
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد أعـرب الدمع عن وجدي وكتماني
وأعجـم القلـب فـي صـبري وسلواني
وقــابلت أدمُعــي فبمـن كفـت بـه
يــوم التفـرّق والتوديـع نيرانـي
اشـكو الهـوى وفـؤادي يسـتلذّ بـه
وغيـر شـاني الـذي أبدى لكم شاني
بنتـم فمـا زلـت مـع وجـد أكابده
مستوحشـــا لكــم ســرّي وإعلانــي
والبعـد في النار أكفاني وموقدها
مـن بعـد وشـك نواكم دمعي القاني
لا كـان سـهم نـوى أصـمى فؤادي من
عوجــا وتيــن بمرنــان ومــذعان
لـو زارنـي الطيف سلّيت الهموم به
ولــو تغشـى رقـادي كـان يغشـاني
لـم يطـرق النـوم أجفـاني ولا عجب
مــن بعـد فرقتكـم أنـى تجافـاني
مـا صـحّ كتمـان سـرّي إذ جفيت وقد
أصــبحت مـا بيـن أحشـاء وأجفـان
فــدمع عينــي طليـق بعـد بعـدكم
لكـن فـوادي المعنّـى فيكـم دعـان
مـا اسـتعذبت عـذبات الرند بعدكم
روحـي ولا بـان منّـى رغبـة البـان
تحمّلــت منكـم ريـح الصـبا أرجـا
أزرى علــى نشــر يـبرين ونعمـان
مـا خلـت أني وإن ساء الزمان بنا
فعلا أفـــــارق أحبـــــابي وخلان
ولا علمــت بــأن الــدهر يبـدلني
مــن بعـد تشـتيت إخـواني بخـوّان
يـا ظـاعنين وقلـبي نحـوهم أبـداً
يحـدى مـن الشـوق فيما بين أظعان
بنتـم فمـا لـذّ لـي عيـش لبعـدكم
ولا فرحـــت بأوطـــارى وأوطــاني
أورثتمــوني شــبحا بــاق تـردّدهُ
لبعــدكم ي سـويد القلـب أشـجاني
أنّــى ذكرتكــم فالشـوق مـن ولـه
جمـر الفضـا بفنـا الأوطان أوطاني
إن خـانني زمنـي فيكـم فليـس لـه
بــدع إذا مـا رمـى حـرّا بحرمـان
أو كـان بغيتـه خفضـى فقـد رفعـت
يـد الفضـائل بيـن النـاس بنياني
جلّيـت عنـد فتـاء السـن مـن أدبي
أوفـى شـيوخ بنـي الـدنيا وشـبّان
وطلـت هـذا الـورى بالفضل أجمعهم
لكنمـا الـرزق لـم يحـرز بإمكـان
حــتى ظفـرت بزيـد الجـود جللنـي
فواضــلا أذهبــت همــي وأحزانــي
فرحــت إذ راح حوضـى عنـده ترَعـاً
أوفــى البرايــا بإحسـان وحسـّان
وصــرت مــن شـرف مسـتوطئا قـدمي
هــام الثريــا وبهــرام وكيـوان
ولـم تكـن جنّـتي مـن نيلـه طمثـت
وجــود كفّيــه مــن إنـس ولا جـان
لـو رامـت الثقلان الجـود مـن يده
تحكيـه لـم ينفـذوا فيـه بسـلطان
ولــو يكــون لنــوح مثـل سـيبكم
لـم ينفـع الفلـك بل أردي بطوفان
أغنى ذوي الفقر والبأسا وقد رقدت
آمـــالهم بنــوال منــه يقظــان
إن كـان ذا الـدهر عنـاني بحادثه
فقـرا فجـور ضـياء الـدين أغناني
يـا ابـن النبيّ وأنتم منتهى أبلى
إذ النهـى عـن تمنّي الغير ينهاني
أنّــى تقــاس بقــسّ إذ سـحبت علا
ذيــل الفخـار علـى قسـن وسـحبان
فخرتــم النــاس طـرا والملائك إذ
جمعتـــم بيــن أحســاب وإحســان
فحيــدر والبتــول الطهـر فاطمـة
بـالنصّ فـي سـورة الرحمـن بحـران
لا يبغيــان ولكــن مــن قرارهمـا
يســتخرج الــبر مــن درّ ومرجـان
إن رمــت مــدحكم جــاءت فواضـله
فــي هــل أتـى وتلتـه آل عمـران
أحرزتـم المـدح طـرّا والفضائل من
تــوراة موســى وإنجيــل وفرقـان
مــن قـال إنّ لكـم شـبها فلا عجـب
أن قـال إن الـدجى والصـبح سـيان
غـدوت ثـاني زيـن العابـدين تقـى
ومــاله أبــدا بيـن الـورى ثـان
صــبوتَ نحــو كتـاب اللـه مكتملا
إذ كنــت أجللتــهُ حفــظ صــبيان
وقمــت للّــه والأجفـان قـد رقـدت
تقضــى الــدياجي بتسـبيح وقـرآن
اشــبهت جــدّك فـي سـر وفـي علـن
لكــن فخــرت علــى كعــب وحسـان
لمــا مــدحت بمـا أملـت صـفاتكم
ذلـت صـعاب القـوافي بعـد طغيـان
ورمـت مـدح سـواكم قـال لـي حسبي
يـا ويـك قصـر أكفـر بعـد إيماني
فنعـــت فيكــم بإخلاصــي بحبّكــم
وقــد كفـاني إذا ألبسـت أكفـاني
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن هبة الله بن يوسف بن نصر بن أحمد اللخمي القابوسي، من ولد قابوس الملك ابن المنذر بن ماء السماء، أبو إسماعيل، المعروف بابن دنينير.شاعر، كان في خدمة الأمير أسد الدين أحمد بن عبد الله المهراني، وله فيه مدائح، واتصل سنة 614 بخدمة الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن العادل أبي بكر محمد بن أيوب، المتوفى سنة 635 هـ، له (ديوان شعر)، سافر إلى الديار المصرية والبلاد الشامية وامتدح جماعة من ملوكها وكبرائها، وكان سيء العقيدة يتظاهر بالإلحاد والفسق، ووجد في أوراقه كلام رديء في حق الله سبحانه وتعالى وكفريات وأهاج في الملوك، فأخذه الملك العزيز عثمان ابن الملك العادل، وصلبه في السبيتة (قلعة قريبة من بانياس).وله عدا ديوانه، كتب، أحدها في (علم القوافي)، وكتاب (الشهاب الناجم في علم وضع التراجم)، و(الفصول المترجمة عن علم حل الترجمة).