
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طـالَ منِّـي لذَا النَّهارِ ارتقَابِي
يَـا رفـاقي لقَـد تَزايـدَ مَا بِي
أيُّمَــــا لــــذَّةٍ وأيُّ ســـُرورٍ
كَســـُرورِ الأحبَـــاب للأحبـــاَبِ
طـالً منَّـا لـذَا النهَار انتِظارٌ
كانتظَـــارِ الظمَّــآنِ للأكــوَابِ
ثُــمَّ طِبنـاَا والحمـدلِلهِ نفسـاً
خَيـر سـُؤلٍ مـا جَاء بعدَ ارتقَابِ
قُــل لقَــومٍ عَليهـمُ أشـكل الأم
رُ فظنُّــوا السـَّراب مـاءَ شـَرَابِ
وهُـــمُ الآن بـــاهِتونَ حَيَــارَى
بـانَ أنَّ العِقـابَ عيـنُ الثَّـوابِ
قــل لَهــم للبيَّــازِ عـزٌّ وسـِرٌّ
وانتِصــار مِــن مالِــكٍ وهَّــابِ
هــوَ للمالِــك المفَــدَّى خَـديمٌ
مُخلـــصٌ واقــفٌ بعتبَــة بــابِ
والملِيكُ المحبوبُ يدرِي ذوِي الإخ
لاَصِ عَــن بُعـدِ دارِهـم واقـترَاب
وخَــديمُ الأعتَــابِ ليــسَ يُلاقِـي
غيــرَ خَيــرٍ مـن سـيِّد الأعتَـابِ
مِـن مَليـكٍ بـل مـن أجـلِّ مَليـكٍ
مُســـتحِقٍّ للفخـــرِ والإعجـــابِ
فــأوحَ المســكَ ذِكـرُه وتسـَامت
فـي سـمَا فَخـرِهِ رَوَاسـي القِبَابِ
لَـم يكُـن فـي احتجَابه غيرَ بَدرٍ
يُسـفِرُ البـدرُ بَعـدَ طولِ احتجَابِ
لَـم يكُـن فـي انحِبَاسِه غيرَ غيثٍ
وهــوَ واللــهِ عـائدٌ بانسـِكابِ
لَـم يَكـن فـي الغِيَاب غيرَ حبِيب
ويــزورُ الحـبيبُ بعـدَ الغِيَـابِ
لَـم يكُـن فـي فِعـاله غيرَ سلطا
نٍ وســُلطانُنا حَليــمُ الجَنَــابِ
إنَّــهُ إنَّــهُ المليــكُ المُفَـدَّى
واســِعُ الحِلــم دائمُ التِّرحَـابِ
أمُحِـــقٌّ أنـــا بِربِّـــكَ أم لا
أيهـا السـَّامعُون هـل مـن جَوابِ
فـي الهَنـاءِ البيَّـازُ لكـنَّ حُسَّا
دَ الكَمـال قلـوبُهم فـي اضطِرَابِ
فــإذا مَـا تـألَّموا فاعـذِروهُم
واعلمُـوا أنَّ قلبَهـم فـي عَـذابِ
هُـمُ مثـلَ المِصـباَح لَيلـةَ أُنـسٍ
نـاعِم الطَّرفِ والحَشا في التهَأبِ
هُــمُ عُمــيٌ عَـن الكمَـالِ ولكِـن
قَـد أعَـدُّوا للنقـصِ عيـنَ عُقَـابِ
فَثُغـــورٌ بوَاســمٌ عــن بيَــاضٍ
وقُلـــوبٌ حَوالـــكُ الجِلبَـــابِ
قـد جهِلتُـم بـأنه فـي حِمَـى خَي
رِ هُمــــامٍ مـــذَلِّل للصـــِعَابِ
قـد جهِلتُـم بـأنه في حِمَى البا
شـا التِّهَـامي الهُمام ضَيغَمِ غَابِ
وَهـوَ حَاشـاهُ أن يَرى سيفَه المَس
لُــولَ يومـا بُمغمَـدٍ فـي قَـرَابِ
عَـــالِمٌ أنــهُ حُســَامٌ بِيُمنــا
هُ مُعِــدّا لَــه لِيَــوم الضـِّرابِ
فَتَصـــَدَّى ومِثلُــه مَــن تصــَدَّى
ولِخَيــرِ المُجيـبِ خيـرُ الجًَـوابِ
ليـسَ يَـدرِي العظيـمَ غيـرُ عَظيمٍ
وجَــوابُ العَظيــمِ خيــرُ جَـوَابِ
حُبُّهُــم ثــابتٌ ثُبـوتَ الرَوَاسـِي
وجَفَــاهُم يمُــرُّ مــرَّ الســَّحَاب
تِلكُــمُ الطَّلعَـةُ البَهِيـةُ فيهَـا
كُـــلُّ خَيـــرٍ ورأفــةٍ وصــوَابِ
هــوَ للعيــنِ هضـبَةٌ مـن وقَـارٍ
بسـَمَت خُلقـاً عـن زُهورِ الروَابي
رَبِّ فاســــتبقِه إلينَـــا مَلاَذا
وآدِم جـــاهَه عزيــزَ الجَنَــابِ
ولأنجـــالِه الكِـــرَام دُعَــانِي
وثَنَـــائِي فـــي جِيئةٍ وذَهــابِ
فشــُبُولُ الأقسـُودِ تقفُـو أُسـودا
وعَليهِــم منهَــا أجــلُّ حِجَــابِ
ونُهَنِّيـكَ يـا حبِيـبُ ونَرجُو الله
زيــدَ النُّعمَــى بغيــرِ حِســابِ
ولتَـــدُم قُــرَّةً نعَــم وقــذَاةً
لِعُيـــونِ الأعــداءِ والأحبــاَابِ
أنــتَ فــي هـذهِ مُجـازَى مُثـابٌ
وثــوابُ الأخــرَى أجــلُّ ثَــوابِ
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.