
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَعَـى اللَّـهُ نَجْداً وَحَيَّا الخِيَامَا
وَإِنْ هِــيَ هَـاجَتْ لِقَلْبِـي غَرَامَـا
وَرَوَّى بِعَيْنِيــنِ مِـنْ دَمْـعِ عَيْنِـي
وَصــَوْبِ الســَّحَائِبِ دَارَيْ أَمَامَـا
وَقَـــدَّسَ دُونَ الحِمَـــى أَرْبُعــا
حَمَـتْ مُقْلَتِـي أَنْ تَـذُوقَ المَنَامَا
وَبِــالأَجْرَعِ الفَــرْدِ مِــنْ حَـاجِرٍ
مَنَـازِلُ هَـامَتْ بِمَـنْ فِيـهِ هَامَـا
وَقَفْــتُ عَلَيْهَــا أَنَـا وَالنَّسـِيمُ
ســَقِيمَيْنِ هَـذَا وَذَا قَـدْ تَرَامَـى
كَـــأَنَّ اللَّـــوَاحِظَ أَعْـــدَاؤُنَا
فَكُــلُّ الثَّلاَثَــةِ تُبْــدِي سـَقَامَا
وَدُونَ الغَضـــَا جِيــرَةٌ خِلْتُهُــمْ
يشـــبُّونَهُ بِفُـــؤَادِي ضـــِرَامَا
وَغِيــد لَــدَى الحَــيِّ عَارَضـْنَنَا
وَمَـا عَـرَفَ اللَّثْـمُ إِلاَّ اللِّثَامَـا
وَرَاقَ الكَلاَمُ فَيَـــا لَيْــتَ لَــوْ
جَعَلْــنَ مَكَـانَ العُقُـودِ الكَلاَمَـا
أَزَاهِــرُ حُســْنٍ بِــرَوْضِ الصــِّبَا
فَتَقْــنَ الهَـوَادِج عَنْهَـا كِمَامَـا
وَفَاتِنَــةٌ إِنْ تَشــَأْ يَــوْمَ طَعْـنٍ
رَمَــتْ كُــلَّ رُمْـحٍ وَهَـزَّتْ قَوَامَـا
مِــنَ السـَّالِبَاتِ عُقُـولَ الرِّجَـالِ
عَلَـى سـُرْعَةِ الحُـبِّ مَاتُوا كِرَامَا
إِذَا مَـــا أَرَادَتْ بِنَــا نَشــْوَةً
ســَقَتْنَا شــَمَائِلَهَا لاَ المُـدَامَا
وَقَـالُوا حَكَى الخَصْرَ مِنْهَا فُؤَادِي
صــَدَقْتُمْ وَلَكِـنْ حَكَـاهُ انْعِـدَامَا
وَمِمَّــا أَثَـارَ لِـيَ الوَجْـدَ بَـرْقٌ
ظَنَنَّـاهُ بَيْـنَ الثَّنَايَـا ابْتِسَامَا
وَنَفْحَــةُ رِيــحٍ أَتَــتْ مِـنْ زَرُودٍ
بِهَبَّتِهَـا الرَّكْـبُ مَـاتُوا هُيَامَـا
إِلَـى اللَّـه أَشـْكُو وَإِنَّ العَـذَابَ
عَــذَابُ التَّفَـرُّقِ مَـاتُوا كِرَامَـا
وَكَـالْقَلْبِ مِنِّـي بِذِي البَانِ طَارَتْ
مُطَوَّقَــةٌ قَــدْ رَعَـتْ لِـي ذِمَامَـا
وَقَــــدْ هَيَّجَتْنِـــي وَهَيَّجْتُهَـــا
فَــأَبْكِي حَمِيمـاً وَتَبْكِـي حِمَامَـا
وَقَــدْ تَعِـبَ الغُصـْنُ مَـا بَيْنَنَـا
فَيَهْفُــو وَرَاءً وَتَهْفُــوا أَمَامَـا
وَعَــرَّسَ بِــالجَفْنِ رَكْـبُ السـُّهَادِ
فَمَـا سـَارَ لَكِـنْ أَطَـالَ المُقَامَا
وَمَـــا الــدَّمْعُ عَــذْبٌ وَلَكِنَّــهُ
عَلَـى مَوْرِدِ الدَّمْعِ وَالَى ازْدِحَامَا
