
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمـاه قـد حـان الإيـاب لمضـجعي
أمـاه قـد حـان الـوداع فـودعي
وإذا ظلام الليــل أســدل سـتره
وتســابقت أشــباحه فـي الأربـع
وبمهجــة الظلمـاء بـانت أنجـم
بعيــونهن النجـل تحـرس مخـدعى
ومــددت أذرعــك اللطـاف برقـة
لتعــانقيني فــي الظلام الأسـفع
فلسـوف أهتف قائلا لك في الدجى
يــا أم طفلــك غـائب لا تجزعـى
سـأمر في البستان كالريح الصبا
معتلــة والشــمس لمــا تطلــع
فــإذا وجــدتك تغسـلين فـإنني
ســأطير نحــوك حالمــاً بتمتـع
متغلغلا فـي المـاء الـم وجنـتي
ك ومقلتيـــك بحرقـــة وتوجــع
وإذا الظلام اشـتد والإعصـار ثـا
رت وهـي غضـبى إثـر ريـح زعـزع
وغـدت دمـوع سـمائنا تنصـب وال
أشــجار ترقــص لانصـباب الأدمـع
وإذا الريـاح تنـاوحت هوجاؤهـا
فاصـغي قليلا فـي سـريرك واسمعى
إذ ذاك اثقــل متنهـا بلـواعجي
ويبلــل الأوراق هاطــل مــدمعى
وإذا سباك البرق يلمع في الدجى
فأنـا الضـحوك مع البروق اللمع
وإذا اضـطجعت علـى سـريرك ليلة
فبقيــت ســاهرة وتقـت لمرجعـي
وذكرتنـي فسـكبت فـي جوف الدجى
اغــرودة بـاللطف تطـرق مسـمعى
فهنــاك اسـمعك الغنـاء مـؤثرا
يأتيـك مـن زهـر النجـوم الطلع
وأقــول نـامي واسـتريحي ربمـا
تلفيـن طيفـي فـي المقام الأرفع
وإذا الأشــعة كـاللجين أراقهـا
بـدر علـى الغـبراء لـم يـترفع
وأثــار آكــام الحمـى ومروجـه
فســـأهتدى بضــيائه المتــدفع
وأحـط صـدري فـوق صـدرك مصـغياً
لنحيبـــه وزفيـــره المتقطــع
ســأكون يـا أمـاه حلمـاً طيبـاً
يأتيـك مـن هـدب الجفـون الهجع
وإذا أفقـت مـن الكـرى فسأغتدي
كفراشــة حـول السـراج المولـع
وإذا نهـار العيـد أقبـل باسماً
يرنـو إِلـى الأطفال يا أم اسمعى
فهنــاك نفسـي تسـتحيل أغانيـاً
وتمــازج الألحــان كـي تتمتعـي
وتســر قلبــك بالسـماع فـإنني
أدري بمـــاتخفين طــي الأضــلع
وإذا صـباح العيـد جـاءت خالتي
بهديــة وتســاءلت عــن مصـرعى
قـولي لهـا جعـل المحاجر موطناً
فمــبيته فــي مقلــتي ومـدمعي
هـو سـاكن روحـي التي أحيا بها
هــو نـازل فـي جسـمي المتضضـع
فأجــابت الأم الــرؤوم وقلبهـا
يهفــو ومقلتهــا طغـت بـالأدمع
لســفينة شـقت بـك الأمـواج مـن
بحـر إِلـى بحـر رسـت فـي أضلعي
ومــع الألاعيــب الجميلـة صـورت
ك مخيلـتي ضـحكا وسـيم المطلـع
خـوف الفـراق وخـوف آلام النـوى
إنـي أضـمك نحـو صـدري المولـع
حضــنتك روح غيــر ميّتــة ولـم
تفتـأ مرفرفـة الجنـاح بمربعـى
حـتى اسـتطاعت بعـد أجيـال خلت
ترميـك فـي حضـني فيـا لتمتعـي
أومـا علمـت أيـا حبيبـاً للسما
يـا تـوأم النـور البهـي الألمع
أن العــوالم جبتهــا فتقـاذفت
شـــطآنها بــك للفــؤاد الأودع
يـا ليـت شـعري أي أسرار السما
رمتــك فـي حضـني فظلـت ممتعـى
أبنـــي آلهــة تقــدس عنــدما
أجثــو بهيكلهـا تلـوح لمـدمعى
والقلــب لمــا فتحــت أكمـامه
كـالزهر ينفـح بـالعبير الأضـوع
أبنــي مخبـوءا بأعمـاق الحشـا
روحـا وفي النفس الطروبة ترتعى
تغــذوك آمــالي وكـامن لوعـتي
ورغــائبي وعليــك فـرط تـوجعي
واللــه أسـأله تعـالى إن يقـي
كنـزي الثمين من الزمان المفزع
قــد صــورتك مخيلــتي متبسـما
طلقــاً تشـنف باللطـائف مسـمعي
نعمان ثابت عبد اللطيف.شاعر شاب، من رجال السلك العسكري في العراق أيام غازي، مولده ببغداد، تخرج فيها بالكلية العسكرية 1927، وأولع بالأدب وصنف كتباً أكثرها رسائل بقيت مخطوطة عند أسرته.استشهد في حادث طائرة عسكرية عراقية قامت للاستطلاع في فضاء السماوة.له ديوان شعر (شقائق النعمان - ط)، وله: (الجندية في الدولة العباسية - ط)، (جواسيس الجبهة أو ذكريات ضابط استخبارات ألماني - ط)، (اليزيديون - ط)، (آثار العراف - ط).