
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِنعي أميرِ الشِّعرِ قد واصَلوا النَّعبا
إلَى أَن أمِيرَ الشِّعرِ حقا قضَى النحبَا
قضــَى نَحبَــه والأمــرُ للــهِ وحـدُه
علَـى ما أصابَ الضادَ فافتقَد القَلبا
وللمــوتِ ســهمٌ بــالعراق يُرِيشــُه
ويَرمِـي فيُصـمي سهمَه الشرقَ والغربَا
تلَظَّــت قُلــوبُ العــالَمين بفقــده
وضــــــاقَ مجَــــــال الشـــــعرِ
فللشــِّعرِ مــا لِلقلـبِ يصـبِرُ جَهـدُه
وللقلــبِ مـا للشـَّعرِ ينـدُبه نـدبَا
ولَـم يبـقَ بعـدَ اليومِ إربٌ لديه إذ
بقـاؤُكَ قبـلَ اليـومِ كـانَ لـه إربَا
ومــا الشــِّعرُ إلا ذَوبُ قلـبٍ تصـُوغُه
لتســكُبَه فــي قلــبِ سـامِعه سـَكبَا
ومـا الشـِّعرُ إلا وحـيُ سـحرٍ بَـل أنَّه
على السِّحرِ في أخذِ النُفُوسِ لقد أربَى
بَـدا فـي خَفـاءٍ واختفَـى فـي ظُهورهِ
ومـا المـوتُ خطـبٌ إِن يُلـمَّ ببعضـِنا
وإمــامُهُ بـالبعضِ أعظِـم بـه خَطبـا
جَميــلَ الزّهَـاوِي مـا تركـتَ لِشـاعِرٍ
درَّاكٍ علــى بُعــدٍ فــأفعَمتَه حُبَّــا
وكَــم شــاعرٍ قــد جَـاءني بِقَريضـِه
فــأمعنتُ فيــه ثـم قلـتُ لـه تبَّـا
تَوســَّدتَ قلبِـي ثُـم نِمـتَ ولـم تَمـت
فمَـا مـاتَ مَـن صار الفؤادُ لَهُ تِربَا
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.