
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بعـدَ التطلُّـع لـي بُعَيـدَ نِـدائي
أســفَرتُ عـن وجهـي إلـى قُـرَّائي
نــاديتُم فمشــَيتُ إثـر نِـدائكم
لكِنَّنــي أمشــي علــى اسـتِحيَاء
وأنـا النَّـدِيم لمـن يطيبُ لسمعِه
أدَبُ الأديــبِ وحكمــةُ الحُكمَــاء
وأنـا المُـدامُ لمن يبيتُ معاقِرا
خَمـرا لهـا الأسـمارُ خيـرُ وعَـاء
وأنــا كَمِــرآةٍ لأعمــالِ الأنــا
مِ أرى المَليــحَ وضــدَّه للـرَّائي
فاحرِصث لكي يبدُو محيًاً الفعلِ من
كَ بِصــفحتي فــي لـونهِ الوضـَّاء
إن الفَصـــاحةَ مَنطِقــي لكنَّنــي
فـي الهجـرِ قـد لُقِّبـتُ بالخَرساء
وأنـا لسـَان المَغرب الأقصَى أعَبِّرُ
عـــن مَحاســـنه لِصـــقع نَــاء
وأزوِّد القُـــرَّاء مِمَّــا أجتَنــي
مــن المُفيــد بــأطيبِ الأنبَـاء
وأريـكَ من أبهَى المَناظِر كَي تُشا
هِــدَ بالعِيــان حَقـائقَ الأشـيَاء
أنـا مَعـرِضٌ للشـّعر أُظهِـرُ حُسـنَه
والشــعرُ وحـيُ قريحَـةِ الشـعَراء
لا النــثرُ متَّزِنــا تَرصـَّفَ ذيلُـه
قــد كمِّلــت معنــاهُ بالإلقَــاء
والمُغرِضـُون بِرنـتُ مـن أعراضـِهم
وأنــا عــدُوَّهمُ وهُــم أعــدَائي
مـا كانَ عندِي أن أرى نورَ الوجُو
دِ بليــلِ تلـكَ الأعصـُر الـدَّهمَاء
حتَّــى بــدا فَجـرا زمـانُ محمّـدٍ
زَيــنُ الإمــارَة صــَفوَةُ الأُمَـراء
كمُلَــت مزايـاهٌُ وضـَاءت واعتلَـت
فكأنهــا تَحكــي نُجــومَ ســَماء
ومســِّدد الآراءِ بعــدُ وهـل سـَوَى
لوســـيان ســـان مُســدِّد الآراءِ
فــذُّ العبــاقرَةِ الـذي أفكَـارُه
شـهبٌ تكـادُ تُنيـرُ فـي الظلمَـاء
صـُغتُ القريـض تجيـةً لهمـا معـاً
صــَوغُ القريــضِ تَحيـةُ العُظمـاء
وإلــى اللِّقـاء أحبَّـتي وكفـاكُمُ
فــي كــلِّ شــهرٍ مرَّتيـن لِقَـائي
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.