
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حلـت حيـن مـا حلـت علـى المصـايب
إلـى الـرأي فـي حـب الصـايب صباب
مــرادي بلاءً فالنجــاة عــن البلا
عــذاب عظيــمٌ مــؤلمٌ لــي صــايب
مراتــب قــدري فــي البلا جليلــة
بقــدر بلاء المـرء تعلـو المراتـب
فلا نفــــع الا تحـــت درك بليـــة
فطـــالب نفـــع البليـــة طــالب
إلـى المجـد ارشـادٌ بكـل من النوا
فرحــت إذا مــالت إلــي النـوايب
اعــز جفــاء الـدهر نيـل مقاصـدي
حلــت بمــداراة الرقيـت الحبـايب
صــلاح لفــرط الشـوق فقـد مطـالبي
لقلتهــا تحلـوا وتعلـوا المطـالت
كفـى للنفـوس الانكسـار مـن النـوى
لنجــم الغــرور الحادثـات مغـارب
علـى الفقـر تعويـد النفـوس تكريم
فمــا الفقــرا الا الكرامـة جـالب
معلــومٌ هـو الـدنيا فكـن متخـذراً
فمــا العشــق الا للملامــة جــاذب
علــى عنــاداً لــو تقــدم جاهــلٌ
فمــا انــا للأيــام فيــه معـايب
عـن السـعدا علا منـزل النحـس عادة
ادلــة هــذا الاعتبــاى الكــواكب
لصــحة تـأخير الكـرام عـن الـردى
علـى صـادق فـي الصـبح قـدم كـاذب
علــى النــور تغليـب الظلام مـبين
تثنــت بتغريــد الجـبين الـذوايب
لكــل مــن الامـال حجـب امـا تـدى
مقـــدم اعضــاء الحمــايت حــاجب
حريــص هــو الــدنيا تكسـر قلبـه
فمـا الكسـر الا فـي الاضـافة واجـب
متميــز فعـل الخيـر والشـر انسـب
لنيـــل العلا ان المميـــز ناصــب
مـن الـدهر لا ترحـو المنـى لفنانه
ومـــا ســجن الوجبــات الســوالب
عــدو ســعى فــي ذلــتي واهـانتي
بســعي مــرور الـدهر فـان وذاهـب
فكيــف اعـادي الـدهر فهـو بسـعيه
علــى رفــع احــزاب العـدى نـايب
نسـيت صـلاحا ومـا رأيـت مـن الردى
تزيـد الآسـا عنـد المساوي المعايب
تسـيرت فـي الـدنيا فجريـت امرهـا
سـوى العشـق مجمـوع الفعـال ملاعـب
حيـوه قلـوب العـارفين هـو الهـوى
هـو الحسـن روحٌ والقلـوب القـوالب
علــى العيــب الام المحبّــة سـترة
فمــــن لام الام المحبـــة غـــايب
احـــل مقـــادير النفــوس محبّــة
ولــو انهــا عنـد الليـام معـايب
خليلـــي انـــي عاشـــق متحيـــر
وليـــع لصــهبا الصــبابة شــارب
تخيــل منــاعي مــن العشـق فاسـد
فلــم يعتـبر بيـت بنتـه العنـاكب
ولـو كـان رأي العقـل للمرء مصلحاً
فكيـف أطيـع العقـل والعشـق غـالب
محــا طــرق الفضـاد ضـعفي لان لـي
مـن الضـعف جـم لـم يحطـه الجوانب
على فاقدي في العشق بالضعف والبكا
وجــودي واعــدامي معــا متناســب
أغيــب فمــن نــوحي كــأني حاضـرٌ
فاحضــر مــن ضــعفي كــأني غـايب
عـدا عزلـتي فـي الهجر ما لي مونس
سـوى وحشـتي فـي الكرب ما لي صاحب
إلــى الفـتى رحمـاً تميـل الأباعـد
ومــن نــوحي وعبــا تقـر الأقـارب
