
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللــه يكفِينــا شــُرورَ المَـاكِر
وبــهِ غـداً نَحظـى بِلُطـفِ الشـاكِرِ
يــا صـاح دع لهـواً وكـلَّ مَنَـاكِرِ
ذكــر الإلَـهِ حَيَـاةُ قَلـبِ الـذاكِرِ
فـأمِت بِـهِ كَيـدَ الغُـرورِ الغـادِرِ
وإصــبِر علـى بَلـواهُ فـى أيَّـامِهِ
وإسـمَع خِطـابَ الحـقِّ فـى أحكـامِهِ
وإجعــل فــؤادك مَنــزلاً لمقـامه
وأذكــرهُ وأشــكرهُ علـى إنعـامِهِ
ذِكــراً تَنَقَــت بالـذكور الـذاكر
واذكُـر قِيَـامَ الـرُوح يـومَ تَعَرَّضَت
حيـثُّ الأمانَـةُ ظَهرُهَـا قـد إنقَضـَت
وأذابَهَــا شــَفَقاً وفيــه تَمَرَّضـَت
وأعِـد حَـدِيثَكَ عـن ليـالِى قد مَضَت
بـــالأبرَقَينِ وبالعُــذَيبِ وحَــاجِرِ
لمّــا دلــى رُوحُ المحــبّ بِنبلِـهِ
وهنالــك العُشــَّاقُ قَتلــى نَصـلِهِ
أحبَابُنَــا أنتــم ســُكَارَى فَضـلِهِ
ســَقياً لأيَّــام العَقيــقِ وأهلِــهِ
ولكّــلِ مَـن وَرَد الحمـا مِـن زائِرِ
هَجـرُ الحـبيبِ أحَـرُّ هجـر الصـائِفِ
ولــدىَّ رُوحُ القُــرُبِ رِيـح مَهَـاتِفِ
رُدُوا ســَقَامى نحــو ذاك القـائفِ
أحلــى مِـن الأمـن إسـبان لخـائِفِ
والوصــلُ بعــدَ تَقَــاطُعٍ وتَهَـاجُرِ
حضــراتُ قــوم كأســُها مَشــرُوبَةٌ
وعــروسُ أتــرابٍ لنــا مخطوبَــةٌ
يــا صــاح كـم أيّامهـا مرغوبـةُ
أيّــامُ الأخيـر أقمَارُهـا مَحجُوبَـةٌ
عنّــــا ولا غَزلانُهـــا بِنَـــوَافِر
فهنـا لَـكَ البُشـرى لنـا بِلقـاكُم
وتفـــوزُ رُوحُ شــهيدكم بحبــاكم
يــا أهــل وُدّى واصـِلُوا مَرضـَاكم
فَتَعُــودُ أعيَــادِى بِعــودِ رِضـَاكُم
عَنّــىِ وتملــىِ بالســرور سـرائرُ
مـا كنـتُ عـن بـاب الأحبَّـة زائلاً
أبكــى علـى فَقـدِ الأحبّـةِ قـائلاً
يـا نُـورَ قلبِـى لسـتُ عنكم مائِلاً
ولقـد وَقَفـتُ علـى الطُلُـولِ سائِلاُ
عـن أهـلِ ذاكَ الحَيّـىِ وَقَفَـةَ حائرِ
مـن لـىِ ونفسـىِ بـالفِراقِ تحيـرت
لأهَيــلِ ذاكَ الحيّــىِ حيـث تعسـَّرَت
رؤيــاهُم لِــى فالأمــاكِنُ أخـبرت
فأجـابنىِ رَسـمُ الـدِيارِ وقـد جَرَت
فيــه دُمُــوعِىِ كالسـحابِ المـاطِرِ
قِـف بـالطُلُول علـى غَـرام وافتَقرِ
واصـبر علـى لَوعَـاتِ نارِكَ وإنتظر
وإكســِر بأعتــابِ الأحِبَّـةِ تَنخَبِـر
ذَهَبُـوا جَمِيعـاً فإحتَسـبِهُم واصطبر
فعســاك أن تحظَـى بـأجر الصـابرِ
أفنــى ظلامَ العمــر صــبحٌ سـافرٌ
وأتـت علـى رَغـم البقـاءِ نَـوافِرُ
هــذا رقيـبُ المـوتِ قَـبرُكَ حاضـرُ
