
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــذا الـذي ضـمن القـرآن مـدحته
هــذا الـذي ترهـب الأسـاد صـولته
هـذا الـذي تحسـد الامطـار راحتـه
هـذا الـذي تعـرف البطحـاء وطأته
والــبيت يعرفــه والحـل والحـرم
هـذا ابن من زينوا الدنيا بفخرهم
وأوضـحوا ديننـا فـي صـبح علمهـم
وأخصـبوا عيشـنا فـي قطـر جـودهم
هـذا ابـن خيـر عبـاد اللـه كلهم
هـذا النقـي النقـي الطاهر العلم
هـذا الذي لم يخب في الدهر قاصده
هـذا الـذي لـم يكـذب قـط حامـده
هـذا الذي ما ونى في الحرب ساعده
هـذا الـذي أحمـد المختـار والده
وابـن الوصـي الذي في سيفه النقم
هـذا الـذي ليس يحكي البحر نائله
هـذا الـذي كـرم البـاري فضـائله
وشــابه الزهــر الزاهـي شـمائله
هـذا ابـن فاطمـة ان كنـت جـافله
بجــده أنبيـاء اللـه قـد ختمـوا
هـذا الـذي حـل منه في العدى كمد
هـذا الـذي للمـوالي دائمـا عضـد
هـذا الـذي مـا حـوى إقـدامه أسد
هـذا ابـن حيـدرة الكـرار لا أحـد
إلا بهــذا عليــه الفضـل والكـرم
هـذا الـذي إن يصـل فـالله عاضده
هـذا الـذي ان يقـل فالذكر شاهده
هــذا الـذي جحـد الرحمـن جاحـده
هــذا علــي أميــن اللـه والـده
أمســت بنـور هـداه تهتـدي الأمـم
هــذا الــذي نــثرت درا براعتـه
وحيّـــرت كــل ذي عقــل براعتــه
ومــن قلاه فلــم تربــح بضــاعته
هـذا الإمـام الـذي ترجـى شـفاعته
يـوم المعـاد إذا ما النار تضطرم
هــذا الـذي ذاب منـه قلـب حسـده
هـذا الـذي فاض بحر الجود من يده
هـذا الـذي قـط لـم يكـذب بموعده
مــا قــال لا قــط إلا فـي تشـهده
لــولا التشــهد كــانت لاءه نعــم
هـذا الـذي منه سيف الحق قد شحذا
هـذا الـذي مـن رجاه لم يصبه أذى
ومـن يعـاديه في النيران قد نبذا
مـن يعـرف اللـه يعـرف أوليـة ذا
فالـدين مـن بيـت هـذا ناله الأمم
كالبـدر يزهـر والظلما قد اعتكرت
كالغصـن يهـتز إذ ربح الثنا خطرت
كـالطود يثبـت الأرمـاح قـد شـجرت
ينمـى إلـى ذروة العـز التي قصرت
عــن نيلهـا عـرب الإسـلام والعجـم
هـذا ابـن من قط لم تحجب فضائلها
مـن ذا يفاخرهـا مـن ذا يسـاجلها
هـذا ابـن من عم كل الناس نائلها
إذا رأتــه قريــش قــال قائلهـا
إلــى مكـارم هـذا ينتهـي الكـرم
هـذا الـذي فـاقت الأقمـار طلعتـه
هـذا الـذي ألسـن التنزيـل تنعته
مـن ليـس ترقـا لخـوف الله دمعته
مشــتقة مــن رسـول اللـه نبعتـه
طــابت عناصــره والخيـم والشـيم
هـذا الـذي فـاق قسـا فـي فصاحته
وفــاق حــاتم طــي فــي سـماحته
فهـل درى الـبيت مـن بمشي بساحته
يكـــاد يمســكه عرفــان راحتــه
ركـن الحطيـم إذا مـا جـاء يستلم
تـاهت عقـول الـورى في حسن سيرته
حــارت عيــونهم فـي حسـن صـورته
إذا أتــى نحـوه العـافي بحـاجته
يغضــي حيـاء ويغضـى مـن مهـابته
فلا يكلــــم إلا حيــــن يبتســـم
فـي قـوله قـول كـل النـاس متفـق
وفــي محيــاه بـدر الحسـن متسـق
وفــي شـذاه أريـج المسـك منتشـق
فــي كفــه خيــزران ريحــه عبـق
مــن كــف أروع فـي عرينتـه شـمم
برغـــم مبغضــه الرحمــن كمّلــه
وبالبهـــاء وبـــالأنوار جمّلـــه
وللعلــــوم اللـــدنيات حملـــه
مــن جـده دان فضـل الأنبيـاء لـه
وفضــل أمتــه دانــت لــه الأمـم
هـذا الـذي قـدره فوق السماك سما
هـذا الـذي لم يزل بالمجد مبتسما
يمينـه لـم تـزل تهمـي لنـا كرما
كلتــا يــديه غيـاث عـم نفعهمـا
يســتو كفــان فلا يعروهمــا عـدم
مفخــم كــل مـن فـي الأرض شـاكره
مكـــرم خــالق الأكــوان ناصــره
مهــذب مــا لــه مثــل ينــاظره
ســهل الخليقــة لا تخشـى بـوادره
يزينـه الخصـلتان الخلـق والكـرم
مـن معشر عن عظيم الجرم قد صفحوا
حسـاده قـط مـا فـازوا ولا ربحـوا
أتبـاعه فـي بحار الجود قد سبحوا
حمــال أثقـال أقـوام إذا قـدحوا
