
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلـى كـم تصـول الرزايـا جهارا
وتوسـعنا فـي الزمـان انكسـارا
فيا من على الدهر يبغي انتصارا
إذا ضـامك الـدهر يومـا وجـارا
فلـذ بحمـى أمنـع الخلـق جـارا
تمســك بحبــل الصــراط السـويّ
أخـي الفضـل رب الفخـار الجلـي
أمـام الهـدى ذي البهـاء البهي
علـــي العلــي وصــنو النــبي
وغيــث الــولي وغـوث الحبـارى
جمــــال الجلال جلال الجمــــال
جميـــل الخصــال حميــد الخلال
بعيــد المنــال عـديم المثـال
هزبــر النــزال وبحـر النـوال
وبــدر الكمـال الـذي لا يـوارى
بـــه المجــد نــال علا رتبــة
وزان بــه الحلــم فــي هيبــة
ومـــا رد راجيــه فــي خيبــة
لـــه ردت الشــمس فــي طيبــة
علـى عهـد خيـر البرايـا جهارا
أبـــان الإلـــه بهـــا أمــره
وأعلــــى بتكريرهـــا قـــدره
ففــي يــثرب قــد جلــت ذكـره
وفـــي بابـــل فقضـــى عصــره
أداء ففــاق البرايــا جهــارا
علا شـــوقها لســـناه الســـني
فــردت تحيــي المحيــا الوضـي
ففـي الحـالتين اكتسـب خيـر زي
وردت لــه ثالثــا فــي الغـري
تــرى قبــة البســوها نضــارا
فيـــا قبـــة زانهـــا مشــهد
لمــن نضــله الــدهر لا يجحــد
ســنا نورهـا فـي السـما يوقـد
هـــي الشـــمس لكنّهــا مرقــد
لظــل الميمــن جــل اقتــدارا
هـي الشـمس مـن غيـر حـر يـذبب
ولا ضـــير للمنتــأي والقريــب
لقــد طالعتنــا بــأمر عجيــب
هــي الشــمس لكنهــا لا تغيــب
ولا يحسـد الليـل فيهـا النهارا
هــي الشــمس جلّــت ظلام العنـا
وبشــــرنا ســـعدها بـــالمنى
فلا الليـــل يســترها إن دنــا
ولا الكســف يحجـب منهـا السـنا
ولــم تتخــذ بـرج نحـس مـدارا
هــي الشــمس تبهـر فـي حسـنها
وتهـدي لنـا اليمـن فـي يمنهـا
وتمحـو دجـى الخـوف فـي أمنهـا
هـي الشـمس والشـهب فـي صـحتها
قناديلهـا ليـس تخشـى اسـتتارا
بـــدت وهـــي تزهـــو بتربــة
منمنمـــــــة أرجوانيـــــــة
شـــــقيقة حســــن شــــقيقية
عــــروس تحيــــات بورديــــة
ولـم تـرض غيـر الـدراري نثارا
هـوت نحوهـا الشـهب غـب ارتفاع
لتعلــو بتقبيــل تلـك البقـاع
ولـم تـرض عن ذا الجناب اندفاع
فهــا هـي فـي تربهـا والشـعاع
جلاهـــا لعينيـــك درا صــغارا
عـــروس ســبت حســن بلقيســها
وعــم الــورى ضــوء مرموســها
زهـــت فزهــا حســن ملبوســها
بـــدت تحــت أحمــر فانوســها
لنــا شــمعة نورهــا لا يبـارى
هــو الشــمع ضـاء بـأبهي نمـط
وقـــد قميــص الــدياجي وقــط
كفانــا سـنا النـور منـه فقـط
هـو الشـمع مـا احتـاج للقط قط
ولا النفــخ أطفــأه مـذ أنـارا
جلا للمحــــب دجــــى كربــــه
وأهــدى الضــياء إلــى قلبــه
ترفـــرف شـــوقا إلــى قربــه
ملائكـــة العـــرش حفـــت بــه
فراشــا ولـم تبـغ عنـه مطـارا
