
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـذي الغزالـة سائرة
في الجو مثل الساحره
جـر الشـعاع وراءهـا
سـحبا كجـرّ القـاطره
كالظبيـة الظمياء في
بطـن البـوادى سادره
جمـع الغمـام لصيدها
أجنـــاده وعســاكره
قعـدت عليهـا بالضيا
ء فأصــبحت متنـاثره
كتفــرق الحملان فــي
رعـى الرياض الزاهره
ثــم انثنـت فتجمعـت
حيـث الغزالـة عابره
نصـبت حبائلهـا لكـي
تصـطاد تلـك الماكره
والجــو نضــد حولـة
أســـيافه وخنــاجره
فتصــارعا طـودين لا
هــذا ولا هـي ظـافره
لا ذاك أعيـاه الصـرا
ع وليـس هـذى عـاثره
طـورا يغنيهـا الغما
م وتـارة هـي طـاهره
وكأنهـا تحـت الرقـي
ق مـن الغمائم فاتره
أترجــة فــي دوحــة
بيـن الغصون الناضره
وتخلصــت مـن بعـدها
والمــر تحمـد آخـره
فمضــت تســير مجـدة
نحـو المغـارب نافره
فتحــدرت فــي لجّــةٍ
بميـاه تسـبر زاخـره
فتصــاعدت قطراتهــا
نحـو الأعـالي طـائره
كســهام تـبر أرصـدت
خيلا أتتهــا غــائره
والغــرب حـرك عطفـه
طربــا وفـتر نـاظره
وأتــى يرحـب بـالتي
طرقتــه تضـحك زائره
أهلا ببنـت النـور يا
ذات الخلال الطــاهره
هــذى نوادينـا لقـد
امسـت بنـورك عـامره
يـا غـرب لا تهلك اسىً
إنــى عليـك محـاذره
هـذى الغمـائم أنهكت
جسـمى ولـى معها تره
إن الغمــام عــدونا
ولقـد زهـدت بـوادره
اومــا سـمعت رعـوده
أو مـا رأيـت قنابره
يـا شـمس وشـى ذيلـه
بـالنور منـك مقامره
عــن الغمـائم كلهـا
عقـدت عليـك مـؤامره
الان قــد ولـد الهلا
ل وهـل يطيـق مناصره
ووراءنا الليل الطوي
ل وقـد نمـلّ أواخـره
يا شمس هذا الشرق قد
بــات الظلام مجـاوره
فبكــى عليـك تاسـفاً
وأذاب فيــك محـاجره
دع عنـك ذكـراه فمـا
تجـديك فيـه محـاوره
الشـرق يعلـو وهو لي
كفــو ولسـت بغـادره
إن غبـت عنـه سـويعة
فلسـوف أرجـع صـاغره
رشيد بن مطر الهاشمي البغدادي.شاعر عراقي، نهج في شعره طريقة معروف الرصافي، مولده ووفاته ببغداد، شارك في الأعمال الوطنية، وسجن في مطلع حياته وفر إلى البصرة ومنها إلى الحجاز فشارك في الثورة العربية 1916 وأكثر من الشعر فيها حتى لقب بشاعر الثورة، وتغير رأيه في القائمين بها، فرجع إلى الشام ثم إلى بغداد، وبعد تأسيس الحكم العربي في العراق، والى حملاته على بعض حكامه، وفقد عقله فأدخل مستشفى المجاذيب ببغداد ومكث نحو عشرين سنة وتوفي فيه. له (ديوان شعر- ط) صغير، جمعه وعلق عليه عبد الله الجبوري.