وَحَــقِّ الهَــوَى وَالزَّمَـانِ الَّـذِي
هُـوَ القَصـْدُ لِلصـَّبِّ لَوْ كَانَ دَامَا
لَقَــدْ بَلَّــلَ الـدَّمْعُ إِلاَّ غَلِيلِـي
وَأَنْــأَى التَّفَــرُّقُ إِلاَّ الهُيَامَـا
وَقَـدْ عِيـلَ صـَبْرِي وَيَـا رُبَّ صـَبْرٍ
جَعَلْــتُ لَـهُ مِسـْكَ لَيْلَـي خِتَامَـا
بِنَفْســِي حَبِيـبٌ أَطَـالَ انْتِزَاحِـي
وَأَســْهَرَنِي طُــولَ لَيْلِـي وَنَامَـا
هُــوَ الحُــبُّ جَــدَّ بِنَـا هَـازِلاً
بِـيَ الدَّهْر قلْ لِي هَوَانِي عَلَى مَا
وَيَـا عَـاذِلَ الصـَّحْبِ كُـنْ رَاحِمـاً
وَإِلاَّ فَابْــدِلْ لِــيَ المِيـمَ لاَمَـا
عَجِبْـتُ لِبَـرْقٍ مِـنَ الشـَّوْقِ مَا إِنْ
يَغِـبُّ وَمِيضـاً إِذَا البَـرْقُ شـَامَا
وَســُحْبٍ مِـنَ الـدَّمْعِ قَـدْ أَنْبَتَـتْ
بِجَنْبِــي قَتَـاداً وَرَأْسـِي ثَغَامَـا
لَحَـى اللَّـهُ مِثْلِـي أَيَرْضَى الهَوَى
وَمَـا صـَنَعَ الوَجْـدُ عَامَـا فَعَامَا
وَقَـدْ حَـالَ حَـالُ الحَبِيـبِ الَّـذِي
مَحَبَّتُــهُ الــدَّهْرَ كَـانَتْ لِزَامَـا
وَأَدْبَــرَ لَيْــلُ الشــَّبَابِ الَّـذِي
عَهِــدْتُ بِـهِ لِلتَّصـَابِي اكْتِتَامَـا
وَقَـدْ بَيَّـنَ الصـُّبْحُ صـُبْحُ المَشِيبِ
لِغَيْـرِ امْرِىـءٍ عَـنْ هَـوَاهُ تَعَامَى
وَكَــمْ حَجَّــةٍ لِــيَ قَــدْ أَصـْبَحَتْ
تَحـجُّ خَصـِيماً بِهَـا مـا اسْتَقَامَا
فَاهـاً عَلَـى الخيـفِ آهـاً وآهـاً
وَطِيـبِ النَّعِيـمِ بِعَـرْفِ النُّعَامَـا
وَمَـا فِـي مِنـىً مِـنْ مُنـىً أَيْقَظَتْ
عُيُــونَ الزَّمَـانِ وَكَـانَتْ نِيَامَـا
وَكَــمْ لِـيَ فِـي مَكَّـةٍ مِـنْ عُهُـودٍ
نَشــَدْتُ بِهَـا زَمْزَمـاً وَالمَقَامَـا
أَلَهْفِـي وَقَـدْ بَـانَ عَنِّـي الحَطِيمُ
فَلاَ كَــانَ جَمْعِـي لِـدُنْيَا حُطَامَـا
كَـأَنِّيَ لَـمْ أَصـْحَبِ الرَّكْـبَ وَهْنـاً
مُطِيلاً لِطيــبِ النَّسـِيمِ انْتِسـَامَا
بِعُــوجٍ ضــَوَامِرَ مِثْــلِ القِســِيِّ
تُســَرَّدُ لِلْبِيــدِ مِنَّــا ســِهَامَا
وَفِتْيَــانِ صــِدْقٍ إِذَا مَـا سـَرَوْا
أَثَـارُوا إِدِّكَـاراً وَخَلُّـوا زِمَامَا
تَرَاهُــمْ ســُكَارَى كَــأَنَّ الصـَّبَا
أَدَارَتْ عَلَيْهِــمْ مُــدَامَا مُـدَامَا
وَدَائِمَــةِ الســَّيْرِ أَرْمِــي بِهَـا
أَمَــامَ الحُـدَاةِ عِرَاقـاً وَشـَامَا
وَمِــنْ أَجْـلِ قَصـْدِي لِبَيْـتٍ حَـرَامٍ
