
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا أيُّهـا الغَـادي اتَّقِ الله واحتَمِل
لَنَــا حَاجــةً لا تَسـتَبينُ لهـا ثِقلا
تبلــغُ يعقُــوبَ بــن يَحيـى رسـَالَةً
وعَمـراً وشـِبلاً أُودِعُ اللـه لـي شِبلا
وَحَــيٌّ بنــي لُقمَــانَ فَـالحيُّ جِيـرَةٌ
وَتَقــرا عَلَيهــم مـن تَحيَّتِنَـا مِثلا
وكُــلَّ بنــي عَيــشِ الكَـرامِ فـإنَّهُم
صــَدِيقٌ وجِيــرَانٌ أَرَى لَهُــم فَضــلا
إذَا جِئتُهُـم مـن مَخـدَعِ الغَيـب سَاعَةً
لأَنظُـرَ مَـا هُـم لَـم أَجـد لَهُـم دَغلا
وقُــل بعــدَ هــذا كُلِّــه إنَّ حتمـاً
يَقُــولُ لَكُـم قُولُـوا لِصـَاحبكم مَهلا
وَقُولُـوا لَـهُ مَـا بَـال عَقلـكَ ناشِئاً
وَجَهلُــكَ لمَّــا عُـدتَّ ذَا شـَيبَةٍ كَهلا
كأنَّـكَ لَـم تَقـرأ مِـنَ الـوَحي سـُورَةً
بِـأرضٍ ولَـم تَسـمَع بِهَـا سـَاعَةً تُتلَى
إذا ما التَقَينا عدَّما كانَ ما بيَنَنَا
مِـنَ الحِلـفِ والإِسـلاَم واجتَنَبَ الجهلا
وَإن غِبــتُ عَنـهُ سـَاعةً قِيـل يَفـتري
عَلــــيَّ فَلاَ أدرِي أََأَشــــتِمه أم لا
أم اعــرضُ عَـن عَـورَاتِه فهـوَ جَاهِـلٌ
فَيَكفُـــرَ أحســـاني ويَحســـَبَهُ ذُلا
أم اشــتِمُ جِيرانــي فَأصــبحَ مِثلَـهُ
أَعَــوذُ بِرَبِّــي أَنَّ أَكُــونَ لَـهُ مِثلا
وإِنِّــي لأَسـتَحِيي مـنَ القَـومِ أن أَرَى
جَبَانــاً جهــولاً لا حَليمــاً ولا نكلا
أوَان يعلَــمَ الأقــوامُ أنِّـي كالَّـذِي
يَكُــونُ عَلَــى مَعرُوفِــهِ أبَـداً قُفلا
فَمــا زِلـتَ تَغشـَانا بِسـَبِّك ظالمـاً
وَنصــفَحُ حتَّــى مـا تظـنُّ لَنَـا عَقلا
وتُنـــذرنَا آل الزُبَيـــر كَأنَّنـــا
طُلِبنَـا بجـرمٍ أَو حَمَلنـا لَهـم ذَحلا
وتَقتَحــمُ الأَنســابَ مِــن دُون خِنـدِفٍ
كَأنَّـك تُعطـي دُونَهـم باليَـدِ السُفلَى
كأنَّــكَ لــم تَعلـم أَبـاً لَـكَ دُونَـهُ
بَلَـى قَـد عَلِمنـا أنَّ فـي خِندفٍ فَضلا
وأنَّ قُرَيشـاً خَيـرُ مـن وَطيـءَ الحَصـَى
وأَنعَمَـــهُ فرعــاً وأَكرَمَــهُ أصــلا
كَرِيــمٌ فلــم يَبســُط يَـداً بِعَـدَاوةٍ
إلَيهـم وَلَـم يَبعـثُ بِهَـا لَهُـم رِجلا
فلا تَطرَحَنَّــا أَن سـَقَوكَ عَلَـى الظَمَـا
مَـعَ النَّـاسِ يومـاً مِـن سجالِهمُ سَجلا
فَمَــا هــيَ إلاَّ نقمــةٌ تُبتَلَـى بِهَـا
كَمَـا كُنـتَ بالأولى الَّتي قَبلها تُبلَى
فَلَيــتَ لَنَــا عـدلاً فيحكُمـض بَينَنَـا
وَأهــوَنُ مِمَّـا بَينَنَـا يبتغـي عَـدلا
لـــه رَبَـــذِيٌّ مِــن قُــرى قَطَرِيَّــةٍ
شــَدِيدٌ جَديــدٌ مُدمَــجٌ مُحكــمٌ فَتلا
فَيَنظُــرَ أَســوانَا إذا كـان عَائبـاً
لِصـــَاحِبهِ عيبـــاً وأَقبَحُـــهُ فِعلا
وَأشــبهَنَا وَجهــاً إذا كـانَ بَينَنـا
بِــوجهش الظَّلُـومِ ثُـمَّ يـوجِعُه غَسـلا
ويَشـــهَدُنا آلُ الزُبيـــر وهَاشـــِمٌ
وَآلُ أبــي بكــرٍ مجــالسَ لا تُقلــى
ويُجلــسُ ذَلفَــاءَ المليحَــةَ عِنـدَنا
وجُملاً فــإنَّ اللــه مَلَّــح لـي جُملا
هِجَانَـانِ قـالَ اللـه كُونَـا فكَانَتَـا
كَمَــا قـال لا تـدرُون أيُّهُمـا أَحلَـى
وَذَلفـاءُ مـن غَيـر التِمَـاسٍ لِعَيبِهَـا
بِغَـورٍ فلـم تسـكُن دِمَاثـاً وَلاَ سـَهلا
وَليســت كــأُخرَى بالبيَـاضِ فـأُعطيت
بيَاضـاً ولَحمـاً مـايِراً وشـَوًى خَـدلا
مَلاَ العَيـن ريّـاً الحجـلِ يَلعَبُ سِمطُهَا
كَــأَنَّ بِعَينَيهَــا ولـم تكتحـل كُحلا
فَلا يَرفـــعُ الجلاَّدُ عَنـــهُ ســـِيَاطهُ
بِمَحضــِرهِم حتَّـى يقُولُـوا لَـهُ بَسـلا
وحتَّــى يــرَى آلُ الزُبيــر وهاشــِمٌ
وآلُ أبـــي بكـــرٍ عُقُـــوبَتَهُ مَثلا
ويُقــدَرُ للمظلُــومِ أن يُجمِعَــا لَـهُ
ويُجلَـــدُ أســـواطاً أشــدُّهما بُخلا
عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني.شاعر من شعراء القرن الثاني الهجري، قلما عنيت به المصادر أو ترجمه المترجمون، بالرغم مما تميز به شعره من طلاوة، وقد كان الزبير بن بكار هو المصدر الأول لأشعاره، وقال عنه ابن النديم في (الفهرست): أعرابي بدوي، نزل بغداد، وبها مات، كان شاعراً فصيحاً، أخذ عنه العلماء، وله مع الفقعسي أخبار طريفة.