
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بيـن أسـرين عشت عيش اضطرار
خاضــعا للأجســام والأقــدار
تلـك للـروح قـد قضت بالإسار
والأخيــرات حيّــرت أفكــاري
مـا نجـاتي وأيـن أين فراري
ظلمـات الضـلوع تزعـج قلـبي
هــي كالليـل لا يضـيء بشـهب
غيــر أنـى لمـا شـعرت بحـب
قلــت رفقـاً بقلـب عبـدك ربّ
كـــل حــب مخفــف أكــداري
هكـذا الحـب في القلوع شعاع
لمعــاني الجمـال فيـه اطلاع
رد فكـري عـن السـماء ضـياع
ولروحـي بعـد الوفاة ارتفاع
هـــي روحٌ تعــاق بالأقــذار
مـا تـرددتُ غيـر أنـى أعاني
خطــرات عرضــن فـي إيمـاني
والحيـاة الـتي جهلـت معانى
خلفيــات دقـت علـى الأذهـان
مـا دماغي الصغير ما أفكاري
ضـاع رأيـي وعشـت أجهل نفسي
وجهـادي مـا زادنـي غير بخس
إن امسـى وإن مـا قبـل أمسى
غـادراني على اعتقادي وحدسي
لم يغير مرّ الليالي اختباري
كـل مـا فـي حياتنـا كرمـوز
كــم بهـا مـن طلاسـم وكنـون
بــرزت للعقــول بعـض بـروز
بخفــاء فــي ســرها ولغـوز
وولــوع العقــول بالأســرار
فــي نفـوس الرجـال أمنيـات
ضـائعات علـى الـثرى بـاطلات
ليــت شــعري وكلهـا حسـرات
عنهــم مــا تفيـدهم رغبـات
حيــن غـابت حقـائق الأخبـار
يـا نيامـاً تحت التراب إلاما
لا تحيـرون عـن سـؤالي كلامـا
أضـــياء رأيتــم أم ظلامــا
أم رأيتـم فـي نـومكم أحلاما
لا تنـاموا قد لاح ضوء النهار
فـي لحـود القبـور صمتٌ عميقُ
حيـث محثى التراب منها يضيق
كـم حـبيب يـدعى فلا يسـتفيق
لـم يفـده مـن قبره التزويق
مـا كـثٌ فـي التراب والأحجار
أبلــت الأرض لحمــه وعظـامه
جسـد فـي فـم الفنـاء قضامه
هالـك لـم تفسده طول السلامه
إن بعضـا مـن الحيـاة سـآمه
فـي عنـاءٍ وبعضها في اعتبار
خالـدات أفكـاره فـي الفضاء
ســـامع مبصـــر بلا أعضــاء
جسـمه انهـد روحه في السماء
تتجلـى الأفلاك مثـل المـرائي
دونهـا وهـي كالضياء الساري
غـايه الابتـداء فـي منتهاها
هجــرت عــن ملالــة مثواهـا
زارت الأرض فــاختفت بثراهـا
ثـم طـارت فلا تراهـا تراهـا
طـائراً فـي السماء ذا أوكار
رشيد بن مطر الهاشمي البغدادي.شاعر عراقي، نهج في شعره طريقة معروف الرصافي، مولده ووفاته ببغداد، شارك في الأعمال الوطنية، وسجن في مطلع حياته وفر إلى البصرة ومنها إلى الحجاز فشارك في الثورة العربية 1916 وأكثر من الشعر فيها حتى لقب بشاعر الثورة، وتغير رأيه في القائمين بها، فرجع إلى الشام ثم إلى بغداد، وبعد تأسيس الحكم العربي في العراق، والى حملاته على بعض حكامه، وفقد عقله فأدخل مستشفى المجاذيب ببغداد ومكث نحو عشرين سنة وتوفي فيه. له (ديوان شعر- ط) صغير، جمعه وعلق عليه عبد الله الجبوري.