
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنـتَ مـاذا دهـاكَ قـل لـي حتَّى
بِـك ذَرعـا قـد ضَاق رحبُ الفضَاء
وملأتَ الــدنيا صــُرَاخا وَواصـَل
تَ طويــلَ الأنيـن مـن غَيـرِ داء
أنـتَ لـو كنـتَ في الحقيقةِ صبّاً
بــكَ مــا تـدَّعي مـن البُرحَـاء
مـا اختفَـى مـن هَوِيتَ طرفة عينٍ
عنكَ في الأرضِ غاصَ أو في السَّماء
خـلِّ عنـكَ الهَـوى لأهلـهِ مـن هُم
لظبــاء ظلالهــا فــي اقتفـاءِ
أو تبكـي إذ أنَّ بَـدرَ الـدَّياجي
عنــك نــاءٍ وليـسَ عنِّـي بنَـاء
كُلمَــا قــد دنـوتُ منـهُ قليلاً
صـبغَ الـوجهَ منـهُ لـونُ الحيَاء
وحكـــت حالنـــا رؤوسُ غُصــُونٍ
فــي تــدانيها تــارةً وتَنَـاء
وشـــَحاريرُها تغنِّـــي ولكـــن
فـي غنـىً نحـنُ عن سمَاع الغِناء
قُلـتُ غَـابَ الرقيـبُ يا كلَّ سُؤلي
قـالَ يـا حسـنَ غيبـةِ الرُّقبَـاء
قلـتُ مَـا لـي أرَاك عنِّـي بعيدا
قـال بـل فـي امتزاجِ راحٍ بمَاء
قلـتُ مـا لـي نَبَـذتُ كـلَّ وقـارٍ
قـال لـي تِلـكَ عـادةُ الشـُّعرَاء
فَــتراجَعتُ مــن حَيــائي ولكِـن
لـم أجـدني فـي رَجعَـةٍ للـورَاء
ذاكَ مـا قـد جَرى وما سوفَ يَجري
بينَنــا فـي صـفاء جـوِّ الـولاء
اجتمعنــا علــى لقــاءِ وُعـودٍ
وافترقَنــا علــى وعُـودِ لقَـاء
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.