
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـا قـد بلغـت الـذي قـد كان ينتظرُ
اللــه أكــبر هـذا النصـر والظفـر
قـد صـرّح الخـبر منـك اليوم عن خبر
قــد كـان أنظـر فيـه نفسـه النظـر
أكــذبت ظــنّ الأعـادي بالـذي كملـت
بــه السـعادة واسـتهتى لـك الخطـر
قـالت ظنـونهم فـي الفـأل وابتـدلَت
مـن بـارحٍ سـانح الطيـر الذي زجروا
أعـدت عـود الهـدى غضـا وقـد يبسـت
أغصـــانه وهـــو لا ظـــلّ ولا ثمــرُ
هــذا هـو الفتـح فتـح لا يقـوم بـه
نظـــم المديـــح ولا نــثر فيبكــر
فتــح مــبين وقــي مـن كـل موبقـة
لــم يبــق مـن بعـده ذنـبُ فيفتفـر
تهلّــل الــدين والـدنيا بـه فرحـا
واستبشــرت مكــة والحجــر والحجَـرُ
لــم تخــش يــثرب تثريبـا لفادحـة
مـن بعـده إذ سـرت فـي ذكـره السور
يــا يـوم دميـاط قـد راحـت مسـوّدةً
منـك الطـروس وقـد سـارت بـك السير
أنطقــت خـرس الأمـاني وهـبي صـامتة
ورضــت صــعب المعـاني فهـيَ تبتـدر
ألبسـت أهـل الهـدى مـن نصـرة حللاً
والشــرك قــد حـلّ منـه الإزر والأُزرُ
فــي يــوم ذي هــج لا وصــف يـدركه
يكــاد منــه فــؤاد الـدهر ينفطِـرُ
يــوم تــدين لــه الأيـام إذ خرسـَت
عـن فخرِهـا وهـو طـول الـدهر يفتخرُ
فــي حالــةٍ جمـع الضـدين فـي قـرنٍ
فالشـــركُ متحــذل والحــقّ منتصــرُ
قــد عــاد صــبحهم ليلا تضــيءُ بـهِ
زرقُ الأســنّة فهــي الأنجــم الزهــر
والشـــمس طالعـــة فيــه وغاريــة
لكنهــــا بظلام النقــــع تســـتتر
والــدين قــد تليــت آيـاته فرحـا
بنصـــره وصـــليب الشــرك منعفــر
يـا ديـن عيسـى بعيسـى قد خذلت وذا
كسـر مـدى الـدهر منكـم ليـس ينجبرُ
وافـاك فـي جحفـلٍ ضـاق الفضـاءُ بـه
ذرعــا فــأنت لــديه بـل لـه جـزرُ
أتــى بجيشـي وغـىً فـي الأرض عسـكرهُ
وفــي السـماء قضـاء اللـه والقـدر
فــالبحر مــن تحتهــم آذيـه وعلـى
رؤوســهم منــك نـار الحـرب تسـتعرُ
وزّعتهــم بيــن بيـض الهنـد مصـلتة
وبيــن سـمر القنـا والمـوت معتكـر
فللرمـــاح قلـــوب منهـــم أبــدا
وللســيوف الطلــى والهـام والقصـَرُ
أمّـوا العبـور إلـى دميـاط تحصـنهُم
ومــادروا أنــه عــبر بــه العـبرُ
رامــوا بحيــث طـاغم الأمـر سـلمهمُ
وقـدرا وا غـارة هـانت لهـا الغيـرُ
لـم يطلبـوا السـلم إلا بعـد علمهـم
بـــأن ســـيفك لا يبقـــي ولا يــزرُ
أضـحى لروميَـة الكـبرى بمـا شـهدوا
ويــل طويــل وقــد وافـاهم الخـبر
إن لـم تكـن حوصـر وافيهـا فإن بها
مــن بـؤس بأسـك حصـرا ليـس ينحصـر
يمشـــون همســا وايمــاء حــديثهمُ
فيهـا لخوفـك إن قـالوا وإن ذكـروا
أنهـا هـم الرعـب عـن عـود فمنقصـة
إن قيـل عـود وانعـد بالسـيف ننتصر
مـا يـوم بـدر بـأعلى منـه أو أحـد
ولا جنيـــن وإن عــدوا وإن شــهروا
لا يــوم أحســن منــه منظــراً وبـهِ
ســمر القنــا وســيف الهنـد تشـجر
جنيــت فيــه رؤوس القــوم يانعــةً
لكــن ذوت بعــدها الأغصـان والشـجر
فلتشــكرنك بنــو العبــاس بعــدهمُ
لا بـل قريـشُ تـؤدي الشـكر بـل مضـر
ألبســـتهم عـــزّةً قعســاء وهرهــمُ
من بعد ما قد طووا ما كان قد نشروا
كــم آيــة لــك يـا عيسـى ومعجـزةٍ
يقـــلّ هزمهــمُ فيهــا وإن كــثروا
أنـت المليـكُ الـذي لـو عيب في ملأ
مــا عــابهُ النــاس إلا أنّــه بشـر
أحييــت ميـت العلا والمكرمـات بمـا
أوليــت إذ لا يــوازي بمضـه المطـر
منـــاقب حســـنت أخبارهــا وزهــت
حـتى لقـد صـار مهجـوراً بهـا السمر
يـا معـدنَ الفضلِ والإحسان ها أنا ذا
ومـــن ورائي جميعــا كلنــا صــبُرُ
اللــه يعلــم أنــي فـي انتظـاركمُ
قـد مسـّني الضـرّ بـل أودى بي الضرر
يكفيــك منّــي أدنـى مـا اشـير بـه
إذ ليـس مـن عـادتي الإكثـار والهزرُ
خــذها فـإن حبيبـا لـو يـروم لهـا
وزنــاً لحاصــرهُ فــي فكـرهِ الحصـَرُ
ولا نصـــخ لاســتماع بعــدها أبــداً
مـــا كــلّ مختلــف ألــوانهُ زهَــرُ
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن هبة الله بن يوسف بن نصر بن أحمد اللخمي القابوسي، من ولد قابوس الملك ابن المنذر بن ماء السماء، أبو إسماعيل، المعروف بابن دنينير.شاعر، كان في خدمة الأمير أسد الدين أحمد بن عبد الله المهراني، وله فيه مدائح، واتصل سنة 614 بخدمة الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن العادل أبي بكر محمد بن أيوب، المتوفى سنة 635 هـ، له (ديوان شعر)، سافر إلى الديار المصرية والبلاد الشامية وامتدح جماعة من ملوكها وكبرائها، وكان سيء العقيدة يتظاهر بالإلحاد والفسق، ووجد في أوراقه كلام رديء في حق الله سبحانه وتعالى وكفريات وأهاج في الملوك، فأخذه الملك العزيز عثمان ابن الملك العادل، وصلبه في السبيتة (قلعة قريبة من بانياس).وله عدا ديوانه، كتب، أحدها في (علم القوافي)، وكتاب (الشهاب الناجم في علم وضع التراجم)، و(الفصول المترجمة عن علم حل الترجمة).