
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَنَّــت ناصـِيَةُ الظَلمـاءِ لَـم تَشـِبِ
فَلَيتَهـا إِذ كَتَمـتُ الحُبَّ لَم تَشِ بي
نـاحَت وَنِحـتُ وَلَـم يَـدلُل عَلَيَّ سِوى
دَمـعٍ يُفَـرِّقُ بَيـنَ الحُـزنِ وَالطَـرَبِ
شـَجوي طَويـلٌ وَلَكِـن مـا قَنِعـتُ بِهِ
حَتّى اِستَعَنتُ بِشَجوِ الوَرَقِ في القُصُبِ
مِثـلُ الرَميمـيُّ لَـم يُقنِعـهُ تالِدُهُ
مَجــداً فَأَيَّــدَ مَوروثــاً بِمُكتَسـَبِ
لِلَّــهِ عِلــمٌ وَإِقـدامٌ حَكـى بِهِمـا
بَـأسَ الرُجـومِ وَنـورَ الأَنجُمِ الشُهُبِ
أَوفـى بِـهِ السَبقُ في حُكمٍ وَفي حِكَمٍ
مُقَسـَّمَ النَفـسِ بَيـنَ البَـأسِ وَالأَدَبِ
فَــإِن يَقُــل فَزِيـادٌ غَيـرُ مُسـتَمَعٍ
وَإِن يُحـارِب دَعـا النُعمانُ بِالحَرَبِ
راعى اللَيالي بِأَطرافِ الخُطوبِ كَما
أَجـادَ دَفـعَ الخُطوبِ السودِ بِالخُطَبِ
لَـم يُبـقِ صـَولُكَ عِزَّ المُلكِ في عَجَمٍ
وَلا بَيانُـكَ فَضـلَ القَـولِ فـي عَـرَبِ
إِذا طَغـى بَحـرُهُ يَـومَ الهَياجِ تَرى
عِـداهُ أَقصـَرَ أَعمـاراً مِـنَ الحَبَـبِ
تُشـَبُّ نـارُ العُلـى مِنـهُ عَلـى عَلَمٍ
وَيَنتَهــي شـِبهُها مِنـهُ إِلـى قُطُـبِ
وَضـــَوءَ ســيرَتِهِ نــورٌ بِلا لَهَــب
لَـو شاءَ بِالسَعدِ رَدَّ السَهمَ في لُطُفٍ
مِـنَ المُـروقِ وَنـالَ النَجمَ مِن كَثبِ
لا تَبـغِ لِلنـاسِ مَثَلاً لِلرَئيـسِ أَبـي
يَحيـى فَلَيـسَ يُقـاسُ الصُفرُ بِالذَهَبِ
لَـو لَـم يُرَجِّحهُ فَضلُ الحِلمِ طارَ بِهِ
تَوَقُّـدُ الـذِهنِ فـي الأَفلاكِ وَالشـُهُبِ
أَغَـرُّ يَنظُـرُ طَـرفُ المَجـدِ عَـن صَوَرٍ
مِنـهُ وَيَضـحَكُ سـِنُّ الـدَهرِ عَـن شَنَبِ
عَـــفٌّ تُرَنِّـــحُ مِنـــهُ أَريحيَّتُــهُ
مُعاطِفـاً لَـم تُرَنِّحهـا اِبنَةُ العِنَبِ
حَمـى الهُـدى وَأَبـاحَ الرِفدَ سائِلَهُ
فَالـدينُ فـي حَـرَمٍ وَالمالُ في حَرَبِ
تُنبيــكَ عَــن سـِرِّ جَـدواهُ طَلاقَتُـهُ
كَالبَرقِ يُخبِرُ عَن فَيضِ الحَيا السَرِبِ
شــَمسٌ لِمُستَرشــِدٍ ظِــلٌّ لِمُلتَجىــء
عَتــبٌ لِمُســتَعتِبٍ أَمـنٌ لِـذي رَهَـبِ
مُعَظَّـمٌ كَـالغِنى فـي عَيـنِ ذي عَـدَمٍ
مُحَبَّـبٌ كَالشـِفا فـي نَفـسِ ذي وَصـَبِ
حَـوى أَقاصي الهُدى وَالجَودِ في مَهَلٍ
وَغـادَرَ السـُحبَ وَالأَقمـارَ فـي تَعَبِ
نَمَّـت أَوانَ الصـِبا أَخبـارَ سـُؤدَدِهِ
وَأَيُّ رَوضٍ مَــعَ الأَطيــارِ لَـم يَطِـبِ
يُعطـي وَلَـم تَصـدُرِ الآمـالُ عَن عِدَةٍ
مِنــهُ وَلا وَرَدَت مِنّــا عَلــى طَلَـبِ
شـَذَّت بِـهِ عَـن بَني الدُنيا مَحاسِنُهُ
فَعــاشَ مُســتَوطِناً فيهِـم كَمُغتَـرِبِ
هَـذا الـوَداعُ وَعِندي مِن حَديثَكَ ما
مِـنَ الغَمامَـةِ عِنـدَ النَورِ وَالعُشُبِ
واِمـدُد يَمينَـكَ أَلثُمهـا وَأُخبِرُهُـم
أَنّـي لَثَمـتُ النَـدى صـِدقاً بِلا كَذِبِ
إبراهيم بن سهل الإشبيلي أبو إسحاق.شاعر غزل، من الكتّاب، كان يهودياً وأسلم فتلقّى الأدب وقال الشعر فأجاده، أصله من إشبيلية، وسكن سبتة بالمغرب الأقصى. وكان مع ابن خلاص والي سبتة في زورق فانقلب بهما فغرقا.