فَتَــزَوَّد التقــوى فــأنت مُسـَافِرُ
وبغيــر زادٍ كيـف حـالُ المسـافِر
فإخضـَع إلى المولى الكريم تَبَتُلاً
واتــرك تــوانى فَــترَةُ وتَكَسـُلاً
وأذكـــر جِنَايَــاتٍ قَرَفــتَ تعَمّلاً
فــالوقتُ أقصـرُ مـدةً مـن أن تلاَ
فِيــهِ فســارِع بالجميــلِ وبـادِرِ
عَــرِّج علــى طَلَــل الأخِلاَّ والرُبـا
فَهُـم الـذين بِـدورِهِم سـَكَنَةُ قُبـا
مُـت فِـى هَـوَاهُم بالجمـالِ تَعَجُّبـاً
واجعــل مَــدبحكَ إن أرَدتَ تَقَرُّبـاً
مــن ذى الجلالِ ببــاطِنٍ وبظــاهِر
مَـــدحُ إلَـــهٍ بــذِكرِهِ وكتــابهِ
ســكانَ يَــثرِبَ مصــطفى أحبَــابِهِ
فـاذكر جميـلَ المـدحِ فـى أطنَابِهِ
للمصــــطفى ولآلِـــهِ وأصـــحابِهِ
والشـيخ محيـى الـدين عبدالقادِرِ
مــن كــان ذا أمـرٍ عَجِيـبٍ نافِـذٍ
كَهــفِ الــدخيل وعَــونِ عبـدٍ لائِذ
مَـن ذكره فى الكَونِ كالمِسكَ الشَذّى
بَحـرِ العُلـومِ الحَبرِ والقُطبِ الذى
ورِثَ الولايَــةَ كــابِراً عـن كـابِر
فَحـلِ الفُحُـولِ ومـن لَـدَيه مَرَامُهُم
بَــدرِ البُـدُور بِـهِ يُنَـارُ ظَلامُهُـم
وهــو الـذى تصـفو لـديه كَلاَمَهُـم
شـيخُ الشـُيُوخِ وصـُدُورُهم وإمـامُهُم
لُـــبُّ بِلا قِشـــرٍ كـــثيرُ مــآثِرِ
اللــهُ أبــرَزَهُ إلينــا مُرشــِداً
فَجَمِيــعُ مــن والاهُ أمسـَى مُسـعِدا
كـم كـانَ للملهـوفِ عَونـاً مُنجِـداً
تـاجُ الحقيقـةِ فَخرُهـا نجمُ الهِدا
يَــةِ فَجرُهـا نـورُ الظَلاَم العـاكِرِ
وأتـى مِـن المَلَكُـوتِ شادُوسَ النِدا
يَـدعُو بـانَّ الشـيخَ برهـانُ الهُدى
هـذا الـذى مـن فَـورِ طَلعَتِـهِ بَدا
رُوحُ الوِلايـةِ أنسـُهَا بَـدرُ الهِـدا
يَـة شَمسـُها لُـبُّ اللُبَـابِ الفـاخِرِ
يَنُبُــوعُ كّــلِ فضـيلة مَـن يشـترىِ
يأخُـذهُ مِـن الفَردِ العَليمِ الأقمَرىَِ
وعُلُومــةُ كطُهُــورِ مــاءِ الكَـوثَرَ
صـدرُ الشـريعةِ قَلبُهـا فَردُ الطَرىِ
قَـةِ قُطبهـا نَجـلُ النَبّـىِ الطـاهِرِ
آوى لَـــهُ الآمَـــل كَـــلُّ دأبِــهِ
وأضـــاء أحلاَكَ الـــدَياجِىِ حُبُّــهُ
فهـو الـذى إنقَلَـبَ الشَهَادةَ غَيبُهُ
ودليلُــهٌ الـوقتُ المخـاطَبُ قلبُـهُ
بِســــَرائِرٍ وبَــــواطِنٍ وظَـــاهِر
هــو الـذى ملـكَ المعـالى قهـرةً
لمّــا تَرَقَــى فـى المَرقَـى ظَهـرَةً
والأمــرُ يُغنــىِ عـن بيـانٍ شـُهرةً
وهــو المَقَــرَّبُ والمكاشـِفُ جَهـرَةً
بغيـــوبِ أســرار وســرِّ ضــَمائِرِ
فـا لمُلتَجـىِ بالشـيخ يُكشـَفُ ضـُرُّهُ
