
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـفّ القطيـن وبـان الرائح الغادي
عــن الــديار فـأقوت منـذ آبـاد
والـبين إن بينهـم عنّـي ففي كبدي
لهـــم مضــارب أطنــاب وأوتــاد
يـا دارهـم درّ فيك الدمع إن بخلت
عنـكِ الفـوادي ليروى ربعك الصادى
فكـم لنـا فيـه مـن عهـد يـذكرنا
بـه النسـيم عـدا من دونه العادي
أزمــان لا أرعــوي فيــه لعاذلـةٍ
لكــن إلــى اللهـو إخلائي وإخلادي
إذ لا النـوى بيننـا يومـا مفرقـة
ولا المكتــم مــن أســرارنا بـاد
واليـوم مـن بعـدهم لا مـوردي صدرُ
فيمـــا يســرّ ولا غصــني بميّــاد
أشـكو إلـى اللـه دمعا غير متزجرٍ
عمّــن أحــبّ وقلبــاً غيـر منقـادِ
يـا صـاحبي شـتّ شـعب الحيّ من إضم
فاقصـد معـي بعدهم يا سعد إسعادي
وإن مـــررت بنـــاديهم فنــادهمُ
ذاك المحــبّ عليــل بيــن عــوّاد
وحمــلّ الريـح شـوقي نحـو كاظمـة
وأقـر التحيّـة عنّـي بانـة الوادي
وكيــف يفــرقُ قلــبُ فـي محبّتهـم
قـد راح مـا بيـن إيقـاذٍ وإيقـاد
سـل عنهـم كـم أراقـوا من دم هدرٍ
فــي حبّهــم بعـد إيعـاد وإبعـاد
فكــم لهـم مـن قتيـل مـاله قـود
أودى وكـم مـن أسـير مـا لـه فاد
كـذا الفـواني وإن أدنيـنَ مطّلبـا
فشــانهُم قطــع أكبــاد وأكنــادِ
ومهمـهٍ فيـه حـاز الركبُ لو طلبوا
غيـري لمـا وجـدوا دونـي لها هاد
قطعتُهــا بــأمون فـات غـار بهـا
قاد الزمان بها في المتن والهادي
قـد لـوحت بـي سـهوبُ الأرض مرديـةً
كأنمـــا قصــدت كــدّي وإجهــادي
حتّــام لاينثنــي عـن بطـن مقفـرةٍ
أو ظهــر مهلكــة خوضـي وتـردادي
وقــد غـدت دونـي الأبـواب مرتجـة
والأرض تضــرب فــي وجهـي بأسـداد
كـأن بينـي وبيـن الـدهر مـن ترة
يبــدي بهـا فـرط أضـغان وأحقـاد
فـإن عـداني خطـب منـه عـن أملـي
فبـــالمعظّم إيجـــادي وإنجــادي
ملـك نمتـه إلـى العليـاء عن كرمٍ
أطـواد عـزّ عـدت مـن فـوق أطـوادِ
قـوم إذا أوعدوا يعفوا وإن وعدوا
يوفـوا فيـا خيـر إيعـادٍ وميعـادِ
بهــم تهلـل وجـه الـدهر واتّضـحت
مـذاهب الجـود مـن جـدوى وإرقـاد
ســادوا وســادهم عيســى ولا عجـب
فالمسـك يقلو بما في نشره البادي
ملــك أقـام عمـود الـدين عـاملهُ
وســـيفه بعــد إقعــاصٍ وإقعــادِ
وأصــعق الكفــر حــتى ذلّ جـانبهُ
والأرض قــد آذنــت منــه بإلحـاد
فــاللّهُ يكلأ تلكّــا ظــلّ مــالكهُ
بمقلـــةٍ أصــبحت منــه بمرصــاد
تعلّـم القاصـدوه والجودَ فاحتسبوا
مـنَ الكـرام ومـا كـانوا بـأجواد
يــا آل أيّــوب إنّ اللــه شـرّفكمُ
علـى الـورى كلّهـم مـن رائحٍ غـادِ
فالعــدل منســدلُ ولاجــود منسـبل
منكــم فيـا خيـر أنجـادٍ وأمجـادِ
يثنـي عليكـم بـبيض مـن محاسـنكم
فتنعمـــون بكـــلّ جــود معتــاد
أحيـا نـبيّ العلا مـن ذكركُـم ملحاً
تــروح مــا بيـن إعـدادٍ وتعـدادِ
هــذا المعظــم لا خلــق يمــاثلهُ
مـن البرايـا فمـن عـاد بـن شدّاد
البــاذل العـرف والأنـواء مخلفـة
والمـانع الجـار مـن يلوي وأنكاد
أقــام كــل عوجـاد مـن ذوي عـوج
جــودا فمـا بـاك حظـي جـد مُنـاد
قـد أعـدمتني صـروف الدهر عن عرضٍ
يـا مالـك الـرف فامشس لي بإتجاد
عســاك ترغـم أعـدائي بلطفـك بـي
عطفــاً وتكيـب بـالمعروفش حسـادي
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن هبة الله بن يوسف بن نصر بن أحمد اللخمي القابوسي، من ولد قابوس الملك ابن المنذر بن ماء السماء، أبو إسماعيل، المعروف بابن دنينير.شاعر، كان في خدمة الأمير أسد الدين أحمد بن عبد الله المهراني، وله فيه مدائح، واتصل سنة 614 بخدمة الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن العادل أبي بكر محمد بن أيوب، المتوفى سنة 635 هـ، له (ديوان شعر)، سافر إلى الديار المصرية والبلاد الشامية وامتدح جماعة من ملوكها وكبرائها، وكان سيء العقيدة يتظاهر بالإلحاد والفسق، ووجد في أوراقه كلام رديء في حق الله سبحانه وتعالى وكفريات وأهاج في الملوك، فأخذه الملك العزيز عثمان ابن الملك العادل، وصلبه في السبيتة (قلعة قريبة من بانياس).وله عدا ديوانه، كتب، أحدها في (علم القوافي)، وكتاب (الشهاب الناجم في علم وضع التراجم)، و(الفصول المترجمة عن علم حل الترجمة).