خَلَعْــتُ المَنَـامَ عَلَيْهَـا حَرَامَـا
وَكــم هَـاجَتِ الشـَّوْقَ بِـالمُنْحَنَى
فَفِـي مِثْلِـهِ مِـنْ ضـُلُوعِي أَقَامَـا
وَشــَامَتْ عَلَــى بَــارِقٍ بَارِقــاً
سـَدَى الخَـدَّ مِنِّـي وَحَلَّى الحِزَامَا
وَحَيْــثُ العَقِيــقُ وَقَــدْ صــُغْتُهُ
مِـنَ الـدَّمْعِ وَالَى عَلَيْهِ انْسِجَامَا
وَلاَحَــتْ قُبَــا وَالنَّخِيــلُ الَّتِـي
يُطِيــلُ النَّسـِيمُ لَهُـنَّ انْتِشـَامَا
كَمِثْـــلِ العَـــرَائِسِ حَلَّيْتُهَـــا
بِــدَمْعِي نِثَـاراً وَشـِعْرِي نِظَامَـا
وَبَـانَ البَقِيـعُ الَّـذِي كَانَ وَارَى
مِــنَ الطَّيِّبِيــنَ عِظَامَـا عِظَامَـا
وَلاَحَــتْ بُــدُورٌ تُســَمَّى وُجُوهــاً
بِــأُفْقِ ســَمَاءٍ تُســَمَّى خِيَامَــا
وَجِئْتُ لأَدْخُـــلَ بَـــابَ الســـَّلاَمِ
فَأُســـْمِعْتُ قِيلاً ســـَلاَماً ســَلاَمَا
وَزُرْتُ النَّبِــيَّ الكَرِيــمَ الَّــذِي
بِرَوْضــَتِهِ قَــدْ جَمَـدْتُ احْتِشـَامَا
أَجَــلُّ النَّبِيئِيـنَ وَالرُّسـْلِ طُـرًّا
وَخَيْرُهُـــمُ أُمَّـــةً وَائْتِتَامَـــا
نَمتـــهُ بهاليــل مــن هاشــم
وَزَهْــرُهَ أَزْهَــرَ نَــدْباً هُمَامَـا
لِمَوْلِــدِهِ قَــدْ أَضــَاءَ الــدُّجَى
وَإِيــوَانُ كِسـْرَى أَرَاهُ انْهِزَامَـا
وَفِـي أَوَّلِ الأَمْـرِ يَـدْرِي اللَّبِيـب
بَقَـــاءً لِـــدَوْلَتِهِ وَانْصــِرَامَا
كَــأَنَّ الشــَّرَارِيفَ هَـامُ العِـدَا
بَرَتْهَـا السـُّيُوفُ فَلَـمْ تُبْقِ هَامَا
وَمَــاءُ البُحَيْــرَةِ لِلْفُـرْسِ غَـاضَ
وَأُطْفِئَتِ النَّــارُ دَامَــتْ دَوَامَـا
كَــأَنَّ الَّــذِي غَـاضَ مِـنْ مَـائِهِمْ
بِنَــابِعِهِ هَيْكَــلُ النَّـارِ عَامَـا
وَإِلاَّ فَنَــــــارُهُمُ انْتَقَلَـــــتْ
لأَضـــْلُعِهِمْ حَســـْرَةً واغْتِمَامَــا
وَقَـدْ عُوِّضـُوا المَـاءَ بِالدَّمْعِ كَيْ
يُزِيــلَ الأَوَامَ فَــزَادَ الأَوَامَــا
وَرَامُـوا انْطِفَـاءً لِنَـارِ الشُّجُونِ
فَمَـا زَادَهَـا الدَّمْعُ إِلاَّ احْتِدَامَا
لَطِيْفَــةُ ســِرِّ الجَمَــالِ الَّــذِي
بِبَهْجَتِــهِ الكَـوْنُ رَاقَ ابْتِسـَامَا
وَلَـوْلاَهُ مَـا كَـانَ هَـذَا الوُجُـودُ
وَلاَ انْقَسـَمَ الحُسـْنُ فِيهِ انْقِسَامَا
وَلاَ ارْتَسـَمَتْ فِـي طُـرُوسِ العُقُـولِ
حُـرُوفُ الحَقَـائِقِ مِنْـهُ ارْتِسـَامَا
لَــهُ القَمَــرُ انْشــَقَّ فِـي مَكَّـةٍ
