
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضـاءت بـروق الأمـاني أيهـا العرب
فلتشـحذ الـبيض ولتجنب لها النجب
ولتنتبـه أمـة أخنـى الزمـان على
آدابهـــا فهـــي لا علــم ولا أدب
تحكــم الخصـم حـتى فـي ديانتهـا
فــالعرض يهتــك والأمـوال تنتهـب
يـا للرجـال ويـا للصـيد مـن مضر
ضـاع العزيـزان ديـن الله والحسب
ايـن الحميـة بـل اين الشهامة بل
أيــن الشـجاعة والهنديـة القضـب
أيـن الألى تزأر الدنيا اذا زأروا
ويغضــب اللــه والأملاك إن غضـبوا
قـوم بنـوا فـي جبين الدهر مجدهم
فظــل يشــدو بــذكراهم ويضــطرب
كــأنه فاقــد إلفــا يحــنّ لــه
حــتى يكــاد مـن الأشـواق يلتهـب
كــأنه مــر فــي أبنـائهم سـحراً
فـراح والـدمع مـن عينيـه منسـكب
مـن بعـدما نهضوا للمجد قد هبطوا
يعلـوهم المهلكـان اللهـو اللعـب
فـي ذمـة اللّـه عهد العرب إن لهم
يومـا بـه تفخـر الـدنيا وتعتجـب
يومـا بـه أمسـت الغـبراء غانيـة
يزينهـا الغالبـان العلـم والنشب
تجلبــت بـالعلوم الغـرّ وابتهجـت
فمعظـم الفضـل منهـا اليـوم مطلب
لا أنسـى بغـداد لا أنسـى معاهـدها
حيـث المـدارس فـي أطلالهـا العجب
نــوادبٌ حيــث لا مــن سـامع فطـن
حــواطبٌ حيثمـا لـم تنفـع الخطـب
يشـرحن مـا خلّـف الآبـاء مـن أثـر
بـاق بـه تنبـاهى السـبعة الشـهب
للّـه أشـكو بنـى قومى قد اعتكفوا
علـى التخـاذل فاجتـاحتهم النـوب
فهــم بحــرب ضـروس بـات يوقـدها
عـدوهم بينهـم يـا بئس مـا جلبوا
هل يصنع الخصم كيدا مثل ما صنعوا
أو يلعب الدهر فيهم مثل ما لعبوا
إن الشـعوب اذا اشـتد الخصام بها
فإنهــا عــن صـروح العـز تنقلـب
قـل للـذي ضـل عن نهج الرشاد الا
لا يخــدعنك فلــسٌ ضــمنه العطــب
أمســى يحـارب أهليـه لينصـر مـن
يرشــوه إنــك يــا هـذا لمقتضـب
إليــك ويلــك عمـن أنـت خـاذلهم
ولــم يكـن لـك فـي خـذلانهم سـبب
غلا الشــقاء وثـوب الخـزى تلبسـه
مـا عاشـت الأمتـان الـترك والعرب
واهـا عليـك وواهـا منـك انـك إن
ثــار العجــاج فلا نبــعٌ ولا غـرب
هـذا الـبراز وهـذى البيض واليلب
إن كنــت للعــرب والإسـلام تنتسـب
قام الشريف الحسين ابن النبي على
أعــدائنا بجيــوش للـوغى وثبـوا
وحـاربوا الخصـم حـتى عاد منكسراً
وراءه الماحقــان السـيف والسـغب
للّــه مكــة إن حــلّ العـدو بهـا
كأنهــا لهــبٌ فــي وســطة حطــب
وأهلهـا الشـم حفـاظ الحقيقـة ما
ذلــوا لغيرهــم يومـا ولا كـذبوا
اســدٌ إذا وثبـوا جـنّ إذا ركبـوا
نـارٌ إذا غضـبوا بـرقٌ إذا طلبو ا
لهـم نفـوس الـى العليـاء طامحـة
والمجــد أم لهــا والمكرمـات أب
وهمــة عــن طلاب العـز مـا ونيـت
يقودهــا الموصـلان الجـد والتعـب
يـا ابـن السعود تقدم للقتال ولا
ترهـب سـواد العـدا لا خانك الرهب
جـرد مـن العـزم سيفا قد رقشت به
ىـي العلـى فازدهت من فعله الكتب
والبـس مـن الصـبر درعا لا يمضّ به
رمــحٌ فكــل حصــين دونــه خــرب
انصـر أخـا هاشـم عل الصدوع التي
فــي جســم يعـرب والإسـلام تنشـعب
بغــداد باكيــة والشــام شـاكية
والقــدس مرتهــب للشــر مرتقــب
لا تبخلــنّ بــروحِ أنــت حاملهــا
فـالموت يا شهم في نيل العلى ضرب
رحمـاك رحمـاك طـال الإنتظـار بنا
وكــاد ينفــد منـا الصـبر وألأدب
رشيد بن مطر الهاشمي البغدادي.شاعر عراقي، نهج في شعره طريقة معروف الرصافي، مولده ووفاته ببغداد، شارك في الأعمال الوطنية، وسجن في مطلع حياته وفر إلى البصرة ومنها إلى الحجاز فشارك في الثورة العربية 1916 وأكثر من الشعر فيها حتى لقب بشاعر الثورة، وتغير رأيه في القائمين بها، فرجع إلى الشام ثم إلى بغداد، وبعد تأسيس الحكم العربي في العراق، والى حملاته على بعض حكامه، وفقد عقله فأدخل مستشفى المجاذيب ببغداد ومكث نحو عشرين سنة وتوفي فيه. له (ديوان شعر- ط) صغير، جمعه وعلق عليه عبد الله الجبوري.