
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الوالــدان هلكـت بعـدهما
مـن لـي على رد الأسى بهما
أســتوحش الـدنيا كراهيـة
مـذ ذقـت كاسى من فراقهما
مــن مــوقظ أمـى لأسـمعها
قلبـا يـذوب لموتهـا ألما
وأبثّهــا لهفــى لرؤيتهـا
وتحّرقـى أن أبلـغ العـدما
فأعيــد أفراحـى بحضـرتها
وتـدلّلى فـي البيت محترما
أمّــى إذا اصــبحت نافلـة
لـم تلفنـى إلا فـتى علمـا
وإذا لحـانى النـاس كلهـم
أضـفت علـيّ حنانهـا كرمـا
وإذا افتقـرت وجدت رحمتها
قد أمطرتني اليسر والنعما
وأبـى ومـن يحييـه لي لأرى
وجهـا كنـور الشمس مبتسما
وأرى برؤيــة وجهـه لهفـى
وأطـالع الـدنيا بـه قدما
مـا شـمته يومـا تجهّـم لي
مهمـا تجلّى الخطب أو عظما
آه وهــل ألقاهمــا يقظـا
أو نائمـا ألقاهمـا حلمـا
الوالــدان هلكـت بعـدهما
مـن لـي على ردّ الأسى بهما
عبد الحميد الديب.شاعر مصري، نشأ وعاش بائساً.قال أديب في وصفه: استحالت نفسه الشاعرة الثائرة إلى جحيم من الحقد على الناس جميعاً، ونعته بشاعر الجوع والألم.ولد بقرية كمشيش من أعمال المنوفية، وسكن القاهرة وتوفى بها، ودفن في كمشيش.في شعره جودة وقوة.