
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـفا شـهد ذوقـي مـن ممازجة الهوى
علا شـان قـدري بالغنـا عـن العلـى
رفعــت همــوم النايبــات بســلوة
حســبت حلــول الآتيــات كمـا مضـى
تمســك ذيــل الصــبر عظـم كربـتي
فمـا هـو أردى مـن معاشـرة الـردى
قبــول رضــاء الخلـق غيـر خلقـتي
فويـلٌ لمن يمضي له العمر في الريا
لكــل مــن الجُســاد نبــل مفــوقٍ
مـن اللوم في الأفعال يرمون من يرى
كنفـــت جـــوار الاختفــا مخافــةً
لعلــي ينجينــي مظــاهرة الخفــى
خفيـت عـن العـذال فـي كهـف عزلتي
هـديت إلـى الحصن الحصين من العدى
إهانــة عــذل العــاذلين مصــيبةً
بشـرط وجـود الاعتبـار علـى الفـتى
خلعـــت لبـــاس الاعتبـــار لأنــه
مهتــك أسـتار السـلامة فـي الملـى
لذيــذ علــى قلـبي مـرارة محنـتي
كنشـاة صـهباء الصـبابة فـي الصبا
ســلوك طريــق العقــل زاد تخيـري
بـد العشـق بـدلت الضـلاله بالهـدى
شــربت رحيقــاً مــن آنــاء محبـةٍ
ولا عـدت أدرى مـا للانـا ومـن أنـا
كســـبت ســرور الاحتمــال لرفعــه
ونلــت بقــاء ليـس يـدركه الفنـى
هـويت حبيبـا قـد سـما الغصن قامة
ووجهـاً يفـوق البـدر في أفق السما
حــبيبٌ تــولى فــي ولايــة مهجـتي
مــودته عــادا تــودد مــا عــدى
مفصـــل اجمــال الكمــال جمــاله
مــتره حســن عــن سـوية مـا سـوى
عـوالم حـالات المحبـة صـنعه ومنـه
وجــود الوجـد والشـوق فـي الحشـا
تــرى بعــد إظهـار المـآثر نـوره
علـى عـرش قلـبي قـد تمكـن واستوى
جـــبين كســـلطان تملـــك خـــده
لـه حـاجب منـه الـردود لمـن أبـى
حــواجبه المحــراب فيــه حضــيرة
لجمــع المصــلى والإجابــة للـدعا
يــا أم صـفوف الجفـن فـتره لحظـه
ينـادي بلال الحلال حـي علـى المصلا
مـن الصـفو عكـسٌ عـن سواد قد يدتي
علــى خـده حيـن التشـهد قـد بـدا
راوه بـديعاً فـي الجمـال تنـازعوا
لتحقيقــة أهــل الفراسـة والـذكا
لقــدر عمــوه البعــض خـال عـدوه
علـى أعيـن العشـاق غـم بـه اليها
بنقطــة لفــظ الخــد شـبه بعضـهم
لصـحة حسـن الخـط مـن قلـم القضـا
قضـيبٌ نشـا فـى دوحـة الـروح قـده
ومـن مـاء دمع العاشقين رأى النما
ســعيت بطــول العمـر حـول حريمـه
فمـا زاد مـن سـعي سـوى ثمر الجفا
تفاضــل قلــبي فــي محبــة قــدِّه
هــو الشــجر المنهـى مـايله عصـا
ومــن ظــن أن الـروح يشـبه جسـمه
تـبين فـي الـرأي الصواب له الخطا
أزاد صــفاءُ الجســم فكــرة قلبـه
بعينــي لــولا أن يحَجِّبــه القبــا
ولــو نظــر الإدراك مـن قـد لطفـه
لفرق في الجسم الحواس من من القوا
نظــرت بعيــن الـوهم تحـت ثيـابه
تحققــت فيهــا مـن لطـافته الخلا
لشــدة حمــل الثــوب غيـرُ مناسـبٍ
رشـا مـن كمـال اللطف يحجبه العرا
هــو المقصـد الأقصـى وطـالب وصـله
معــــذب أعضـــاء يقـــارنه الأذى
أســاراه أصــحاب الوفـاء بأسـرهم
ولكـن مـن كـل الأسـارا لـه الغنـى
لكـــل بعيـــدٍ بالتمايــل جــاذب
وممــن أراد الاتصــال لــه الإبــا
تمنيــت قتلــي مـات اجـاب بلفظـه
فرحــت بـه أن السـكوت مـن الرضـا
تجـــرع قلـــبي مــن زلال هــوايه
مـع العلم باالحرمان من يشوقه ملا
منعـت فلـم يرضـى نصـحت فلـم يفـد
نهيـت فلـم ينهـى فمـال الى النوى
