكوني
حيـثُ لـي مـن أَذَى العُداةِ تُحامي
وامنَحينـي صـفحَ الـذُنوبِ وكـوني
لــي شـفيعَ الخَلاصِ يـومَ الزِحـامِ
فعليــكِ الســَلامُ مـا فـاهَ نُطـقٌ
فيــكِ بيـن الـوَرَى بمـدح نِظـامِ
وانبَــرَت فــي طُرُوسـها ناطقـاتٍ
عنـــكِ بالشـــُكر أَلســُنُ الأَقلامِ
وحَظِـــي منـــكِ مــادحٌ بقَبُــولٍ
قـد حَبـاهُ بالمـدح حُسـنَ الخِتامِ
نقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي.شاعر، كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير.وكان من تلاميذ جرمانوس فرحات بحلب.له (ديوان شعر-ط) وفي شعره متانة وجودة، قال مارون عبود: أصلح الشيخ إبراهيم اليازجي كثيراً من عيوبه حين وقف عليه.