كَقَلْـبِ العَـدُوِّ الَّـذِي فِيـهِ لاَمَـا
وَلَكِــنْ هَــذَا عَــرَاهُ انْضــِمَامٌ
وَمَـا انْضـَمَّ قَلْبُ العَدوِّ انْضِمَامَا
وَلَمَّـا دَعَـا اللَّـهَ جَـادَتْ سـَحَابٌ
بِــوَدْقٍ تَخَلَّــلَ مِنْهَــا رُكَامَــا
وَأَلْحَفَهَـــا فِــي مَلاَءِ النَّســِيمِ
جَــوَارِيَ مُــزْنٍ تَبَــارَتْ سـِجَامَا
وَقَـدْ قَتَـلَ المَحْـلَ سـَيْفُ البُرُوقِ
وَوَالَـتْ عَلَيْـهِ الغَوَادِي اقْتِحَامَا
كَنَبْــــعِ أَنَــــامِلِهِ قَــــدَّمَتْ
إِلَـى العَـدَدِ الجَـمِّ مِنْهَا جَمَامَا
وَفِـي الشـَّامِ قَـدْ ظَلَّلَتْهُ الغَمَامُ
فَيَـا شـَرَّفَ اللَّـهُ تِلْـكَ الشـَّآمَا
ســَرَتْ بَيْــنَ شَمْســَيْنِ كِلْتَاهُمَـا
بِنُــورٍ وَهَــدْيٍ يَســُرُّ الأَنَامَــا
وَلَكِـــنَّ ذَاتَ النَّبِــيِّ الشــَّرِيفِ
مِـنَ الشـَّمْسِ أَجْلَـى وَأَعْلَى مَقَامَا
وَقَلَّـلَ فِـي النَّـاسِ عَـدَّ الطَعَـامِ
وَكَثَّــرَ بِـاللَّمْسِ مِنْـهُ الطَّعَامَـا
وَحَــنَّ لَــهُ الْجِــذْعُ مِـنْ فُرْقَـةٍ
وَلَــوْ أَوْرَقَ الجِــذْعُ مِـنْ فَرْحَـةٍ
لأَوْرَقَ لَمــــا رَآهُ الْتِزَامَــــا
وَلَكِنَّــهُ فِــي جِنَــانِ الخُلُــودِ
ســَيُورِقُ حَتَّــى يَعُـودَ إِلَـى مَـا
وَيَــا لَــكَ مِــنْ عَــاقِبٍ حَاشـِرٍ
يُطِيــلُ بِحَبْــلِ الإِلـهِ اعْتِصـَامَا
لأَنْصــَارِهِ الفَخْـرُ جَـدَّ الْتِحَافـاً
بِزُهْــرِ النُّجُـومِ وَجَـلَّ الْتِحَامَـا
هُــمُ مَــا هُــمُ وَالقَنَــا شـُرَّعٌ
بِحَيْــثُ الحِمَـامُ يَـدُعُّ الحِمَامَـا
هُــمُ مَــا هُـمُ وَالشـَّرَى ظَـامِىءٌ
إِذَا الأَرْضُ بالمَحْـلِ عَـادَتْ قَتَامَا
وَلِلَّـــهِ ســـَعْدٌ وَمَـــنْ عَــادَهُ
رَسـُولُ الإلـهِ وَأَبْدَى إِلاَّ احْتِرَامَا
وَقَــدْ قَــالَ قُومُــوا لِســَيِّدِكُمْ
فَلاَ شـَخْصَ فِـي القَـوْم إلاَّ وَقَامَـا
وَلِلَّــهِ قَيْــسُ الكِــرَامِ ابْنُــهُ
أَمِيــرٌ ســَمَا هِمَّــةً وَاهْتِمَامَـا
همـا المنتجـان لخَيْـرِ المُلُـوكِ
ضـِخَاماً تَفُـوقُ المُلُـوكَ الضِّخَامَا
بِأَنْــــدَلُسٍ أَثَّلُــــوا دَوْلَـــةً
لأَرْكَانِهَـا السـَّعْدُ وَالَـى اسْتِلاَمَا
بَنُــو نَصــْرٍ النَّاصــِرُونَ الأُلَـى
مِـنَ الكَـافِرِينَ أَطَالُوا انْتِقَامَا
وَوَالُـوا بِبِيـضِ الظُّبا وَالعَوَالِي
ضــِرَاباً فُـرَادَى وَطَعْنـاً تَوَامَـا