فيــا قبــة سـاد منهـا المحـل
بعــــز فــــتى للأعـــادي أذل
ولا عجــب حيــن فيهــا اســتقل
هــي الــترس مــن ذهـب يسـتظل
بـه فـارس ليـس يخـثى الشـفارا
غمامـــة تـــبر جلـــت غمّـــة
أظللــت وكــم قــد هــدت أمـة
ومرجانــــة بهــــرت قيمــــة
وياقونــــة خرطــــت خيمــــة
علــى ملــك فــاق كسـرى ودارا
كجوريـــة قـــد ذكــت ممطــرا
وكالجلنــــار زهـــا منظـــرا
وورد شــــقيق ســـما مفخـــرا
وحـــق عقيـــق حـــوى جــوهرا
تخطــى الجبـال وعـاف البحـارا
عقيــق يفــوق الحلــى فـي حلاه
غـــداة تســـامى بـــأعلى علاه
إلــى حيــدر ليـس يبغـي سـواه
ولــم يتخــذ غيــر عـرش الإلـه
لـــه ممــدنا وكفــاه فخــارا
فكــم قــد عرتنــا بهـا زهـوة
لــدى ســكرة مــا لهــا صـحوة
فقلـــت وبـــي نحوهــا صــبوة
حميـــا الجنــان لهــا نشــوة
تســر النفـوس وتنفـي الخمـارا
فيـا لـك صـهباء فـي ذا الوجود
تجلـــت أشــعها فــي الســعود
تـرى عنـدها النـاس يقظـى رقود
إذا رشـــفتها عيــون الوفــود
تراهـم سـكارى ومـا هـم سـكارى
هـي الطـود طـالت بـأعلى العلى
ولــم تــرض غيـر اسـها منـزلا
غـــدت لعلــي العلــى مــوثلا
عجبــت لهــا إذ حــوت بــذبلا
وبحــرا بيـوم النـدى لا يجـاري
فيـا أيهـا التـبر قـدك اغتنـم
فخــارا وركــن العلـى فاسـتلم
فمــا زلــت أطلــب برهـان لـم
وكنــت أفكــر فــي التـبر لـم
غلا قيمـــة وتســـامى فخـــارا
وكيـــف غـــدا وهــو مســتطرف
وبيــــن الســـلاطين مســـتظرف
مطـــل علـــى هـــامهم مشــرف
إلــى أن بــدا فوقهــا يخطــف
النـواظر مهمـا بـدا واسـتنارا
فنـــم تســـامى إلـــى رتبــة
تســــامت ونــــال علا نســـبة
ولـم يخـش فـي الـدهر مـن سـبة
ومــا يبلــغ التــبر مـن نبـة
بهـا عـالم الملـك زاد افتخارا
فيــا قبــة نلــت عــزا وجـاه
وعيـن النضـار بـك اليـوم تـاه
ومـع نورهـا فهـي عيـن الحيـاه
ومـــذ كـــان صــاحبها للإلــه
بــدا أبــدا نعمــة واقتـدارا
يــرى الركــب إن ضــل هـاديهم
يـــدا فــي عســلاها تنــاديهم
بهـــا آيــة الفتــح تهــديهم
يــد اللــه مــن فـوق ايـديهم
بــدت فــوق سـرطوقها لا تـوارى
يــد ربــح الوفــد فـي سـوقها
تــرى البــذل أحســن ممشـوقها
تســـامت علـــى أوج عيوفهـــا
وقـــد رفعــت فــوق ســرطوقها
تشــير إلــى وافــديها جهـارا
هلمــوا لمـن سـاد أهـل النهـى
هلمــوا إلــى ســدرة المنتهـى
هلمـوا الـى ذي النـدى والبهـا
هلمــوا إلـى مـن يفيـض اللهـى
ويــردى العــدى ويفـك الأسـارى
تضـــرّع تطلـــب نيــل المنــى
لمــن أمهــا واثقــا بــالغنى
وتثنـــي أناملهـــا بالثنـــا
وتــدعو إلــه الســما بالهنـا
لمــن زار اعتابهــا واسـتجارا
فيــا لــك كفــا تكـف الهمـوم
وتــدفع عنــا العنـا والغمـوم
