
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَربِّـكَ هـل أبصـَرتَ أسـخفَ مِـن عَقلِي
وهـل فـوقَ وجهِ الأرضِ مِن أحمَقٍ مِثلي
وكــم أدَّعــي عِلمـا وحُسـنَ ثقافَـةٍ
ومــا جاهـلٌ إلا ومِـن فـوقِه جَهلـي
وأرمــي بنَفســي فـي صـفُوفِ أراذِلٍ
ولسـتُ لهـم شـكلاً وليسوا على شكلِي
وقضــَّيتُ عُمــري هَكـذا فـي تَنـاقُضٍ
فَفي الهزلِ ذو جدٍّ وفي الجِدِّ ذو هَزل
وكــم مـرَّ يـومٌ كِـدتَ تُبصـِرني بـه
وجِســمي بلا ثــوبٍ ورجِلـي بلا نَعـل
وبينَـا يَزيـدُ الأمرُ بي في اشتِدَادِه
وعنـدَ اشـتِدادِ الأمرِ لَم تَلقَ مِن خِل
إذا بِـي أرَى ثغـرَ المُنَـى مُتَبسـِّما
وقـد لاَح فجـرُ السَّعدِ في غَسَقِ الهولِ
فأنسـَى الـذي قـد مرَّ بي مِن خصَاصةٍ
وأبـذُلُ فـي زَهـوٍ وأُسـرِفُ في البَذل
ورُبَّتَمــا أفنيــتُ ذاك ولــم تَـزَل
ثِيـابي كمـا كـانت ونَعلاَىَ في رِجِلي
أمَــا هــذِه الأخلاقُ غيــرُ حَماقَــةٍ
يؤيـدها العقـل السـليم من الخبل
نعـم أنـا ذو فضـل فغطتـه سـيرتي
فمَـا أنـا ذو فَضلٍ وإن كنتُ ذَا فضلِ
وإن مـــرَّ وجــهٌ مُشــرقٌ ورَأيتُــه
يطيـرُ اشـتياقاً عنـدَ رُؤيتِـه عَقلِي
ويــذهبُ طرفــي فــي تعقُّـب خَطـوِه
وإن كنـتُ فـي شُغلٍ فيا ضَيعةَ الشُّغلِ
وترتَـاحُ نفسـِي إن أكُـن قـد عرَفتُه
وإلاَّ فـإِني فـي التِفَـاتٍ وفـي سـُؤلٍ
وأغضـــَبُ حــتى أَســتحيلَ جَهنَّمــا
وأحلُــمُ حـتى أبـدِلَ العِـزَّ بالـذُّل
قضـَى اللـه أن أبقَـى فريدا بِلا أبٍ
حَنـــونٍ ولا أُمٍّ شـــفُوقٍ ولا أهـــلِ
غَريبـاً وإن فـي مسقِطِ الرَّأسِ مَسكَنِي
وَحــديا وإن كــانت أخِلاَّىَ كالنَمـل
وعَربـدَتي فـي الشـُّربِ تُرغـمُ مُبصِري
لِيخلِـدَ فـي عَينيـهِ لـي نظرةَ الذُّل
وأغـدُو إلـى فِعـلِ المعَاصِي مُهَروِلاً
وإن أقصِدِ الطاعَاتِ فالقَيدُ في رِجلِي
فلا عِيشــَةٌ تُرضــَى ولا كَســبُ طاعَـةٍ
فلا أكـثرَ الرحمـانُ فـي خَلِقه مِثلي
محمد بن إبراهيم ابن السراج المراكشي، المعروف بشاعر الحمراء (مراكش) ويقال له ابن إبراهيم.شاعر، كان أبوه سراجاً، أصله من هوارة إحدى قبائل سوس. ومولده ووفاته بمراكش. تعلم بها وبالقرويين. وانقطع للتدريس في كلية ابن يوسف (بمراكش) مدة، وكان مكثراً من نظم (اللزوميات) على طريقة المعري، له معان جديدة في شعره وقوة على الهجاء. ومدح بعضاً من أعيان أيامه وجاراهم في سياستهم مع الاستعمار، منغمساً في ملذاته. واتصل بالكلاوي (باشا مراكش) ومدحه، بعد أن هجاه وفر منه إلى فاس، فساعده على نفقات الحج، فحج (1935 م) وألقى قصيدة في مكة أمام عبد العزيز بن سعود فخلع عليه وأثابه ثواباً جزيلاً كما يقول مترجموه. ومر بمصر في عودته (1937) فسنحت له فرصة ألقى بها محاضرة عن (ابن عباد ويوسف بن تاشفين) انتقد فيها خطأ بعض المؤرخين في ظلمهم لابن تاشفين، وعاب على (شوقي) ما جاء في روايته التمثيلية (أميرة الأندلس) عن ابن تاشفين. وألقى عقب تمثيل هذه الرواية قصيدة، منها:تأمل شوقي عن قريب فما اهتدى وما ضر شوقي لو تأمل عن بعدوهاج بعض الوطنيين في المغرب (سنة 1937) فهاج معهم. وسجن قريباً من شهر. غلب عليه البؤس في أكثر حياته ولا سيما الجزء الأخير منها. قال ابن سودة: أضاعه قومه. وتوفي بالسكتة القلبية في بيته بمراكش.له ديوان جمعه ليطبعه باسم (روض الزيتون) وهو اسم للحي الذي كان يقيم فيه، واندثر الديوان بعد وفاته فجمع مصنفاً (شاعر الحمراء في الغربال) ما أمكن جمعه من شعره وهو نحو 700 بيت، ويقدرون ديوانه ب 5000 بيت. ولأحمد الشرقاوي وإقبال، (شاعر الحمراء في الغربال - ط) وفيه نموذجان من خطه.