هُــمُ القَــوْمُ أَفْضــَلُهُمْ يُوســُفٌ
إِمَـامٌ صـُعُود السـُّعُودِ اسـْتَدَامَا
وَمِـــنْ بَعْــدِهِ خَيْــرُ أَمْلاكِهِــمْ
مُحَمَّــدٌ الصــَّعْبُ فِيهِــمْ مَرَامَـا
أَجَــلُّ الســَّلاَطِينِ شـَرْقاً وَغَرْبـاً
وأَصـْدَقَهُمْ فِـي الحُـرُوبِ الْتِزَامَا
إِذَا مَـــا شــَكَتْ خَيْلُــهُ غُلَّــةً
أَرَاقَ المِيَــاهَ وَســَلَّ الحُسـَامَا
نَـــوَالٌ كَمَــا بَــاكَرَتْ دِيمَــةٌ
فَوَشـــَّتْ أَبَاطِحَهَـــا وَالأَكَامَــا
وَبَـــأْسٌ كَمَـــا لَفَحَــتْ جَمْــرَةٌ
مِـنَ القَاضـِيَاتِ تَزِيـدُ اضـْطِرَامَا
وَحِلْــمٌ لَــوِ الخَمْـرُ شـِيبَتْ بِـهِ
لَمَـا أَسـْكَرَتْ بِـالكُؤُوسِ النَّدَامَى
هُمَــامٌ كَرِيــمٌ أَنَــالَ اللُّهَــى
وَجَهَّــزَ لِلْحَــرْبِ جَيْشــاً لُهَامَـا
وَخَاصـــَمَ بِالســَّيْفِ فِــي حَقِّــهِ
فَيَـا فَـوْزَهُ عِنْـدَ ذَاكَ احْتِكَامَـا
وَلَـمْ تَـرَ عَيْنِـي كَمِثْـلِ السـُّيوفِ
مُخَاصــــَمَةً إِنْ أَرَادَتْ خِصـــَامَا
وَقَـدْ غَابَ فِي الغَرْبِ مِثْلَ النُّجُومِ
وَلَكِنَّــهُ عَــادَ بَــدْراً تَمَامَــا
وَصــَيَّرَ غَرْنَاطَــةَ المُلْـكِ نُـوراً
وَكَــانَتْ بِجُــورٍ وَظُلْــمٍ ظَلاَمَــا
هُـوَ البَحْـرُ لَكِـنْ لَـهُ الـدُّرُّ مِنْ
كَلاَمٍ يَفُــوقُ العُقُــودَ انْتِظَامَـا
هُـوَ البَـدْرُ لَكِـنْ لَـهُ الأُفْـقُ مِنْ
بِســَاطٍ يُسـَامِي وَمَـا إِنْ يُسـَامَى
بِســَاطٌ شــَرِيفٌ تَــوَدُّ النُّجُــومُ
حُلُــولاً بِــهِ مَــا ثِلاتٍ قِيَامَــا
يُلاَمُ عَلَــــى الجُـــودِ لَكِنَّـــهُ
مَلاَمٌ يُفِيـــــدُكَ أَنْ لاَ يُلاَمَــــا
عَجِبْــتُ لِكَــفِّ لَــهُ وَهُــوْ نَـارٌ
لَـدَى حَرْبِـهِ كَيْـفَ أَبْقَـتْ ضـِرَاما
إِمَـامٌ حَمَـى الـدِّينَ مِـنْ بَعْدِ أَنْ
رَأَى مِـنْ عِـدَاهُ الطُّغَاةِ اهْتِضَامَا
وَعَــادَ بِــهِ مَوْلِــدُ المُصــْطَفَى
يُقَــامُ وَحُــقَّ لَــهُ أَنْ يُقَامَــا
أَعَـــدَّ لَـــهُ مَشـــْوَراً خِلْتُــهُ
سـَمَاءً مَـنِ احْتَلَّهَـا لَـنْ يُضـَامَا
تُنُــوبُ الشـُّمُوعُ مَنَـابَ النُّجُـومِ
بِــهِ وَالوُجُــوهُ تَبَــدَّتْ وَسـَامَا
كَمَـا نَـابَ وَجْـهُ الإمَامِ ابنِ نَصْرٍ
عَـنِ القَمَـرِ التَّـمِّ هَـابَ الإِمَامَا
وَقُلْــتُ هُــوَ الغَــابُ قَـدْ حَلَّـهُ
