
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقيمـوا عمـود الـدين للّـه تسـعدوا
فقــد جــاءكم عيســى وهــذا محمـد
فريــق الهــدى واللـه يظهـر دينـه
علـى ديـن مـن قـد اشـركوا وتمردّوا
فللّـــه ألطـــاف عليكـــم خفيّـــة
فـإن تنجـدوه مـن لظى النار ينجدوا
أرى الآيـة الكـبرى من النصر قد جرى
بهــا الفـال فـالأفراحُ فيهـا تجـدّدُ
وممـــا يبيـــد الشـــركين بــأنّه
تجمّـــع للإســـلام عيســـى وأحمـــد
عسـى اللـه أن يـأتي بموسـى فـإنّني
أرى كبـــدي شـــوقا إليــه توقّــد
ليظهـــر أن الحـــق حـــقّ محمـــد
وكـــلّ بنــي بالــذي قلــت يشــهد
فلا تجزعـوا مـن حـادثٍ حبـاء فادحـاً
فـذا الـدين للحرمـن فـي نصـره يـد
فشـنوا الـدين الكفـر غـارات معشـرٍ
لهــم فـي الهـدى فـرع زكـيّ ومحتـد
وشــبّوا الهـم نـار الجهـاد فـإنكم
مــتى تتركوهــا آن للنــار تحمــد
فـذا الـدين مـا أرسـى قواعـد حقّـه
لـــدى النـــاس إلا ذابــل ومهنّــد
فحزبكُـــم حـــزب الإلـــه وإنهـــم
همـم الغـالبون الشـرك والمود أحمد
هــل الــدين ملبــوس جميـل وشـبعة
ينيلكموهــا اليــوم أو سـعف الغـد
وهـل فرمـن نـار القتـال أخـو حجـاً
ليبقــى وفــي نــار الجحيـم يخلّـد
أطيعـوا مليكـا يشتري الحمد بالندى
ويرقـد فـي جفـن الـردى وهـو أرمـد
لــه عزمـات الـدهر إن هـمّ بالعـدى
وكــالغيث يهمــي صـوبهُ وهـو مرعـدُ
لــه دوحــة يســمو بهــا عادليّــة
وللمجــد منهــا كــلّ وقــتٍ مجــدّد
فللحــقّ منــه خيــر ركــن وملجــأ
وللعـــدل والإســـلام ســـيف معضــّد
إذا جئتــه تلقــى الســماح مجسـدا
بكــفّ طــوال الــدهر يعطـي ويرفـد
وإنّ قـــرى العـــافي إذا أمّ ظلّــه
جــداول تجــري والســديفُ المسـرهد
لقــد ســطرت مــن بشــره ونــوالهِ
أحـــاديثُ ودٍ عنــه تــروى وتســند
فيقنــي ولــم يسـبق عطايـاه موعـد
ويفنــي ولــم يســبق رواه التوعّـد
ومــن وهـب الأمـوال أو قتـل العـدا
ليشـري بـذاك الشـكر والحمـد بحمـدُ
وكــان عليـه أن يحـوز مـدى العلـى
أليّــــة بــــرورٍ وحلـــف مؤكّـــد
أقــام عمــود الــدين حقّــا محمّـد
كمــا بــدأ الــدين الحنيـف محمّـد
فأشـرق بـدر الحـق فـي أفـقِ الهـدى
وقــد غـالهُ قطـع مـن الكفـر أسـود
نزلـــت وحاجـــاتي ببـــاب محمّــد
فــــأذهله عنّـــي زمـــان منكّـــد
وقـد كـان ظنّـي أنّنـي أقطـع الـردى
بــه فهـو سـيف فـي الرزايـا مجـرّد
تجـــاوزت أقوامـــاً علـــيّ أعــزّةً
إليــه عســى بؤســي بنعمـاه يفقـد
فلــم يــك لـي فـي ظلّـه ذا عنايـة
فيعــرف فضــلي ثــم يثنــي وبحمـد
وظلــم إذا مــا قيــل إنــي شـاعر
وفــي كــلّ علــم لـي مقـام ومشـهد
ولـو جـاز فـي الـدنيا خلـود لفاضلٍ
لبشـــّرت الـــدنيا بـــأنّي مخلّــد
فــوا أســف مــا بـال حظّـيَ ناقصـاً
لــديكم ودهــري بالفضــائل أحســد
فمن ذا يروم العاقل الندب في الورى
وأعظــم منكـم فـي الـدناليس يوجـد
أعيــد ومهمــا عشـت للنـاس دائمـا
مــدى نحـروا الاعـداء فيـه وعيّـدوا
فظلّـــك مســـدول وجـــودك غـــامر
وفعلـــك مشـــكور وبابـــك مقصــدُ
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن هبة الله بن يوسف بن نصر بن أحمد اللخمي القابوسي، من ولد قابوس الملك ابن المنذر بن ماء السماء، أبو إسماعيل، المعروف بابن دنينير.شاعر، كان في خدمة الأمير أسد الدين أحمد بن عبد الله المهراني، وله فيه مدائح، واتصل سنة 614 بخدمة الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن العادل أبي بكر محمد بن أيوب، المتوفى سنة 635 هـ، له (ديوان شعر)، سافر إلى الديار المصرية والبلاد الشامية وامتدح جماعة من ملوكها وكبرائها، وكان سيء العقيدة يتظاهر بالإلحاد والفسق، ووجد في أوراقه كلام رديء في حق الله سبحانه وتعالى وكفريات وأهاج في الملوك، فأخذه الملك العزيز عثمان ابن الملك العادل، وصلبه في السبيتة (قلعة قريبة من بانياس).وله عدا ديوانه، كتب، أحدها في (علم القوافي)، وكتاب (الشهاب الناجم في علم وضع التراجم)، و(الفصول المترجمة عن علم حل الترجمة).