
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ثلاثُ شـــهورٍ بـــل ثَلاثُ دهـــور
مَــرَرنَ علــى قلـبي أشـَدَّ مُـرورِ
ثلاثُ شـــهورٍ لِلفـــراقِ كــثيرةٌ
خُصوصـاً من الباشا التهاميِّ نُوري
فَقـدتُ بهـا أُنسـي وَبهجـةَ خاطري
ورَيحــانَ روحــي مُتعـةً وسـُروري
وكيـف ومَـن يَـدري سـِواهُ مَكانتي
ويُعِــدُني فــي غَيبــتي وحُضـوري
ومُنتَشـِلي إن كَشـَّرَ الـدَّهرُ نـابَه
ومُعتصــَمي فــي كُربَـتي ومُجيـري
وقبلَ النَّدى يلقاكَ بالبِشرِ وجهُه
وتِرحــابُه يجلــو فُــؤادَ حَسـيرِ
وهِمَّتُـه الشـَّمَّاءُ فـي حُسـنِ خُلقِـه
حَكَــت هَضــبةً مُفتَـرَّةً عـن زُهـورِ
فكيـف أُطيـقُ الصـبرَ بعـدَ فِراقِه
وأرنــو بِطَــرفٍ للِزَّمــانِ قَريـرِ
نعـم كانَ لي كلٌّ العَزا في سَليلهِ
ســَمِىٍِّ خليــلِ اللـهِ شـَمسِ بُـدورِ
تَرسـَّمَ منـه الخطـوَ يَقفوه سائِراً
علـى نهجِـه أكـرِم بـه مـن مَسيرِ
تَقَفَّـاهُ فـي كَسبِ المَكارمِ والعُلى
فَلِلَّـــهِ شـــِبلٌ مُقتَــفٍ لِهصــَورِ
فمَجــدٌ وجــودٌ واقتِـدارٌ وحكمـةٌ
وحــزمٌ وعَــزمٌ واكتِنــاهُ خَـبيرِ
إلـى أن بَدا لِلنَّاسِ كالشَّمسِ قَدرُه
وفــاح لــه ذِكــرٌ كَنَشـرِ عَـبيرِ
فأسـعِد بـه وابشـِر بها مِن بُنُوَّةٍ
فــإنىَ بالبُشــرى لَخَيــرُ بَشـيرِ
فلا يَعـرفُ الأكفـاءَ لِلمدحِ والثَّنا
شـِوى شـاعرٍ والشـِّعرُ فيـضُ شُعوري
قَـدَ أثنـى عليـهِ شـاهداً ومؤَيِّدا
عظيــمٌ بِجَمــعٍ كــان ثَـمَّ غَفَيـرِ
وإنَّ شــهاداتِ العظيــمِ عظيمــةٌ
وأكــرمِ بمــدحِ كــابرٍ لِكَــبيرِ
ونالَ وِسامَ الفَخرِ والفَخرُ ها هنا
لِمَـن ضـَمَّ صـَدراً مـن أجَـلِّ صـُدورِ
فأسـعِد بـه وابشـِر أُكـرِّرُ ثَانياً
فــإنِّيَ بِالبُشــرى أجَــلُّ بَشــيرِ
أمـولاي يـا فخـرَ الأفارقـةِ الذي
بــه عَصــرُه بـاهى جَميـعَ عُصـور
إذا غبـتَ تَشتاقُ الورى منكَ طلعةً
كغَيــثٍ لِمَحــلٍ يَرتَجيــهِ غَزيــرِ
نعـم إن يَطُـل منـكَ الغيابُ فإنَّه
أتــى بِصـدىً يَبقـى بقـاءَ دُهـورِ
فــأيُّ بِلادٍ قــد حَلَلــتَ بِرَبعِهـا
وأقطابُهــا لــم تَسـتَبقِ لِحُضـور
ولاقيــتَ مــن عـزٍّ منيـعٍ وحُظـوة
ورِفعَــةِ جــاهٍ وابتِســامِ ثُغـورِ
ومـا كِلمَـةٌ قـد قُلـتَ إلا تَسارَعَت
إلـى نَقلِهـا صـُحفٌ وصـوتُ أثيـرِ
إذا حَسـُنَت مـن بـاطنِ المَرءِ نِيَّةٌ
أعــانَهُ ربِّـي فـي جَميـعِ الأُمـورِ
وها أنتَ بعد البينِ أنعشتَ روحَنا
فَشــُكراًُ لِمَوانــا أجَّــلَ شــُكورِ
وحَمـراؤُكَ المُشـتاقُ لُقياكَ أهلُها
حلَلـتَ بهـا أعظِـم بـه مـن حُبورِ
فـأمَّ حِمـاكَ الكُـلُّ بِالبشرِ طافِحاً
تَخَــالُه نَشــواناً لِفَــرطِ سـُرورِ
فَـدُم لـي ودُم لِلمُخلِصـينَ جَميعهم
بِعَيــشٍ علـى مـرِّ الزَّمـان غَضـيرِ
وعَفـواً عـن التَّقصيرِ منِّي فَوصفُكم
تَضــيقُ قَــوافٍ عنـه قبـلَ بُحـورِ
نعـم إن دنـا يومُ الفخارِ بِشَاعِرٍ
فَكُـن بـابنِ إبراهيـمَ جِـدَّ فخَـورِ
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.