مَـعَ الشـِّبْلُ لَيْثٌ عَنِ الشِّبْلِ حَامَا
وَمَــا الشــِّبْلُ إِلاَّ أَمِيـرٌ نَجِيـبٌ
وَمَــا اللَّيْـثُ إِلاَّ إِمَـامٌ تَسـَامَى
وَفَـــرْعٌ كَرِيـــمٌ وَأَصــْلٌ زَكِــيٌّ
لِشـَمْلِهِمَا المُلْـكُ أَبْدىَ التئامَا
وَيَــا لَــكَ مِــنْ مَشــْوَرٍ أُفْقُـهُ
بِدُخْنَــةِ عَنْبَــرِهِ قَــدْ أَغَامَــا
بِـــهِ قُبَّــةُ النَّصــْرِ مَشــْهُودَةٌ
وَتِلْـكَ الَّتِـي قُرْبُهَـا لَـنْ يُرَامَا
تَطَلَّـــعَ مِنْهَــا إِمَــامٌ شــُجَاعٌ
أَقَـامَ الحُـرُوبَ لِمَـنْ كَـانَ قَامَا
وَأَنْهَـــدَ مِنْهَـــا لأَهْــلِ الخِلاَفِ
جُيُوشـاً كَمَـوْجِ البِحَـارِ التِطَامَا
فَســُرْعَانَ مَــا فَرَّقَــتْ شــَمْلَهُمُ
وَســَامَتْهُمُ بِالســُّيُوفِ انْهِزَامَـا
وَقَـدْ أَخْفَـرُوا عَهْـدَ خَيْرِ المُلُوكِ
وَمَـنْ يَخْفِـرِ العَهْـدَ يَلْـقَ أَثَامَا
وَمِــنْ عَهْــدِ ســَعْدٍ وَنَصـْرٍ مَعـاً
لِمَـنْ أَنْجَبَا السَّعْدُ والنَّصْرُ دَامَا
أَمَــوْلاَيَ خُـذْهَا تَـرُوقُ افْتِتَاحـاً
بِمَـدْحِ الرَّسـُولِ وَتَزْهَـى اخْتِتَامَا
مِــنَ العَـاطِرَاتِ الشـَّذَى خِلْتُهَـا
خَمِيلَــةَ زَهْــرٍ أَظَلَّــتْ نَــدَامَا
وَمَـنْ يَغْتَنِـمْ بِالمَدِيـحِ العَطَايَا
فَـإِنِّي اغْتَنَمْـتُ الأُجُـورَ اغْتِنَامَا
بَقِيــتَ مَـدَى الـدَّهْرِ فِـي دَوْلَـةٍ
تُنِيلُكَ فِي الرُّومِ مَا السَّيْفُ رَامَا
وَصــَلَّى الإلــهُ عَلَــى المُصـْطَفَى
صــَلاَةً تَــدُومُ وَوَالَــى السـَّلاَمَا
إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري، أبو القاسم، المعروف بابن الحاج.أديب أندلسي، من كبار الكتاب، ولد بغرناطة، وارتسم في كتاب الإنشاء سنة 734 ثم رحل إلى المشرق فحج وعاد إلى إفريقية فخدم بعض ملوكها ببجاية وخدم سلطان المغرب الأقصى، وانتهى بالقفول إلى الأندلس فاستعمل في السفارة إلى الملوك، وولي القضاء بالقليم بقرب الحضرة، وركب البحر من المرية سنة 768 رسولاً عن السلطان إلى صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسى، فاستولى الفرنج على المركب وأسروه، ففداه السلطان بمال كثير.له شعر جيد وتصانيف منها (المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة)، و(تنعيم الأشباح في محادثة الأرواح)، ورحلة سماها (فيض العباب، وإجالة قداح الآداب، في الحركة إلى قسنطينة والزاب).