
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفـدي أبـيّ الضـيمِ ذا الإبـاءِ
بــالنفسِ والأبنــاءِ والآبــاءِ
أفــديهِ بــالقريبِ والبعيــدِ
أفــديهِ بالطــارفِ والتليــدِ
كـان ربيـعَ البـائسِ المسـكينِ
وكــان عــزّا للهُـدى والـدينِ
ناغــاهُ جبرئيــلُ عنـد مهـدِهِ
وكـــان يمتَــصُّ لســانَ جــدّهِ
ورُبّمـــا أرضـــَعَهُ الإبهامــا
فيكتفــــي بمصـــّهِ أيامـــا
فَـــدَمهُ مـــن دمِــهِ تولّــدا
ولحمُــهُ مِــن لحمِــهِ تجســّدا
شـــدّ عليهــم مُطمَئِنّ الجــاشِ
ليـــس بواجـــلٍ ولا مُخاشـــي
مُقتَحِمـــاً قســـاطِلُ الغُبــارِ
يــذودُهُم بــالمُرهَفِ البتّــار
مـا ارتاع من جيوشِها المجتمة
وكيـف يخشـى الناسَ واللَهُ مَعَه
ومَــن جليــلِ عزمـه فـي جَمـع
ومِــن جميــلِ صــبرِهِ فـي درع
ولَـم يـزل يقتُـلُ كُـلَّ مـن برز
حـتى أبانَ النقصَ فيهم والعوَز
فـاجتمعوا عليـه مـن كُـلّ حدَب
وكُلُّهُــم لقتلِــهِ قــد انتَـدَب
لـم يرقبـوا اللَهَ ولا الرسولا
فيــهِ ولا الوصــي والبتــولا
فأحــدَقوا بـه كمثـلِ الهـالَه
وأن يكــنُ عديـدُهُم مـا هـالَه
رَميـاً وضـرباً وطعانـاً بالقَنا
جمعـاً فـرادى من هُنا وها هُنا
وبَينَــهُ حــالوا وبَيـنَ رِحلِـهِ
فــاقتطعوهُ مُفـرداً عـن أهلِـه
فقـالَ اللَـهُ يـا شيعةَ آلِ حربِ
يـا قـومُ فـي دنيـاكُمُ أحرارا
كونوا إذا لم ترقَبوا الجبّارا
يـا قـومُ فـي دنيـاكم أحرارا
وراجعـوا عنـدَ الفعالِ الحَسَبا
إن كُنتُــم كمـا زَعمتُـم عُرُبـا
علـى الرجالِ الخوضُ في الكفاحِ
ومـا علـى النسـاءِ مـن جُنـاحِ
مـا دُمتُ حياّ فامنعوا الجُهّالا
لا تَتَعرّضـــوا لنـــا عيــالا
فانكَفــأوا بـالحربِ يقصـدونَهُ
ومـا لـديهِ مـن يحـامي دونَـهُ
وقــد أصــابَه مِــن الجُــراحِ
مـا يُضـعِفُ المـرءَ عـن الكفاحِ
بينـــاهُ يســتريحُ إذ أتــاهُ
إلــى الجــبينِ حجــرٌ أدمـاهُ
تنـاوَلَ الثـوبَ ليمسـحَ الـدما
رَمَــوا فُــؤادَهُ بســهمٍ سـُمّما
والســـهمُ فيـــه شـــُعَبٌ ثلاثُ
للــدّمِ مُــذ أصــابَهُ انبعـاثُ
أخــرَجَ ذاك السـهمَ مـن قفـاهُ
فـــانبعثت ســـائِلَة دمـــاهُ
وعـن قتـالِ القـومِ أعيا وَوَقَف
وكُلّمــا أتــاهُ شــخصٌ انصـرَف
حـتى أتـاهُ مالـكُ بـنُ النسـرِ
قُبّــحَ مــن جــافٍ ظلـومٍ غُمـرِ
تعمّــدَ الســبطَ بشــَتمٍ وبَسـَب
ورأسـَهُ الشـريفَ بالسـيف ضـَرَب
والســيفُ شـجّ رأسـهُ المُكَرّمـا
فـامتلأ البُرنـسُ مـن ذاكَ دَمـا
هادى بن عباس بن على ابن كاشف الغطاء.فاضل إمامى عراقى.ينتمي إلى أسرة آل كاشف الغطاء العريقة بالنجف.له: (أوجز الأنباء فى مقتل سيد الشهداء - ط) رسالة، و(المقبولة الحسينية - ط) مراث من نظمه، (ومجموعة - خ) أدب و تراجم، و(المستدرك على نهج البلاغة - ط) و(البرهان المبين فيمن يجب اتباعه من النبيين -خ).