فهيهــات تسـمو اليهـا الغيـوم
قــد اتصــلت بــذراع النجــوم
وقــد صـافحتها الثريـا جهـارا
بـــدت وهــي مخضــوبة للهنــا
بغـال مـن التـبر عـالي السـنا
إلــى حســنها كــل طــرف رنـا
وكــف الخضــيب لهــا قـد عنـا
غـداة اختفـى وهـي تبـدو نهارا
عــروس عليهــا الجمـال اعتمـد
وفــي حســنها جــاوزت كـل حـد
زهـــت بلــى وصــفها لا يحســد
قلائدهــا الشــهب والنجــم قـد
غــدا شــنفها والهلال السـوارا
عــروس أمــاطت لـدينا اللثـام
فجلـــى ســناها ديــاجي الظلام
تطوفهـــا عـــروة لا انفصـــام
وبـــالآي خــوف عيــون الأنــام
ممنطقــة قــد بــدت كالعـذارى
فيـا لـك شمسـا سـمت عـن أفـول
ونــز هـا الفخـر عـن ان تـزول
فمــاذا عســى فـي علاهـا أقـول
غلــت فـي السـمو فظـن الجهـول
بــأن لهــا عنـد كيـوان ثـارا
ألــم تنظــر الأنجـم الزاهـرات
مـدى الـدهر مـن نورهـا غائرات
فـأنى لهـا الثـار في السائرات
وكيـــف وكيـــوان والنيـــرات
بهـا مـن صـروف الزمان استجارا
فيــا كعبــة قـد ترامـوا لهـا
حجيجــا وقــد أمنــوا هولهــا
ســمعوا نحوهــا فحبـوا طولهـا
تــرى لوفــود النــدى حولهــا
طوافــا بأركانهــا واعتمــارا
هـي القصـر فـاقت جميـع القصور
وأضـحى لهـا المجـد حصـنا وسور
فللجوســق الفــرد عنهـا حسـور
وفـي قصـر غمـدان بـان القصـور
غـــداة تجلـــت وان عــز دارا
علا فـــي الملا شــأن ديوانهــا
وســامى الســما فـرع صـيوانها
فــدع فــي العلا ذكـر كيوانهـا
ومهمــا بــدا طــاق إيوانهــا
أرانـــا الإلـــه هلالا أنـــارا
كضـــوء شـــهاب بــدا ثاقبــا
غــدا لمريــد الــردى صــائبا
ولمــا علا فــي العلــى ذاهبـا
لعيـــن ذكـــاء غــدا حاجبــا
بنــور أحــال الليـالي نهـارا
حســـام لعمــر العــدى حاصــد
وقـــوس لطيــر المنــى صــائد
هلال بــــأفق البهـــا صـــاعد
هلال الســــماء لــــه حاســـد
لـــذلك دق وأبـــدى اصــفرارا
يزيـــد ســناه مــدام المــدى
ولا يعــرف النقــص مهمــا بـدا
يســر الــولي وينكــي العــدا
هلال لصــــوم وفطــــر غــــدا
لهـــذا يســر ويســمو فخــارا
فيــا مـؤمن الطـاق سـر طائعـا
إلــى طاقهــا واســتلم خاشـعا
ألـــم تــره بالســنا ســاطعا
لــه طــاق كســرى غـدا خاضـعا
وقـد شـق مـن غيظـه حيـن غـارا
هلال علا قــــط لــــم يكســــف
ولـــم يســـتر ولـــم يختـــف
بـــه وبهـــا لاح مـــر خفـــي
ولمــا بــدا لـي النـاران فـي
حماهـا الـذي في العلى لا يبارى
رأيــت عجيبــا بــديع الحلــى
وشـــاهدت مـــرءى لعينــي حلا
وأبصــرت أمــرا غــدا مشــكلا
رأيـــت الغرييــن بــالتبر لا
بقــان مـن الـدم أمسـى ممـارا
ممــا كــان جلاهمــا الاعتبــار
ونســران طــارا بــأعلى مطـار
همــا الفرقـدان بـأوج الوقـار
همــا الهرمــات بمصـر الفخـار