وإلحَــق فــىِ كــلّ الأمـورِ بِبَـرّهِ
وأنــالَهُ مــا شــاءَ وهـو يسـرُّهُ
وهــو المِســَامِرُ والمنَـادِمُ سـِرُّهُ
بفُنُــونِ أخبــارِ وكشــفِ ســَرائرِ
وأتـى إليـه مـن المُهَيمِـنِ حَـولُهُ
والميـلُ مـن كنـز المـواهِبِ طولُهُ
فهــو الـذى فـى كّـلِ قلـبٍ هَـولُهُ
وهــو المَنطِــقُ المَؤَيَّــدُ قَــولُهُ
ولَــهُ فُتُــوحُ الغيـب آيـةُ قـادِرِ
ولـه الرِضـا مـن رَبّـهِ عند القَضَا
فَغَــدا لَـهُ خيـر القَرِيـن مُقَيّضـاً
وسَرَى إلى المولى فصارَ إلى الفضا
ولــه التَحَبُّـبٌ والتـودُّدُ والرضـا
مِـــن رَبّـــهِ بِمَعــارِفٍ كَجَــواهِرِ
أحيـى الهُـدى كالبـدرٍ فِى دَيُجُورِهِ
مــن بعــد أدبــارِ شـمس ظُهُـورِهِ
لمّــأ دنــى مــن رَبّــه بِحُبُـورِه
ســَلَكَ الطَريـق فأشـرَق فِـى نُـورِهِ
وَعُلُـــومِهِ لِضـــِاءِ بَــدرٍ زاهِــرِ
فَـــدُنُوّه لِلـــه أعظـــمُ قُربَــةٍ
فغـــدا لأرواحِ الأكـــابر كَعبَــةً
أنظــر لتُربَتِــهِ الرفيعـةِ غربـةً
وعُلاَهُ أعلــىَ فـىِ المعَـالىِ رُتبَـةً
وأقمــارُهُ مــا مثلــه لمَفَــاخِرِ
فَمَقــامُهُ فـىِ القـربِ دون نِهايَـةٍ
وآرى لــه الإكــرامَ فــىِ لاغَايَـةٍ
هــذا الــولّىِ المُجتَبَـى بِعِنايَـةِ
خَلَــعَ اللــهُ عليــهِ ثـوبَ وِلاَيَـةٍِ
وأمَـــدَّهُ مـــن جُنــدِهِ بِعَســَاكِرِ
ومَنَــاقِبُ الأشــرافِ فيــه تَحتَفِـلُ
فمـن الثَنَـاءِ عليـه دَهـرَك لا تَمِلُ
واذكُرُه فهو النُخبَةُ الوافى العدل
فَلَهُ الفَخَارُ على الفخار بفَضلِهِ أل
وافـى وبالنِّسـَبِ الشـريفِ البـاهِرِ
فَلَـهُ زكـاءُ الـدهر فينـا أشـرقَت
وأضــاءت الأفــاق ثــم إسـتغرقت
وعَبِيــرهُ كــلُّ الأنُــوفِ إستَنشـَقَت
ولــه المنــاقِبُ جُمِعــت وتَفَرَّقَـت
فـــى كــلّ نــادٍ دائرٍ أوعــامِرِ
فــاللهُ فِـى الآفـاق أطلَـعَ سـَعدَهُ
وأبــانَ قُربَتَــهُ وأخفــى بُعــدَهُ
وبجنَّـــةِ الإجلالِ أنجـــز وعـــده
فـابنُ الرفَـاعِى وابـنُ عبـدٍ بَعدَهُ
وابــو الوَفَـا وعَـدِىُّ بـن مُسـَافِرِ
فلشــيخنا فضــلٌ عليهــم مُطلَقـاً
وعليهــمُ فَــوقَ المَعَـارِجِ قَـدرَقَا
فَتَعَـاوَرُوا مـن بعـدِهِ دَورَ النّقَـا
وكـذا إبـن قيـسٍ مع علىٍ والبَقَاط
معهـم ضـياءُ الـدين عبـدُ القاهر
لقـد إهتَـدَوا طُـراً بـأنجم سـعدِهِ
وتّـوارَدُوا بَحـرَ الهَـوَىَ مـن وِردِهِ
وتمّســكُوا بحبــالِ عَزمَــةِ جَــدّه
شــَهِدُوا بــأجمَعِهِم مَشـَاهِدَ مجـدِهِ
مــا بيـنَ بـادٍ فضـلهم والحاضـِرِ
