
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا خَمْـرَ طِيـبِ الوَصـْلِ مَا أَحْلاَكَا
فِــي لَيْلَــةٍ قَــدْ نَـوَّرَتْ أَحْلاَكَـا
وَأَلَــذَّ تَرْجِيــعَ الغِنَـاءِ وَنَغْمَـةً
لِمُطَــوَّقٍ فَــوْقَ الغُصــُونِ تَبَاكَـا
والقُضـْبُ تَرْقُـصُ كُلَّمَـا هَبَّـتْ صـَباً
لِتَــزُورَ أَثْلاَ بِــالحِمَى وَأَرَاكَــا
وَعَلَى خُدُودِ الوَرْدِ قَدْ أَجْرَى الحَيَا
دَمْعــاً يُكَفْكِفُـهُ النَّسـِيمُ دِرَاكَـا
وعَلَـى بِسـَاطِ الآسِ قَـدْ نَثَرَ النَّدَى
دُرَراً كَمَــا نَثَــرَتْ يَــدٌ أَسـْلاَكَا
والأُقْحُـــوَانُ ثُغُـــورُهُ مَســْقُولَةٌ
لَكِنَّهَــا لَــمْ تَعْــرِفِ المِسـْوَاكَا
والنَّرْجِـسُ المَطلُـولُ قَدْ أَهْدَى شَذىً
كَالْمِســْكِ فُــصَّ خِتَــامُهُ فَتَـذَاكَا
وَكَـأَنَّهُ فِـي الـرَّوْضِ فَتَّـحَ أَعْيُنـاً
لِيَــرَى ابْـنَ نَصـْرٍ مُلِّـكَ الأَمْلاَكَـا
ذَاكَ ابْــنُ يُوســُفٍ الأَمِيـرُ مُحَمَّـدٌ
أَدْعَـى الفَوَارِسِ في الحُرُوبِ عِرَاكَا
وَأَجَـلُّ مَـنْ أَجْـرَى الخُيُولَ عَوَابِسَا
كُــلٌّ لَعَمْــرِي لَجْمَــهُ قَــدْ لاَكَـا
مِثْـلُ القَطَـا الأَسْرَابُ ورْداً بَاعَدَتْ
لَكِنَّهَــا لَــمْ تَقْــرَبِ الأَشــْوَاكَا
ضـَرَّابُ هَـامِ الضـَّارِبِينَ الهَامَ فِي
جَيْــشٍ يَــرُوعُ الـرُّومَ وَالأَتْرَاكَـا
حَـامِي الحَقِيقَـةِ لَـمْ تَزَلْ فَتَكَاتُهُ
تُــرُدِي بِمَـأْزِقِ حَرْبِهَـا الفُتَّاكَـا
وَارَتْ عَـــوَالِيهِ نِجُـــومُ أَســِنَّةٍ
تَخِــذَتْ مَثَــارَ عَجَاجِهَــا أَفْلاَكَـا
مِـنْ آلِ خَـزْرَجَ فِـي الصَّمِيمِ شِعَارُهُ
جُــودٌ يُنَحِّــلُ مِرْزَمــاً وَســِمَاكَا
مِـنْ آلِ نَصـْرٍ نَاصـِرِي دِيـنَ الهُدَى
وَالحَــرْبُ تَنْصـِبُ لِلْكُمَـاةِ شـِبَاكَا
وَأَعَــادَ لِلتَّوْحِيــدِ شــِدَّةَ شـَوْكَةٍ
مَحَقَـتْ كَمَـا مَحَـقَ الرِّبَا الإِشْرَاكَا
زَاكِـي المَعَـارِفِ وَالعَـوَارِفِ عَالِمٌ
إِدْرَاكُــهُ قَــدْ عَلَّــمَ الإِدْرَاكَــا
سـِرُّ الكِـرَامِ بَنِـي الكِرَامِ بِمُلْكِهِ
وَبِنُســْكِهِ قَــدْ أَبْهَــجَ النُّسـَّاكَا
وَأَرَى السـَّعَادَةَ والمَجَادةَ وَالعُلاَ
كُــلٌّ أَطَــالَ بِحَبْلِــهِ اسْتِمْسـَاكَا
حَاكَـاهُ جُـودُ الغَيْـثِ فِـي جُودٍ لَهُ
لَكِنَّــهُ فِــي بِشــْرِهِ مَــا حَاكَـا
إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري، أبو القاسم، المعروف بابن الحاج.أديب أندلسي، من كبار الكتاب، ولد بغرناطة، وارتسم في كتاب الإنشاء سنة 734 ثم رحل إلى المشرق فحج وعاد إلى إفريقية فخدم بعض ملوكها ببجاية وخدم سلطان المغرب الأقصى، وانتهى بالقفول إلى الأندلس فاستعمل في السفارة إلى الملوك، وولي القضاء بالقليم بقرب الحضرة، وركب البحر من المرية سنة 768 رسولاً عن السلطان إلى صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسى، فاستولى الفرنج على المركب وأسروه، ففداه السلطان بمال كثير.له شعر جيد وتصانيف منها (المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة)، و(تنعيم الأشباح في محادثة الأرواح)، ورحلة سماها (فيض العباب، وإجالة قداح الآداب، في الحركة إلى قسنطينة والزاب).