بليـــت بقلـــبٍ لا تصــاب نجــاته
مـن السقم والبلو أو الحزن والضنا
مـن الضـعف لـم يـدركه فكـر مـدققٍ
فواعجبــاً أيــن التمكــن للعنــا
يحيرنـــي حيــن النصــيحة عــذره
يعــذبني عنـد السـكوت مـن البكـا
هــو القلـب منـه الاسـتقامة مبعـد
هـو البـال والشـتويش صـيره البلا
إذا مـا ابتلـى يـوم الفراق بمحنةٍ
أزالتهــا أمـرٌ محـالٌ إلـى اللقـا
عرضــت عليــه البعــد زاد ملالــةٍ
جمعـت لـه الأسـباب للقـرب مـا سلا
عجـــزت ولا أدري تـــدارك أمـــره
أرى حالـة فـي الحالتين على السوا
ســـألت أطبـــاء الزمــان ودواءه
فقـالوا لهـذا الداء لم نجد الدوا
ســوا للطــف معبـود لعصـمة عبـده
مــن الاثـم لطـفٍ مـن لطـايفه كفـا
رحيـــمٌ محــاوهم الا ســاة عفــوه
لاظهــار عفـو منـه احسـن مـن اسـا
كريــمٌ علــى الاطلاق اوجــب فضــله
لـه الحمـد منـا بالصـاح وبالمسـا
علــمٌ حكيــمٌ بــان حــد كمـا لـه
اتـــم بيـــان فــي الملاح وابخلا
تضــمن وهــم الخـوف تحـت وصـالهم
تضــم فــي ادراك بعــدهم الرجــا
أمــال قلــوب العاشــقين بحسـنهم
ومـا بينهـم ربطـاً معاملـة الوفـا
إلـى البـال والبلـوي ميّـل طبعهـم
وروحٌ سـوق الحسـن بـالبيع والشـرا
إلهــى أعنــى عنــد ميـل لقـايهم
إذا كنـت ذا تقـوى وإن لم أكن فلا
مشـــاهدة الأحبــاب آلــت مهجــتي
لإظهــار عرفــاني ومعرفتــه جــوا
ولكـــن حســـادي لفــرط عنــادهم
يظنـون ذاك الفعـل نوعـاً من الزنا
ظــواهر حــالي فــي الملام علامــة
ولكـن حـالي فـي الضمير سوى الصفا
علــو مقــامي فـي الفصـايل ظـاهرٌ
مشــيّع اســمي بالفضـول لقـد سـها
إلهـــي بحـــق المصــطفى وبــآله
أعنـى علـى أهـل النفـاق والافـترا
حبــودك أربــاب الجمــال وحسـنهم
منــاظر أصــحاب النظافـة والتقـا
فكيــف يقاســاً بالفســاد صــلاحهم
فمـا لـذوي هـذا الفسـاد من الجزا
أحـــب أرى وجـــه المليــح لأنّــه
مصــلي علـى خيـر البريـة والـورى
محمد بن سليمان، الملقب بفضولي.أمير الشعر التركماني، شيعي المذهب، ينتمي إلى عشيرة البيات، وهي بطن من قبيلة الغز (أوغوز) التركمانية التي استوطنت العراق قديماً، وسكنت قرب واسط ولها ذيول في الشرق وتركيا. اختلفت الآراء حول ميلاد الشاعر بين بغداد أو الحلة أو كربلاء، ويؤكد البحاثة التركماني عطا ترزي باشي أن فضولي ولد وترعرع في كركوك، ولم يغادرها إلا بعد تعيين والده مفتياً في مدينة الحلة.بدأ بقرض الشعر وهو يافع، وكانت له مكاتبات ومناظرات شعرية مع الشاه إسماعيل الصفوي، وعندما استولى العثمانيون على بغداد استقبل فضولي السلطان سليمان القانوني بقصيدة، مما دفع السلطان بإصدار أمر إلى أوقاف بغداد بصرف راتب شهري للشاعر، ما لبث أن أوقف بعد مغادرة السلطان لبغداد، مما دفعه للاعتكاف في كربلاء حيث فوض إليه إسراج المصابيح في حضرة الحسين الشهيد. توفي الشاعر في كربلاء بعد أن أصيب بالطاعون ودفن فيها.ترك فضولي ميراثاً ضخماً من الشعر والنثر باللغات التركية والعربية والفارسية مثل (أنيس القلب) منظومة، و(حديقة السعداء) عن واقعة كربلاء، و(ديوان فضولي) ثلاثة مجلدت باللغات الثلاث، و(رسائل فضولي)، و(رند وزاهد)، و(ليلى والمجنون) ويعد من أهم نتاجاته الشعراية التي ترجمت إلى مختلف اللغات العالمية.