
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنشــد وإن زأروا عليـك وثـاروا
فزئيرهــم فــي مســمعيك خــوار
أنشـد عسـى تسـتنهض الهمـم التي
مــاتت ففــي إنشــادك الأســرار
إنــي عهــدتك كاتبــاً متنــوراً
حـراً علـى الـوطن العزيـز تغـار
وإذا العنــادل رجعــت ألحانهـا
وشــدا علـى لـدن الغصـون هـزار
وإذا تغنــت فــي الظلام حمامــة
محزونـــة وأهاجهـــا اســتعبار
وبثثتهــا شــكوى بأشـعاري وفـي
جنـــح الظلام تـــردد الأشـــعار
وأسـلت مـن عينـي نجيعـاَ قانيـا
إن الـــدموع بمقلـــتي غـــزار
زمـرّ ودعنـي فـي الكآبـة غارقـاً
أبكــي إذا مــا غنــت الأطيــار
أصــغي لألحــان الصـبابة والكـآ
بـــة عنــدما تتصــبب الأنهــار
هـل يملـك المأسـور غيـر مـدامع
وأضـــالع شـــبت بهــن النــار
وإذا الأزاهـر فـي المروج تعانقت
وســرى النســيم وماسـت الأشـجار
والشـمس صـبت مـن أريكـة عرشـها
تــبراً برونقــه العقــول تحـار
ونشـقت عطـراً ضـاع فـي أرجائهـا
فكــأنه الصــهباء حيــن تحــار
زمــرّ ودعنــي لا تــروق نـواظري
ممـــا جرعـــت مرابــع وديــار
فعمارهــا فــي نــاظرّي خــرائب
وطلاؤهـــا فـــي نــاظري غبــار
مــا للنفـوس وقـد تهتـك سـترها
تتصـــنع الخيلاء وهـــي صـــغار
ولقـــد تحلــت بالعمــائم أرؤس
أولــى بهــن الصــارم البتــار
وتقلنسـت هامـات بعـض فـي الورى
وبهــــا حــــرّي مقنـــع وإزار
وتزينـــت بالخزنـــاس والخلــي
ق بخلقهـــا الاســمال والأطمــار
وتــبرقعت منهــم وجـوه بـاللحى
وبهـــا جـــدير برقــع وخمــار
زمــزّ فــزوراء العــراق حديقـة
تــاهت بوصــف جمالهــا الأفكـار
وحصــانها الـدر النضـيد ودجلـة
إمـــا تعاقهـــا ذكــاء نضــار
وعلـى شـوارعها الظبـاء سـوافراً
يعنــو لفــاتر لحظهــا الجبـار
وبعــذب منطقهــا ونــور جينهـا
تحيــا النفـوس وتجتلـي الأبصـار
أمـــا جــداولها فــذائب فضــة
بلجيهــــا تتطلــــع الأزهـــار
زمــرّ بــزوراء العــراق وخلنـي
أبكــي إذا مـا هـاجني التـذكار
فــالنهر للــدخلاء عــذب ســائغ
مــا إن تشــوب ميــاهه الأكـدار
والزهــر تســقيه دمـاء رجالنـا
وتعيــث فــي روضــاته الأشــرار
زمــرّ ودعنــي فالمعـالم أقفـرت
وذكــا الأســى والمـدمع الزخـار
أنا في السماء إذا تضاحكت النجو
م ثغورهـــا وتجلـــت الأقمـــار
شــبت بقلـبي الكارثـات وأظلمـت
فــي أعينــي الأضــواء والأنـوار
فانشـد مـن الألحـان ما تترنح ال
أعطـــاف فيهـــا والظلام ينــار
فعسـى تغـادرني الهمـوم وتنطفـي
نــاري ويجمــد دمعــي المـدرار
وأعــود أطــرب للنشــيد مزمـراً
معكــم ومــا تنتــابني الأكـدار
زمــرّ ولــو أن النفــوس هياكـل
جوفــاء ليــس تهزهــا الأوتــار
زمــرّ ولــو أن النفــوس غليظـة
مــا إن يـثير شـعورها المزمـار
وطـــن عليــه جفوننــا منهلــة
تحكـي السـحاب وفـي الضلوع أوار
وطــن إليــه قلوبنــا مشــتاقة
وكأنمــــا طيــــاتهن شــــرار
وطــن تصــون حياضــه بنفوســها
ونفيســـها أبنـــاؤه الأبـــرار
ولأجلــه تقــع الرجــال وتلتظـي
حرقــاً عليــه وتصــرع الأحــرار
تركـوه مضـطرباً يكابـد لوعـة ال
أصــفاد تقــرض معصـميه وسـاروا
ولقـد تكـالبت العـدى فتفـرق ال
انصـــار عنــا بئســت الأنصــار
نعمان ثابت عبد اللطيف.شاعر شاب، من رجال السلك العسكري في العراق أيام غازي، مولده ببغداد، تخرج فيها بالكلية العسكرية 1927، وأولع بالأدب وصنف كتباً أكثرها رسائل بقيت مخطوطة عند أسرته.استشهد في حادث طائرة عسكرية عراقية قامت للاستطلاع في فضاء السماوة.له ديوان شعر (شقائق النعمان - ط)، وله: (الجندية في الدولة العباسية - ط)، (جواسيس الجبهة أو ذكريات ضابط استخبارات ألماني - ط)، (اليزيديون - ط)، (آثار العراف - ط).