وبــإذنِه جــاؤا فنــالوا دَنَّــهُ
وشـــَرابُهُ مـــن ذاقَـــهُ جَنَّـــهُ
فجيمــــعُ أهـــلٍ حَقَّـــقَ ظَنَّـــهُ
وأقَـــرَّ كـــلُّ الأوليــاءِ بــأنَّه
فَـــردٌ شــريفُ ذو مَقَــامٍ ظــاهِرِ
فَعُلُــومُ ألبَــابٍ لَهُــم مـن لُبّـهِ
فهــم إسـتَمَدُّوا مـن جَلاَيَـا قَلبِـهِ
فَبَـدَا لَهُـم إن لـم يـروا من حُبّهِ
وبــأنَّهُم لـم يُـدركُوا مـن قُربِـهِ
مَــعَ سـَبقِهِم عِلـمُ غُبَـارِ الغـابِرِ
دانَــت مَنَــازلُهُم بنســبةِ قَـدرِهِ
فلـذاكَ مـا شـَهدُوا عَـوَالِى قَصـرِهِ
حَقــاً ولا عَرَفُــوا مَعَــارِفَ صـَدرِهِ
كَلاَّ ولاشـــَرِبُوا إذاً مـــن بَحــرِهِ
مـــع رَيّهِــم إلا كَنَبقَــةِ طــائو
شــَهِدَت طَــوِيَتُهُم بــذاك وقَـولُهُم
عَرفُــوهُ بالإذعـانِ إذ هُـوَ أصـلُهُم
فَعلِمــتُ ممَّــا قـد تَبَيَّـنَ فِعُلُهـم
أصــحابُه نِعــمَ الصـحابُ وفَضـلُهُم
بـــادٍ لكـــلّ مُماطِــلٍ ومُنَــاظِرِ
فبهـــم تــأسَّ وللهُــدى عَيِّنهُــم
وبفضـــلهم نَـــوِّه ولا تحزنهـــم
وبكّــلِ نــادٍ فـى الـوَرَى بَيِّنهُـم
وهـــو رُؤُوسُ الأوليـــاءِ ومنهــم
أقطــابٌ بَيــنَ مَيَــامِنٍ ومَيَاســِر
هـــذا مَــديحِى طَيّــبٌ ومَقَــالَتِى
لـكَ يا إماماً فى المكارِمِ قد فَتَىِ
فاســمع كَلاَمِــى شــاكراً لإشـارَتى
يـا مـن تَخصـَّصَ بالكرامـاتِ الـتى
عمّـــت بإجمــاعِ ونَــصِ تَــواتُراً
وجَــرت عُصــُورٌ فِــى مَـدّ آثارِهـا
ومَشـَى جميـعُ الخَلـقِ فـى أنوارِها
وهـم اسـتَظَلُّوا فـى مـأمَن دارهـا
وتَنًاقَــلَ الرُكبَـانُ فِـى أخبارِهـا
ســـِراً حَلَّــت لمُســامِرِ ومُســَافِرِ
أنـت الـذى أعلى المَعَالى قَد على
لــكَ سـؤدَدٌ بيـنَ الأعـاظم إذ غَلاَ
يـا مَـن لقلـبى مَدحُهُ الغالى حَلاَ
لمــا حَظَـوتَ وقلـتَ ذا قَـدَمى عَلاَ
كّــلِ الرِقــابِ بِجِــدّ عَـزم بـاتِرِ
وَمكَانَـةٌ لـك فِـى الكرامـةِ مكّنـت
وكـذا المعالمُ فِى العَوَالِم أعلَنُت
ووجُـوهُهُم لـك بالخضـوع لقـد عنت
مَــدَّت لهيبتـك الرِقـابُ وَأذ عَنَـت
مــن كــلِّ قُطــب غــائِبٍ وحاضــِرِ
مـا فـاتَ عـن ميثاقِ عهدكَ من نَكَل
كــلٌّ إليـك أتـى وبـالعُتَبى وكـل
ولـك الخُـوانُ وكُلُّهُـم منهـا أكـل
ونَشـَطت حيـن بَسطتَ فانقَبَضت لك آل
أقطــابُ بيــنَ مُعَاضــِدٍ ومُنَــاظِرِ
والخلـقُ أضـيافٌ علـى ذاك القِـرىَ
وبــك النُـزُولُ لأهـل بـدرٍ أوقِـرا
أنـت المليكُ المحضُ فانظر ما ترى