أبانــا عجــائب ليســت تمـارى
همــا ســمهريا قلــوب الأعـادي
همـا غصـنا روض مـردي المعـادي
همـا شـمعتا زيـن أهـل النوادي
همــا اصـبعا يـد نيـل الأيـادي
فكـم أغنتـا مـن تشـكى افتقارا
عمـــودان كـــل ســـناه ســما
أنافــا بخيمــة حــامي الحمـى
فقــل حيـن شـمت السـنا منهمـا
عمـــودا صـــباح ولكــن همــا
معــا صـادقان لنـا قـد أنـارا
فيــا قبــة نورهــا قــد زهـا
إلــى حســنها كــل طــرف سـها
يحــف بهــا مــن صـنوف البهـا
أحـــاطت بهـــا حجــرات بهــا
نقـــوش بزينتهـــا لا نبـــارى
لزهــر الكــواكب قــد ســامرت
علا ولأنوارهــــــا نــــــاظرت
ولمــا لأعلــى الســما جــاورت
لأطلــــس أفلاكهــــا فــــاخرت
بموشــي بـرد بـه الطـرف حـارا
عجـــائب نقـــش ســـوى انهــا
بأوصــافها حــار أهــل النهـى
ورود ســـما ضـــاعفت حســـنها
أزاهـــــــر روض ولكنّهــــــا
أبــت منـة السـحب إلا اضـطرارا
فكــم هــام فــي حسـنها ناسـك
وكــم مــن حســود بهــا هالـك
تريــك الســنا والــدجى حالـك
فثغـــر الأقــاحي بهــا ضــاحك
وإن لـم يـرق جفـن مـزن قطـارا
بهــا وجنـة الـورد ذات اخضـلال
وسوســنها الغـض زاهـي الجمـال
ونوّارهــــا وصـــفه لا ينـــال
ونرجســــها طرفـــه لا يـــزال
يلاحـــظ للحـــب ذاك المــزارا
طـــراز يـــرف علـــى رفـــرف
ســـما حســـنه كــل ذي زخــرف
بــدائع فــي الوشـي لـم توصـف
كوشــي الحبــاب وكالوشــم فـي
معاصــم بيــض جلتهـا العـذارى
حكــت جنــة الخلــد لمـا بـدت
عليهــا طيــور الهنــا غــرّدت
عليهـــا الأرائك قـــد نضـــدت
وقــد أخجلــت أرمــا فاغتــدت
محجبـــة لا تميـــط الخمـــارا
حمــام المعــارف فيهــا يحـوم
وتزهـــو بطلابهـــا كـــالنجوم
بهـا الـذكر يجلى وتنسى الهموم
بهــا الآي تتلـى وتحـى العلـوم
فيشـفي غليـل القلـوب الحيـارى
إلــى نارهــا مـذ عشـت مقلـتي
وغبــت عــن الحــس فـي حضـرتي
أقــول ولــم أخــل مــن خجلـة
هـي النـار نـار الكليـم الـتي
عليهـا الهـدى قـد تبـدى جهارا
ألا يــا لهيـف لهـا الآن فاصـرخ
ومـن عرفهـا المسـك طيبـا تضمّخ
وطـف حولهـا تعـل قـدرا وتشـمخ
تبــدي ســناها عيانــا فــأرخ
آنســت مـن جـانب الطـور نـارا
نصر الله بن الحسين الموسوي الحائري، أبو الفتح.فاضل إمامي، كان مدرساً في الحائر مغرى بجمع الكتب، سافر مرات إلى إيران لتحصيلها، وقيل: اشترى في أصفهان، ايام سلطنة نادر شاه، زيادة على ألف كتاب صفقة واحدة، ووجد عنده من غريبها ما لم يكن عند غيره، وكان أديباً شاعراً، وأرسل في سفارة عن حكومة إيران إلى القسطنطينية، فقتل فيها، وقد تجاوز عمره الخمسين.له (ديوان شعر) وتآليف منها: (آداب تلاوة القرآن)، و(الروضات الزاهرات) في المعجزات، و(سلاسل الذهب)، ورسالة في (تحريم التتن).