
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِــرانُ سـَعدَينِ لا يَحُـورُ
ركـبُ المُنـى حَولَهُ يدورُ
زارَ بـهِ الدَّهرُ لا عَدِمنا
دَهـراً بأمثالهـا يَـزورُ
وانتجـزَ الوعدُ في لقاءٍ
ألقـى عصـَاهُ بهِ السُّرورُ
تجـوزهُ أَعيـنُ اللّيـالي
وهـي غِـزارٌ إليـه صـُورُ
ما ضَرَّ أن غابت الدَّراري
عــن مَلأٍ هـم بـهِ حضـورُ
أطـوادُ حِلـمٍ بُحـورُ عِلمٍ
تَصـغُر عَن قدرِها البُحورُ
تتوّجُـوا بالوقـار زيّـاً
تَعجَـبُ مـن حسنهِ البُدورُ
ما الخيرُ إلا بهم وفيهم
هُـم حيثُ حَلُّوا هدىً ونورُ
هم قُدوةُ النّاس لا أُحاشي
ومُــدَّعي غيــرِ ذاكَ زورُ
بهــم ولــولاهمُ هلَكنـا
تُحَــلُّ أو تُعقَـدَ الأُمـورُ
لـم يغـب البِرّ عن صداقٍ
فيــه لأَســمائِهم سـُطورُ
قـد سـطعَ الندُّ والبخُورُ
فكيـفَ لا تَسـجَعُ الطّيـورُ
هــا إنّ زُرزوركـم حَفِـيُّ
بكـم عـن القَصدِ لا يَجُورُ
يفتُـرُ في الشَّدوِ كلُّ طيرٍ
ومــا لَـهُ عنكُـم فُتـورُ
عَــوَّد منقــارَه ثَنــاءً
فــي نَشـرهِ للعلا نُشـورُ
يحفــظُ إحسـانكم بشـُكرٍ
مـا ضَيَّعَ النِّعمةَ الشَّكورُ
لا أَوحشـَت منكُم المَعالي
ولا خلَـت منكـمُ الصـُّدورُ
ودُمتــمُ مَفزَعـاً وذُخـراً
لِرَتـقِ مـا تفتُقُ الدُّهورُ
محمد بن مسعود بن طيّب بن فرج بن أبي الخصال خلصة الغافقي، أبو عبد الله.وزير أندلسي، شاعر، أديب، يلقب بذي الوزارتين، ولد بقرية (فرغليط) من قرى (شقورة) وسكن قرطبة وغرناطة. وأقام مدة بفاس، وتفقه وتأدب حتى قيل: لم ينطلق اسم كاتب بالأندلس على مثل ابن أبي الخصال.له تصانيف، منها (مجموعة ترسُّله وشعره) في خمس مجلدات، و(ظل الغمامة -خ) في مناقب بعض الصحابة، و(منهاج المناقب -خ)، و(مناقب العشرة وعمّي رسول الله -خ)، وكان مع ابن الحاج (أمير قرطبة) حين ثار على (ابن تاشفين) وانتقل معه إلى سرقسطة، واستشهد في فتنة المصامدة بقرطبة.