وعَنَـت لـك الأملاك مـن كّـلِ الـوَرَى
مــا بيــن مـأمورٍ لهـم أو آمِـرِ
عَيَّــت عيــونُ العــارفينَ كَلاَلَــةً
مِمَّـا بَلَغـتَ مـن الكَمـالِ ونَوالَـةً
إذ ليــس يحصـر منـك حَـدُّ إحالَـةً
وظَهَــرتَ فضــلاً وأحتجبــتَ جَلاَلَــةً
وعَلَــوتَ مجــداً فـوقَ كـلِّ مُعَاصـِرِ
ولشــأنِكَ الملكــوتُ صـارَ خَزَانـةً
فيُصـَانُ عـن دَرَكِ العُقُـولش صـِيَانَةً
ولــك الجــوارُ الأقــدسُ كنانَــةَ
وعَظُمــتَ قــدراً فـإرتَقَيتَ مكانَـةً
حـتى دَنَـوتَ مـن الكليـم الفـاخِر
فبـدا لـك الـوَجهُ المُقـدَّسُ مُسفِرا
ولِقيــتَ مـن بُشـرَى المُحِـبّ نَيّـراً
فرجَعـتَ عـن بَحـرِ الحقـائِقِ مُخبِراً
ورَقَيــتَ غايـاتِ الـولَلاَ مُستَبشـِراً
مــن ربّــكَ الأعلـى بخيـرِ بَشـَائِرِ
وعَلـوتَ تسـموا فـىِ البروجِ مُشيّداً
وسـَمَوتَ تَعلُـو فـى العُـرُوج مُؤَيّداً
فســكنتَ عرشــاً بالبقـاءِ مُمَهَّـداً
ولَقِيــتَ لمّــا أن ضــَنيتَ مُجَـرَّداً
وحَضــرتَ لمّــا غِبـتَ حَضـرة نـاظِرِ
فَنصـــَبتَ وجهــكَ للالَــهِ إنابَــةً
فشـربتَ مـن عَيـنِ الشـُهُودِ صـَبابَةً
فَبِجُــــودِهِ آلاكَ منـــه نَجَابَـــةً
فَشــَهِدتَ حَقــاً إذ شــَهِدتَ مَهَابَـةً
وكــذا شـُهُودُ الحّـقِ كشـفُ بَصـَائِرِ
مــن ذا يُؤَمّـلُ فِـى ثَنَـاءِ حَمِيـدِهِ
لــك أن يـرى أقصـا فـى تَعدِيـدِهِ
يــا مُرشـِداً يُصـغىِ لمـدح مُرِيـدِهِ
مَــدِيحِىَّ الطَوِيــلُ مُقَصـّرُ بِمُدِيـدِهِ
عـن بَحـر وَصـفِكَ بالعطـاءِ الوافِرِ
أنجِــد مُريــداً مـالَهُ قلـبٌ صـَفَا
وبعهــدِ مَــولاَهَ المُهَيمـنَِ مـاوفى
لكنّنِـــى مَــذ أرتَجِيــكَ تَعَطُّفَــا
أعــدَدتُ حبَّـكَ بعـد حُـبّ المصـطفى
والآلِ والأصـــحابِ خَيـــرَ ذخــائرِ
فــانظر إلـى فَقـرِىِ وَضـَعفِ صـِلتِىِ
بِعَظِيــمِ فَضــلِكَ لا لأجــلِ فَضـِيلَتِى
أنــت الـذى أشـكُوه داءَ عَلِيلَـتىِ
وجعلـتُ فيـكَ المـدحَ خَيـر وَسِيلَتَىِ
لِلــــهِ لا لإجـــازَةِ كالشـــاعِرِ
يـا شـَيخَ أربـابِ السـَمَاحَة سـَمحَةً
لِــدَخِيل بابـكَ وهـو يَرجُـو مِنحَـةً
فظننــتُ أنّــى لـن أخِيبـبَ رَوحَـةً
رَجُــوتُ مــن نَغَمـاتِ قربـك نَفحَـةً
يَحيَـى بهـا فـىِ العُمِـر مَيتُ حاضرِ
لأنـالَ فيـك الجـودَ من بعدِ الجفا
وأفُـوزَ بـالقرب المُـؤَزَرِ والصـَفَا
وأكـونَ فـى يـوم الحسـابِ مخفَّفـاً
ثـمّ الصـلاةُ علـى النَبِـى المصطفى
خيـــر الــوَرى مــن أوّل وآخِــرِ
قَطَـبَ الـذين إلـى الجليلِ تَقَرَّبُوا
