
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعــدت جبانــا بعــدما كنـت قسـورا
فأصــبحت مأســورا وكنــت المؤســرا
عهـــدتك ذا بـــاس شـــديد وصــولة
كســرت بهــا كســرى ودمــرت قيصـرا
ولمــا ملكــت الأرض وانقــاد أهلهـا
لبأســـك خـــاطبت الغمــام مــذكرا
لا يــا غمــام الجـود فـالأرض أرضـنا
علــى كــل غـبراء اذا شـئت فـامطرا
فلبـــاك مرتاعـــا وحـــل بقلبـــه
مــن الرعـب بـرقٌ عـاد فيـه مزمجـرا
وســحت مــآقيه تســيل علــى الـثرى
فاصــبح منهــا أغــبر الأرض أخضــرا
تيقنــت أن الشــعب لا يبلــغ المنـى
إذا لــم يبــت نحـو العلـوم مشـمرا
أهــارون لــو تــأتى فتبصــر أمــة
قـد انغمسـت فـي أبحـر الجهـل أدهرا
أهــارون ربـع العـز بعـدك قـد غـدا
محيلا وربـــع الـــذل بــات معمــرا
أهـــارون لانهـــرا أرى لــك إننــي
عهـــدتك أجريــت البســيطة أنهــرا
ونحـــن اذا قمنـــا نـــري تقــدما
يؤخرنــا الــدهر الخــؤون إلـى ورا
كشـيخ كسـاه الـدهر ثوبـا مـن الضنى
اذا قـــام يمشــى للأمــام تقهقــرا
أغــارت علينــا النائبــات فـأوهنت
عرائمنـا مـن قبـل مـا الصـبح نـورا
نؤمـــل منجـــاة ونرجـــو تخلصـــا
بشــهم اذا مــا أورد الأمــر أصـدرا
فمــن مبلــغ الأوطــان عنــى قصـيدة
بأحشــــائها جمـــر الكلام تســـعرا
فــإن الــذي قــد كـان خلفكـم غـدا
أمــامكم يطــوى المهــامه والقــرى
وقـد جـاوز الـدار الـتي كنتـم بهـا
وحـل الثريـا بعـد أن كـان في الثرى
فقوموا اندبوا ربع العلى مهبط التقى
محـط الهـدى مـأوى الفتى منزل القرى
ونوحــوا علــى دار الســلام ومجـدها
ببغــداد إن المجــد مــات فـأقبروا
عســى صـرخة تحيـى ابـن بغـداد إنـه
عــن العلـم والعرفـان ولـى وأدبـرا
قضــى بيــوت الجهــل الــذل عاكفـا
فأمســى عليــه النــذل حـرا مـؤمرا
اذا هــو لــم يبــد التــذلل قـاده
علــى فضــله للســجن رغمــا محقّـرا
اذا كــان حــراس الــديار جميعهــم
لصوصـا فمـاذا نعمـل اليـوم يـا ترى
عجبــت لــذئب بــات يرعــاه ثعلــبٌ
ومــن أســد لـم يجـن نابـا وأظفـرا
فــذلك عنــد النـوم حـلّ بـه الـردى
وذا وهـــو يقظـــان بمــوت تحســرا
رشيد بن مطر الهاشمي البغدادي.شاعر عراقي، نهج في شعره طريقة معروف الرصافي، مولده ووفاته ببغداد، شارك في الأعمال الوطنية، وسجن في مطلع حياته وفر إلى البصرة ومنها إلى الحجاز فشارك في الثورة العربية 1916 وأكثر من الشعر فيها حتى لقب بشاعر الثورة، وتغير رأيه في القائمين بها، فرجع إلى الشام ثم إلى بغداد، وبعد تأسيس الحكم العربي في العراق، والى حملاته على بعض حكامه، وفقد عقله فأدخل مستشفى المجاذيب ببغداد ومكث نحو عشرين سنة وتوفي فيه. له (ديوان شعر- ط) صغير، جمعه وعلق عليه عبد الله الجبوري.