حلــو الشـمائل تحلـو عنـده نعـم
قلــوب أهــل الـولا طـرا أسـيرته
وكيــف لا وهـو قـد طـابت سـريرته
وشــابهت ســيرة المختـار سـيرته
لا يخلــف الوعــد مـأمون نقيبتـه
رحــب الفنـاء أريـب حيـن يعـتزم
لـه الفضـائل في الدارين قد جمعت
ومـن محيـاه شـمس الـدين قد طلعت
ورايـة الجـود فـي كفيـه قد رفعت
عــم البريــة بالإحسـان فانقشـعت
عنهــا القتــارة والإملاق والعـدم
فـي حسـن بـاطنه مـع حسـن ظـاهره
قـد فـاق فهـو فريـد فـي مفـاخره
ففضــله ليــس ذو علــم بحاصــره
فليــس قولــك مــن هـذا بضـائره
العـرب تعـرف مـن أنكـرت والعجـم
مبجــل مــن أنــاس عــز جــارهم
قـوم سـمت فـوق هـام النجم دارهم
وشــاع فــي سـاير الآفـاق مـدحهم
مــن معشــر حبهــم ديـن وبغضـهم
كفـــر وقربهــم منجــى ومعتصــم
الســيف والرمــح والأقلام تخــدمه
واللـه مـن كيـد مـن عاداه يعصمه
قـد سـر قلـب الصفا والحجر مقدمه
لـو يعلـم البيت من قد جاء يلثمه
لظـل يلثـم منـه مـا وطـى القـدم
مـن معشـر أوضـح البـاري محتجهـم
وأحكـم اللـه فـي القـرآن حجتهـم
ولـم يـزل قارنـا بالصـدق لهجتهم
ان عـد أهـل التقـى كانوا أئمتهم
أو قيـل مـن خير كل الخلق قيل هم
المؤمنــون جميعــا تحـت رايتهـم
قـد أبصـروا بصـباح مـن هـدايتهم
وقـد رعـوا فـي ريـاض من رعابتهم
لا يســتطيع جــواد بعــد غـايتهم
ولا يـــدانيهم قــوم وإن كرمــوا
أفعـالهم بـالتقى والرشد قد وسمت
همـاتهم قـد علـت فوق السها وسمت
بيـن النـدى والـوغى أيامهم قسمت
هـم الغيـوث إذا مـا أزمـة أزمـت
والأسـد أسـد الشـرى والبأس محتدم
لا يثمــر الرشــد إلا غصـن هـديهم
لا يطلــع الســعد إلا أفـق مـدحهم
لا يذبــح الفقــر الا سـيف بـذلهم
لا ينقـص العسـر بسـطا مـن أكفهـم
سـيان ذلـك إن اثـروا وإن عـدموا
قـد طـرزوا حلـل العليـا بفخرهـم
وانقــاد كــل أخــي علـم لعزهـم
قــوم إذا طرقـت أبوابنـا التقـم
يســتدفع السـوء والبلـوى بحبهـم
ويســتزاد بــه الاحســان والنعـم
لـم تحـو شـمس الضحى وما صباحتهم
كلا ولا حـــاز ذو حلــم رجــاجتهم
ولا حــوى الغيــث هطـالا سـماحتهم
يـأبى لهـم ان يحـل الـذم ساحتهم
خيــم كريــم وأبـد بالنـدى هضـم
علــومهم حيرتنــا فــي عجائبهـا
اكفهــم غمرتنــا فــي ســحائبها
أنــوارهم بهرتنــا فـي ثواقبهـا
بيــوتهم مـن قريـش يستضـاء بهـا
في النائبات وعند الحكم إذ حكموا
أيــام أتبــاعهم خفــض بلا نكــد
وكـــف أعـــدائهم كــف بلا عضــد
وشـمس عليـاهم لـم تخـف عـن أحـد
بـدر لهـم شـاهد والشـعب مـن أحد
والخـدقان ويـوم الفتـح إذ صدموا
يـوم البصـيرة كـم أرضى منا صلهم
ويــوم صــفين كـم أروى ذوابلهـم
ووقعـة الهـر كـم أصـفت منـاهلهم
وخيـــبر وحنيــن يشــهدان لهــم
وفــي قريضــة يــوم صــيلم قتـم
يجــري بـأمر إلـه الخلـق أمرهـم
مســلم عنــد كــل النـاس فخرهـم
علا علــى ســائر الأقــدار قـدرهم
مقــدم بعــد ذكــر اللـه ذكرهـم
فـي كـل بـدء ومختـوم بـه الكلـم
يـا رب فـاغفر لمنشيها الذي سبقا
وللــذي جــاء بــالتخميس متسـقا
ومـن قراهـا وغـالي طيبهـا نشـقا
والسـامعين وسـلم مـا السحاب سقى
علـى النـبي كـذا الآل الألى كرموا
نصر الله بن الحسين الموسوي الحائري، أبو الفتح.فاضل إمامي، كان مدرساً في الحائر مغرى بجمع الكتب، سافر مرات إلى إيران لتحصيلها، وقيل: اشترى في أصفهان، ايام سلطنة نادر شاه، زيادة على ألف كتاب صفقة واحدة، ووجد عنده من غريبها ما لم يكن عند غيره، وكان أديباً شاعراً، وأرسل في سفارة عن حكومة إيران إلى القسطنطينية، فقتل فيها، وقد تجاوز عمره الخمسين.له (ديوان شعر) وتآليف منها: (آداب تلاوة القرآن)، و(الروضات الزاهرات) في المعجزات، و(سلاسل الذهب)، ورسالة في (تحريم التتن).