
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِمَـا بيننـا مِـن حُرمـةٍ ايها الصَّحبُ
دَعُـوني ومـا يَقَـوَى على حَمِله القلبُ
فـــإني مَـــدهِىٌ بخَطـــبٍ يَســُوءُني
وعَيشـِي فـي هَـذا الزمـانِ هُوَ الخَطبُ
فلا تُنكِــروا مِنِّــي دُموعـا سـكَبتُها
تُخفِّــفُ أحزَانــي دمــوعٌ لهـا سـَكبُ
وآبنــاءُ هــذا الــدهرِ إلا أقلَّهُـم
ظــواهرُهم ســِلمٌ وبــاطِنُهم حَــربُ
فمــا لِـي وأقوامـاً بُليـتُ بحِقـدهِم
ومَــا نَشــبَت بينِــي وبينهُـمُ حَـربُ
رأيتهُــمُ مِــن جَــانبِي فـي تطَـاوُلٍ
وليسـُوا بأكفَـائِي ومـا ضـَمَّنا سـِربُ
ومَـــا لـــيَ إربٌ عِنــدهُم مُتَطلَّــبٌ
ولالهُــــمُ عنــــدِي فـــأعرفُهُ إربُ
أضـــرَّهُمُ مِنِّـــي الــذي يعرفُــونَه
لِســانِي إذا جرَّدتــه صــارمٌ عضــبُ
ألا دَع سـَعيرَ الحِقِـد يَغلـي بقلبِهِـم
فـإنَّ سـعيرَ الحِقدِ في القلبِ لاَ يخبُو
نَــواكِسُ أبصــَارٍ أمـامِي فـإن أغِـب
تطــاولًََ رأسٌ منهُــمُ وانـبرَى السـَّبُّ
ويُضـــحِكِنُي مِنهـــم إلَــىَّ تســَابقٌ
ليُخبِرَنــي خِــبٌّ بمَــا قــالَه خِــبُّ
كــذلك أربَــابُ المَخــازِي إذا هُـمُ
مخَــازيَهُم أنهَــوا تَملَّكَهُــم رُعــبُ
أمــا يَضـحكُ الكَلـبُ المَهَتَّـمُ نَـابُه
إذَا هُــوَ عَـن أنيـابِه كَشـَّرَ الكَلـبُ
وأَبغَــضُ مــا عنـدِي التحبُّـبُ مِنهُـمُ
وبُغضــُهمُ واللــهِ عنـدِي هُـوَ الحـبُّ
فأَفقِــدُ فــي مَراهُــم كــلَّ راحَـتي
فقُربُهـــمُ بُعـــدٌ وبُعـــدُهمُ قُــربُ
ومَــا ضــرَّهُم أخزاهُـمُ اللـهُ أننِـي
لِســـَانيَ ســـبَّاقٌ وعِرضـــُهُمُ رَحــبُ
عرفتهُـــم أمــا الوفــاءُ علَيهِــمُ
فصـَعبٌ وأمـا الغـدرُ فَهـوَ لَهـم دأبُ
كلامهُــــمُ رجــــسٌ وخُلطَتُهُـــم أدىً
ورُؤيتُهـــم شـــُؤمٌ وذِكرهُــم كَــربُ
أخِســـَّاءُ خُلـــقٍ ســَافِلاتٌ نفوســُهُم
طِبــاعٌ عليهَــا مُـذ فِطـامِهِمُ شـَبُّوا
طبــــاعُهُم تُنِبِيـــكَ أنَّ أُصـــولَهم
تَبَـرَّأ مِـن أنسـَابِها العُجـمُ والعُربُ
منـــاظِرهُم تُعــدِي فحســبُكَ مِنهُــمُ
فٍِـرارٌ فهـم بيـن الـورَى إبـلٌ جُـربُ
ثِقَـالٌ علـى الأرواح إن هُـم تكلَّمُـوا
وإن ســَكتُوا فــالمقتُ عنهُـمُ يَنصـَبُّ
لقَــد خبثــت مِنهــم نفـوسٌ شـَريرَةٌ
وخُبـثُ النفُـوسِ الـداءُ ليـسَ لـه طِبُّ
وقــد أظلَمـت بـالإثمِ منهـم بـوَاطِنٌ
فنُـورُ الهُـدَى لـو حـلَّ باطِنُهم يَخبُو
وإيــاكَ ذِكــر العِـرضِ منهـم فـإنَّهُ
علـى نَتـنِ أجيـافِ الكلابِِ لقَـد يَربُو
وتأكــلُ نـارُ الهجـوِ يـابسَ عِرضـِهِم
كحَطــبٍ وأعـراضُ اللئام هـيَ الحطـبُ
هَجـــوتُهمُ لا بــل هجَــوتُ بهَجــوهِم
قَريضـِي فمـا للكلـبِ بالصَّارم الضَّربُ
ولَـو قلـتُ مـدحا فيهِـمُ مـاتَ حِينـهُ
وإن قلـتُ هجـواً ردَّدَ الشـرقُ والغربُ
ألـم ينظـرُوا بيـنَ الأنـامِ مقـامَهُم
فيـا قَلبَهُـم لـو كـانَ عنـدَهُمُ قَلـبُ
