
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كــأن لــم تـري غـبَّ اترحـالي وغَيَبـتي
وَعَــرف أبــي بَكــرٍ بســَجلٍ عَلَــى سـَجلِ
مَــدحتُ أبــا بَكــرٍ فمــا خــابَ عنـدهُ
مَــدِيحي ومَــا ألفَيتُــهُ عَنــهُ ذَا شـُغلِ
وَمـــا كَــذَّبَتني ســُنَّحُ الطَّيــر دُونَــهُ
ومــا كــذبَت رُؤيَــايَ إذ نِمـتُ بالرَّمـلِ
أَنَخــتُ فلمَّــا مِلــتُ فـي نَشـوَةِ الكَـرَى
رَأيــتُ علــيَّ الرِّيــشَ أخضــَرَ كالبَقــلِ
وأَبصــَرتُني أســمُو إلَـى البَـدرِ طَالعـاً
وأَعقِـــدُ فــي أســبَابِ أَحبُلِــهِ حَبلــي
وأَغــرفُ مِــن فَيــضِ الفُــرَاتِ وأَكتَفــي
مِــنَ النِّيــل عَبَّابـاً فَاسـقي بِـهِ نَخلـي
فَقُلـــتُ لأَصـــحَابي جَــرَت طَيــرُ أســعُدٍ
لَكُــم فَــوتَ أعنَــاقِ الغُرَيرِيَّـةِ الفُتـلِ
وَرُؤيَــاكَ أَخــذَ الكــفِّ بِــالكَفِّ بَشــَّرت
بِيَــومِ نَـدًى مِـن ذِي نَـدًى وَاسـِعِ الفَضـلِ
مَتَــى تَهبَطُــوا أرضَ الزُّبَيــريِّ تُعَتِقُـوا
خشــَاشَ المَطايَــا مِــن سـآمٍ ومِـن هَـزلِ
أثابَـــكَ عنَّـــا اللــه حُســنَ ثَــوَابِه
بِعــدلِكَ فــي الأحكَــامِ والخُلُـقِ الجَـزلِ
خَلَفــتَ لَنــا الصــِّدِّيق تَهــدي كهَــدِيهِ
وَهَــدي الزُّبيــر حَـذوَكَ النَّعـلَ بالنَّعـلِ
وســـــِرت إلَينَــــا وَالبِلاَدُ كَأنَّهــــا
لِمَــا غَــبَّ مِــن أَدوَائِهَـا مَِرجَـلٌ يَغلـي
فَـــدَواوَيتِها حَتَّــى إذَا مــا شــَفَيتَهَا
مِـنَ الـدَّاءِ والتـامَت جَميعـاً عَلَى العَدلِ
وَطِئتَ عَلَـــــى سِيســــَائِهَا فَكَأَنَّمــــا
رَســـَا وَرِقَـــانٌ فوقَهــا وَقُــرَى تُبــلِ
فَأَصـبَحتُ بـا ابنَ الخير تُنمى على العلى
عَلَــى حَنَــقِ الأَعــدَاءِ والحــدَقِ الشـُّهلِ
وإِنَّ أميـــــرَ المــــؤمنِينَ لَعَــــارِفٌ
غَنَــاءَكَ عَنــهُ فــي البَلاَءِ الَّـذي تُبلـي
وإِنِّـــي لُمثـــن بالَّــذي قَــد فَعلتُــمُ
بَنـي ثَـابِتٍ فـي النَّاسِ مَا اشتَدَّ لي عَقلي
وإِنِّــــي لأَدعُـــوكُم إذَا جَـــلَّ حَـــادِثٌ
مِـنَ الـدَّهرِ أَو ضـَاقَت بِنـا عُـروة الحبلِ
وأعلَــمُ لــولا الزُّهُــرُ مِــن آلِ ثَــابِتٍ
لَمَــرَّت ببعــضِ القــومِ خَفَّاقَــةُ الرِّجـلِ
وَلكِنَّهُـــم جَــادُوا وَســَادُوا وأنعَمُــوا
وقَادُوا وَردُّوا وَردُّوا بالنَّدى طِيرةَ الجَهلِ
ومَـاحُوا ورَاحُـوا بِالنَّـدَى حِيـن لـم تَرُح
بِــــدِرَّتها أمٌّ عَــــوَانٌ عَلَـــى طِفـــلِ
عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني.شاعر من شعراء القرن الثاني الهجري، قلما عنيت به المصادر أو ترجمه المترجمون، بالرغم مما تميز به شعره من طلاوة، وقد كان الزبير بن بكار هو المصدر الأول لأشعاره، وقال عنه ابن النديم في (الفهرست): أعرابي بدوي، نزل بغداد، وبها مات، كان شاعراً فصيحاً، أخذ عنه العلماء، وله مع الفقعسي أخبار طريفة.