لومـونني فـي العشق لكن لدى الذكا
معـــايب أفعــال المحــب منــاقب
تهجمـــت الآلام مـــن كـــل جــانب
فمــا حيلـتي ضـاقت علـى المـذاهب
تكــدر أحــوالي ومــا لــي مهـرب
ســوى ملــكٌ ينجحــن منــه لهـارب
هـو الملـك الاعلـى الـذي اقتـداره
لخـط صـنوف الصـنع فـي الكون كاتب
لقــد ســاء مرشـا مـن دون المنـى
ومـن يرتجـي مـن غيـره النفع خايب
كــم خشـت فـي الـدهر منـه بـدايع
بـديع بـدت فـي الكون منه العجايب
فمنـه حظـوظ العقـل والحسن والقوا
تــدل علـى قـدر الكـرام المـواهب
عليـــمٌ لعلــم المبهمــات مزيــد
كريـمٌ بفيـض العقـل والـروح واهـب
حلاوة ذوق العشـــق القلــب لطفــه
فلا العشـق مغضـوب ولا القلـب غاصـب
الهـي خلقـت الحسـن للقلقـب جاذباً
فكيــف مــن المجـذوب يعـدل جـاذب
الهـي جعلـت القلـب للحسـن راغبـاً
فكيــف عــن المرغـوب يرغـب راغـب
الهـــي لقـــد ابليتنــي بمحبــة
لهــا ولــه للصــبر نــاه ونـاهب
شـــغلت بمـــا اعطيتنـــي متحملا
ومــن كــل فعــل غيـر انـا تـايب
فلا اخشــى يــوم الحسـاب مـن الاذا
لانــك حســبي ثــم انــت المحاسـب
نجرمــن اذا قلــبي وجسـمي ترحمـا
لقــد آتيــا بالعـذر شـاب وشـايب
الهــي يعفــو الجـرم وفـق منيمـا
لـه القلـب مـن نـار لمخافـة ذايب
فضــولي الـى التوفيـق سـلم امـره
لقــد رفعــت ممـا عنـاه الشـوائب
وصــل علــى خيــر الانــام محمــدٍ
صــلوة لمهــديها تطيــب العـواقب
محمد بن سليمان، الملقب بفضولي.أمير الشعر التركماني، شيعي المذهب، ينتمي إلى عشيرة البيات، وهي بطن من قبيلة الغز (أوغوز) التركمانية التي استوطنت العراق قديماً، وسكنت قرب واسط ولها ذيول في الشرق وتركيا. اختلفت الآراء حول ميلاد الشاعر بين بغداد أو الحلة أو كربلاء، ويؤكد البحاثة التركماني عطا ترزي باشي أن فضولي ولد وترعرع في كركوك، ولم يغادرها إلا بعد تعيين والده مفتياً في مدينة الحلة.بدأ بقرض الشعر وهو يافع، وكانت له مكاتبات ومناظرات شعرية مع الشاه إسماعيل الصفوي، وعندما استولى العثمانيون على بغداد استقبل فضولي السلطان سليمان القانوني بقصيدة، مما دفع السلطان بإصدار أمر إلى أوقاف بغداد بصرف راتب شهري للشاعر، ما لبث أن أوقف بعد مغادرة السلطان لبغداد، مما دفعه للاعتكاف في كربلاء حيث فوض إليه إسراج المصابيح في حضرة الحسين الشهيد. توفي الشاعر في كربلاء بعد أن أصيب بالطاعون ودفن فيها.ترك فضولي ميراثاً ضخماً من الشعر والنثر باللغات التركية والعربية والفارسية مثل (أنيس القلب) منظومة، و(حديقة السعداء) عن واقعة كربلاء، و(ديوان فضولي) ثلاثة مجلدت باللغات الثلاث، و(رسائل فضولي)، و(رند وزاهد)، و(ليلى والمجنون) ويعد من أهم نتاجاته الشعراية التي ترجمت إلى مختلف اللغات العالمية.