أتيــهُ وأَزهُــو فـي الأنَـامِ مُجـرِّرا
لأَذيـالِ مَجـدٍ فـي يدِي الصارمُ العضبُ
أدوسُ بأقـــدامِي جِبَـــاه عزِيزِهــم
وغـن رامَ رفعَ الرأسِ فالهَلكُ والعَطبُ
وأرفَـعُ رأسـِي شـامخَ الأنفِ في الورَى
ولِي من فِعالي المالُ والجاهُ والصَّحبُ
وتَعرفُنــي الأخلاقُ والفَضــلُ والنُّهَـى
وتَعرفُنِــي الآدابُ والعلــمُ والكُتـبُ
ويعرفُهــم بَعــدَ النذَالــةِ لُـؤمُهُم
وغَــدرٌ ومكــرٌ والخِيانَــةُ والنَّهـبُ
مَــتى حُجِـزَت عَنـي المَراقِـيُ والعُلاَ
وهـل بيـنَ ذي مَجـدٍ وبيـنَ العُلاَ حُجبُ
ومَـا أنـا فـي أهـلِ القريـضِ كمعشَرٍ
إذا مُنِحـو ذَبُّـوا وإن مُنِعُـوا سـبُّوا
وإن كـانَ لِـي فـي الشعرِ مُتعَةُ خاطِرٍ
فَــوِردُهُ لِـي عـذبٌ ورَبعُـهُ لـي خِصـبُ
قَريضـــِىَ تُـــوحِيهِ إلَــيَّ قَريحتِــي
فَأشـدُو بـه شـَدوا بـه يُخلَـبُ اللُّـبُ
معـانِيه لِـي قـد أسـفَرت عَن لِثامِها
ويـأتِي ذَلـولاً منـه لـي يَسهُلُ الصَّعبُ
أطـــوفُ علـــى أزهــارِه مُتَنشــِّقاً
وأشـرَبُ مِـن سَلسـَالِهِ وهـوَ لـي عَـذبُ
وتَجثُـــو معَــانيهِ أمــامِىَ خُضــَّعاً
وقافِيــة عَصـمَاءَ لـم يُجدِهضـا هُـربُ
ولــم أحـترِف يومـاً مَديـحَ قصـَائِدي
إذا جَــاء ذُو مَـدحٍ وفـي يَـدِه قَعـبُ
بَلــى إنَّ مَـدحِي فـي البريَّـةِ مُوقَـفٌ
علَــى مفـردٍ تَهمِـي بِنَـائِلهِ السـُّحبُ
فَيعرِفُنــي رَغــمَ العِــدَا وكَلاَمُهُــم
وأعرِفُــهُ والنَّــدبُ يَعرِفــه النَّـدبُ
ولَســتَ تَرانِــي واصـِفاً غيـرَ خَمـرةٍ
إذا كنـتُ فـي حَفـلٍ وطـابَ لِيَ الشُّربُ
يُمازِجُهَــا السـَّاقِي فَيطفُـو حُبَابُهَـا
أيطفُـو بسـَطحِ المـاءِ لُؤلُـؤهُ الرَّطبُ
أوِ الحَــدقَ المُرضـَى وهُـدبَ شـِفَارِها
إذا مـا ارتَخت في خدِّها تِلكمُ الهُدبُ
أو البَانــةَ المَيسـَاءَ أُحـرَمُ ضـَمَّهَا
وقَــد ضــمَّها وَيلاه فـي أهيـفٍ ثَـوبُ
ولــي خيــرُ إخـوانٍ يـوَدُّون عِشـرَتي
ولِـي قَـد تَصـافَى منهُـمُ الوُّدُّ والحُبُّ
يُحِبـــونَني حُبـــا أحِبُّهُـــمُ بِـــه
فَمِنِــي لهـم قَلـبٌ ولـي منهُـمُ قلـبُ
أمــوتُ بِهِــم بُعــدا وأنعَـشُ كلَّمَـا
نَسـيما بِـذكراهُم علـى خَـاطري هَبُّوا
مناجِيـدُ أقيـالٍ حُضـورٌ لـدَى النَّـدَى
ألُـوذُ بهم في الكربِ إن دَعهَمَ الكَربُ
ألبَّـــاءُ أكيــاسٌ لَطِيــفٌ حــدِيثُهُم
كأَنفـاسِ زَهـرِ الـرَّوضِ بَـاكرَه الصَّوبُ
يفـوحُ أريـجُ المسـكِ إن ذُكِـرَ اسمُهم
فــأذكرُهُم والطِّيــبُ يعشـَقُهُ القَلـبُ
هُــمُ فـي الـورَى حَسـبِى وأنَّ سـِواهُمُ
بأسـفَل أقـدامِى عَسـيفِ الـذُرَى حَطـبُ
فَيـا سَعدَ مَن في الناسِ قد طَاب ذكرُهُ
وياشـُؤمَ مـن بالـذَّمِّ فِيه مَشى الركبُ
ومــا المَــرءُ إلاَّ ذِكــرُه بفضــٍيلَةٍ
ومــا ذِكــرهُ إلا فِعــالُه والكَســبُ
فَثـابِر علـى كَسبِ المحَامِد في الوَرى
ليشــكرَكَ التاريـخُ والنـاسُ والـربُّ
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.