فــإلَيهِ كــلُّ الأصــفِياءِ تَحَزَّبُـوا
فَتَوَســـلُوا بجنـــابِهِ وتَشــَبَّثوًا
فَلَـك الرِسـالةِ شَمَسـُها رُوحُ النُبُوّ
ةِ قُدســُهَا للحــقّ أشــرَفُ ناصــِر
فبمعجــزّ التنزيــل يظهـر فخـره
وبــدا فــأخفى كَــلَّ نَجـمٍ بَـدرُهُ
يـا مـن تحلّـى عنـد قلبـك ذكُـرهُ
فِــى حُبّـهِ قـل مـا تشـاءُ فَقَـدرُهُ
فـوقَ النظـامِ وفـوقَ نَـثرِ الناثِرِ
كــم أعيَــت فــى وصــفِهِ ســُلاَّكُهُ
بحـــرٌ عميـــقٌ أظلمــت أحلاكُــهُ
أنّــى يُعَــادُ وأيـنَ لـىِ إشـراكُهُ
والعجــز عــن إدُراكِــهِ إدراكُـهُ
وكـذا الهُـدى فيـه فنـون الحائر
فالواصــِفُونَ علــى سـواحِلِ بحـرِهِ
تـاهُوا حَيَـارَى فـى مَبَـادِىء فَخرِهِ
فلــذا أقُــولُ لمـادح فـى شـِعرِهِ
اللــهُ أنــزَلَ مَــدحُهُ فِـى ذِكـرِهِ
يتلَـى فمـاذا قـولُ شـِعرٍِ الشـاعِرِ
مـا خـابَ مـن بحنـابِهِ الأسمى لَجَا
فهـو الـذى مُلِئَت بِـهِ كـفُّ الرَجـا
وإذا إحتمـى بِحِمَـى وسـِيلَتِهِ نجـا
صـلّى عليـه اللهُ ما أبتسم الدُجا
عـن جَـوهَرِ الصـُبّح المُنيرِ السافِرِ
يــا قــدّسَ الرحمـنُ سـرَّ النـاظمِ
العـارفِ البحـرِ المحيـط العـالم
لازالَ مَحفُوفـــــاً بلُطــــفِ دائمِ
وتَعَــدُدِى مــن بحــرهِ المُتَلاطِــمِ
أمــــــواجُهُ بلآلئى وجَـــــواهِرِ
فأنــا الفقيـرُ لخـالقى بنُعُـوتىِ
وتَوَســـُّلىِ بجنـــابه اللاهُـــوتىِ
أن لاكـــسَ مــن المّــنِ ناســُوتِى
ويفكّنِــى عَــن ســِرّه الملكــوتى
لأنتــم مـن ذاك للعـبير العـاطر
يــا ربّ نَــوّر عــالمَ الجَبَرُوتـى
يــابَرُّ أنــزِل بــرَّكَ الرَحَمُــوتِى
وألُطُــف إلهـى باسـمك الرَهَبُـوتِى
وأغفـر لنـور الـدين ذا الأيتُوتِى
وارزَقَــهُ أصـفَى وَصـلِ مـاءٍ طـاهِرِ
يُنقيــهِ ذاك المـاءُ مـن أقـذارِهِ
يُبقِبــه ذاك الوَصـلُ فـى أنـوارِهِ
يَشـفِيهِ فـىِ الـدارَينِ مـن أكدارِهِ
يَكفِيـهِ فِـى الكَـونَينِ مـن أوزارِهِ
يُــؤوِيِه فِــى أعلـى مَقَـامٍ فـاخِرِ
وارحمـه فِـى الـدارَيَنِ مـع آبائِهِ
مــع تـابِعيِهِ ومـن دَعَـى بِـدُعائِهِ
وإغفِرلهـم يـا مَـن نَحيـىَ بِعَطَائِهِ
وببســـم اللـــه ثـــمّ ببَــابِهِ
وبِكَــامنِ الســِرّ الخَفِـىّ السـاتِرِ
نور الدين بن عبد الجبار بن نوري البريفكاني.علامة ملهم، ومدافع عن حقوق الكادحين، وحامي مصالح الفقراء والمساكين، ولد في قرية بريفكان، درس في قريته ثم رحل إلى الموصل طالباً العلم على علمائها الأفاضل،