
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خففـت يـا جيـش الفتـوة مـا بي
مــن لوعــة حــرى ومـن أوصـاب
إنـي رأيـت النبـع تحرسه الظبا
والغـــاب تملأه أســود الغــاب
والصـبر والأمـل والفسـيح بفتية
غــر ميــامين يخفــف مــا بـى
مـن كـل أروع فـي الفتـوه أصيد
صــعب عريكتــه حديــد النــاب
أخيرتـم يـا أيهـا الفتيـان عن
نبــاء الــذين تمتعـوا برغـاب
خطـوا مفـاخرهم بـذوب التبر في
ورق اللجيــن بشــفرة القرضـاب
وطـأوا بقاعـاً لـم يطأها غيرهم
فــي ســالف الأزمــان والأحقـاب
فـدعا إِلـى الإكبار وصعب مراسهم
ودعـــا ِإلــى الإجلال والإعجــاب
فـــأولئك الفتيــان لا متخنــث
يصــطك حــتى مـن خريـر الـزاب
أعرفتـم النفـر الـذين تجندلوا
ولقـوا الـردى بالبشر والترحاب
نزلـوا التراب وليتهم في مهجتي
نزلــوا غـداة الـبين لا بـتراب
هــب النســيم عليهــم وسـقاهم
الهتــان غيثــا مثقـل الأوطـاب
فهـم الـذين يقـول واحـدهم لمو
طنــه مقــالا فيــه فصـل خطـاب
كفكـف دموعـك أيهـا الوطن العز
يـز ولا تسـل منهـا علـى الأثواب
فمحبــتي لــك لا تــزال عظيمـة
وتعلقــي بــك محكــم الأســباب
هـذا الفـتى ليـس الفـتى بمحمر
وجنــــــاته ومطيــــــب بملاب
وكـــل يخــاف خيــاله ومخضــب
يــوم اللقـاء شـفتيه بالعنـاب
إن الفـتى لفتى الهواجر والسرى
ليـس الفـتى بالعـاجز المطـراب
نـار تطـاير فـي الفضـاء وإنـه
يرقــى التلاع وراســيات هضــاب
مــا إن تــذمر والمتـاعب جمـة
والصــفو ينزعــه مــن الأتعـاب
لـم يلـو للـدنيا الغرور عنانه
ولقـــد تغـــر ببرقهــا الخلاب
ضــحى بمهجتــه فنــال مفـاخراً
جلــت عــن التعــداد والأطنـاب
مـا إن يشـين السـيف فـل غراره
فــالعيب أن يبقـى رهيـن قـراب
قولـوا كمـا قـال الذين تطوعوا
مــن قبلكـم فـي الفيلـق الغلاب
وتـــبرعوا بــدم نقــي طــاهر
مــا كــان أغلاه لــدى الأحبـاب
نحـن الـذين إذا المـواطن فتفى
أعضـــادها وســعت بحــظ كــاب
ثرنـا خفافـاً بالصـفاح وبالقنا
لــم نفتكــر بغنيمــة وإيــاب
لــم يثننــا ســهل ولاجبـل ولا
ســـغب ولا نصــب وضــيق شــعاب
مــن للبلاد إذا تفــاقم خطبهـا
غيـر الفـتى المستبسـل الوثـاب
يحمـي الحمـى ويـذود عن أحواضه
فـالليث يحمـي شـبله فـي الغاب
وعـن المـواطن لا تشـق عصـاً بها
إنــا لنشــهدها بصــدق ضــراب
فلكـم يعـز على الفتى أن لا يرى
الـوطن العزيـز حمـى منيع جناب
أمــن الفتــوة أن تظـل منعمـا
كلفــاً بكــأس مدامــة ورضــاب
عمـل الرجـال هـو القتال وإنما
شــغف النســاء بزينــة وخضـاب
لتكــن ملاعبــك الأســنة وليكـن
أقصــى غرامـك فـي كريـم كتـاب
لـم ننسـها تلـك العشية والدجى
أرخـى السـدول علـى ربـي وهضاب
هجـم العـدو فمـا وهـت هماتنـا
أبــداً ولا نكصــت علـى الأعقـاب
جـاؤا بـأثواب الخـراف ولم يكن
مـــا تحتهـــا إِلا نفــوس ذئاب
حــتى غــدوا جثثـاً وإطلاقاتنـا
تنقــض فيهــم كإنقــاض شــهاب
لـم يسـتر الشجر الكثيف فرارهم
عنـــا وإن لاذوا بــألفي غــاب
بـاؤا بخسـران وبـاء الجيش بال
نصــر المـبين فيـا لحسـن مـآب
يـا بـارك اللـه العظيـم بأمـة
نهضــت بشــيب للعلــى وشــباب
فـــأولئك الفتيــان لا متخنــث
يصــطك حــتى مـن صـرير البـاب
تـالله مـا كـانوا بآساد الشرى
يومـــا ولا أمهـــارهم بعــراب
أمـا أنـا فأنـا الـوفي لمـوطن
حــبي وتضــحيتي لـه مـن دابـي
أدركـت أن العـز يقطفـه الفـتى
حلــو الجنــى ببنــادق وحـراب
ورأيـت صـفو العيـش فـي جنديتي
وطرحــت عـن شـفتي كـأس الصـاب
ولكـم ركضـت إِلى المنون باشقري
والفخـر كـل الفخـر فـي جلبابي
ثملا بخمـر النصـر حـتى مـا أرى
ثملا ببنـــت الكــرم والأعنــاب
شـغفي بخـوض غمارهـا وتطاعن ال
أقــران مـا شـغفى بوصـل ربـاب
مــا للرجــال وللتنعــم إنمـا
خلقــوا ليــوم كريهــة وصـعاب
دينـي العروبـة والفتـوة مذهبي
والمــوت مـن أجـل البلاد طلابـي
قولـوا معي لرئيس أركان الجيوش
الهاشـــمي الضـــيغم الوثــاب
مـن فـي النضـال ربيعة بن مكدم
وشــىّ مقــالته بــديع الصـابي
مـن كنـز معلومـاته أغنى الورى
وطغــت معــارفه كمــوج عبــاب
إنـا لا طـوع من بنانك في الوغى
فاصـدع بـأمرك فـي طلـى ورقـاب
فثرى الصفوف تلي الصفوف ومالها
إِلا اقتحــام المــوت مــن آراب
لا هــمّ لا تخفــض رفيــع عقـابه
واجعلــه منصـوراً مـدى الأحقـاب
نعمان ثابت عبد اللطيف.شاعر شاب، من رجال السلك العسكري في العراق أيام غازي، مولده ببغداد، تخرج فيها بالكلية العسكرية 1927، وأولع بالأدب وصنف كتباً أكثرها رسائل بقيت مخطوطة عند أسرته.استشهد في حادث طائرة عسكرية عراقية قامت للاستطلاع في فضاء السماوة.له ديوان شعر (شقائق النعمان - ط)، وله: (الجندية في الدولة العباسية - ط)، (جواسيس الجبهة أو ذكريات ضابط استخبارات ألماني - ط)، (اليزيديون - ط)، (آثار العراف - ط).