
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا مصــابٌ فــي هـذه الـدُّنياءِ
مثــل فقــدِ الآبــاء للأبنـاءِ
وكذا لا شِفَاءَ للدَّاء مثلُ الصَّبر
فالصــــَّبرُ بلســـَمٌ للـــدَّاء
أيهـا القَائد العظيمُ الذي أع
مــالُه قُــورِنَت بكــل ثَنــاء
والــذي جـرَّ ذيـلَ مَجـدٍ وقَـدرٍ
وفخــارٍ فــي سـاحةِ العَليَـاء
مــا عهِــدناك جازِعـاً لمصـابٍ
ولَـوََ أنَّ المُصـَابَ مِلـءُ الفضَاء
فَتـذَرَّع بالصـبر عمَّـا قضَاه ال
لــه فالصـَّبر شـِيمةُ العُظمـاء
إحتســب هــذه الرَّزيــةَ للـهِ
وعنــدَ الإلــهِ حُســنُ الجَـزاء
ثُــمَّ أولِ الـدُّعاء منـكَ ثَـرَاهُ
فَهــوَ سـُبحَانه مجيـبُ الـدعاء
ســِيَمَا مــن أبٍ كليــمِ فـؤادٍ
دامــعِ الطَّـرفِ مُلهـبِ الأحشـَاء
صـَابرٍ للقضـاءِ فيمَا قَضَى اللهُ
وأنعِـــم بصـــابرٍ للقضـــَاء
فـابقَ نِعـمَ الفتَى صَبُورا رضياً
شـاكِرا فـي السـَّرَّاء والضـرَّاء
وَبِـــإخوانه تَعِزُّفَهُــم والــل
حمــدُ اللــه قُــرَّةٌ للــرَّائي
بهـمُ أنـتَ فـي الحيـاة مُجَازىَ
وجــزاءُ الأخــرَى أجــلُّ جـزَاء
فــأراكَ الإلــهُ مــا تتمنَّــى
فيهِــمُ إنــهُ ولــىُّ الرجــاء
وأحــلَّ الفقيــدَ منــزل صـدقٍ
رافِلاً فــي بُحبُوحَــةِ النَّعمـاء
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.