
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا سـفر سـيفر وإن خطـوك بالـذهب
الســيف أصــدق أنبــاء مـن الكتـب
حلــم لذيــذ تقضــّى فــي معاهــدة
أمســـت ممزقــة الأطــراف بالقضــب
ألقــى صــحيفته اليونــان مقتنعـا
مــن الغنيمــة يـا للعـار بـالهرب
ظلـت أمـانيه تـذروها الريـاح وقـد
تقشــعت عــن محيـا الـترك كالسـحب
فاستوضــــحوه هلالا فـــوق رايتـــه
يلقــي الأشــعة عـن عجـم وعـن عـرب
قـــامت لــه الــترك إجلالا تؤيّــده
وأيـدتها اليـد البيضـاء فـي الحقب
هــي البطولـة لـم تـبرح لهـم سـمة
أكــرم بهـا حسـبا ناهيـك مـن حسـب
تـروي الـورى ذكرهـم عـن صـارم ذكر
عـن سـاح الحـرب عـن أفراسها الشهب
تبنـي علـى الفتـح مـا شادته جازمة
بــالرفع مـن شـأنها خفضـا لمنسـحب
هــذي المـآثر فـي القـارات خالـدة
دل المســبب تحقيقــا علــى السـبب
سـلوا الملاحـم إذ يحمـى الوطيس بها
سـلوا المعـامع عـن فرسـانها النجب
فــي الآســتانة كـم مـن آيـة ظهـرت
للفــاتحين وكــم جــاؤوك بــالعجب
نعـــم الأميــر روينــاه لفاتحهــا
عـن الرسـول وخيـر القـول قـول نبي
الــدردنيل وهــم أسـد العريـن بـه
مــن يـوم فتحـه لـم يخضـع لمغتضـب
ســلوا الأســاطيل إذ أمتــه غازيـة
مـا كـان منهـا ومـا لاقتـه مـن نصب
واذكــر محمـده الغـازي وقـد مخـرت
بــرا ســفائنه تمشــي علـى الخشـب
مــا أشــرق الصـبح إلا وهـي راسـية
كأنهــا ليلــة الإســراء لــم تثـب
مــا كــان اشـبهه الماضـي بحاضـره
كــأنه لــم يبارحنــا ولــم يغــب
تنجــاب مـن آسـيا الصـغرى طلائعهـم
فاضــت كســيل علـى الأعـداء منسـرب
جيــش كمــالي بـدا مـن أرض أنقـرة
للّــه تســمية دلــت علــى النســب
يســوقه باســل ماضـي العزيمـة لـم
تفلـل سـيوفه أو تركـن إلـى القـرب
أحيــا وأوجــد بعـد اليـاس دولتـه
مــذ قـام ينهضـها بالسـيف والخطـب
ومــن تكــن نفســه بــاللّه واثقـة
لـم يخـط سـهمه فـي المرمى ولم يخب
هذا فتى الدردنيل اسأل به الدول ال
كـبرى فحاشـا بـأن تنسـى ولـم تجـب
مــا زال يـذكر فـي الأبطـال مـوقفه
يـوم الكريهـة مـذ جلـي عـن الريـب
قضــى المهمــة وارتــاحت خـواطرهم
وكـان مـا كـان ممـا اكتن في الحجب
هــذا الــذي حكمـوا واللّـه حـافظه
أيضــا بقتلـه فاسـتكثر مـن العجـب
مــذ عــد بـادىء بـدء فـي عصـابته
رأس يجمــع رهطــا مــن ذوي الشـغب
أغضــى وأحكــم رأيــا فــي تصـرفه
وقــام للحــق كشــافا عــن الكـرب
فبــات منتقضــا مـا أبرمـوا وغـدت
تسـمو بـه الهمـة القعسا على الشهب
يــزداد يومــا فيومــا فـي جلالتـه
يسـعى مجـدا إلـى العليـاء فـي طلب
نـادى إلى البحر يا جيشي هناك قفوا
فانسـاب سـيل مـن الأفـراس فـي خبـب
مــا كـان أجمـل فـي أزميـر طلعتـه
يــا حســن ثغـره مفـترا علـى شـنب
شــفى قلوبــا تلقتــه علــى ظمــإ
لـولاه مـا انفكـت الأكبـاد فـي لهـب
قــد قيــض اللّــه للأوطـان منتقمـا
مـــن كــل معتســف للشــر منتســب
مــا حـل إلا وحـل النصـر أنبـع مـن
ظــل وأشـهى إلـى الأسـماع مـن طـرب
ســاق الأســارى مـع القـواد صـاغرة
نحــن الأناضــول ملقـاة مـع السـلب
خـابت ظنـون بنـي اليونـان وانعكست
تلــك الأمـاني وضـاع الحلـم بـالأرب
ظلــت بقايــاه فـي الأنحـاء شـاردة
لـم تـدر أيـان مرسـاها مـن التعـب
قـد أذعرتهـا ليـوث الـترك فانتشرت
منهـا شـعاعا ولـج الـروم في اللجب
لا عاصـم اليـوم مـن عصـمت فينقـذها
ولات رأفــة مــن رافـت علـى الغلـب
لاقـت يـداها مـن الأحـرار ما اقترفت
لمـا اسـتطالت رماهـا اللّـه بالعطب
مغــرورة ســاقها للنطـع منهضـها ل
ويـد جـورج الخـرف المشـغوف بالشغب
فــي روعهــا كيفمـا شـاءت سياسـته
ألقـى الدسـائس بـل في جحرها الخرب
فاستأســدت حيــث أنســاها محرشـها
مـــا هــؤلاء فلاقتهــم علــى كثــب
غطـت علـى طرفهـا الأطمـاع فانخـدعت
وســاقها الجشــع الممقــوت للحـرب
خـــابت وخـــاب سياســيا مؤيــدها
والتـــف منتحـــب منهــم بمنتحــب
لاذت إلــى اصــلح وانحلـت عزائمهـا
ممـا اعتراهـا ومـا لاقتـه مـن لغـب
واســتمنحت هدنــة تبقـي علـى رمـق
لــولا تورطهــا للرشــد لــم تثــب
لــم يشــف إسـقاط قسـطنطين غلتهـا
ولا اشـــتهار فنيزيلـــوس بــالخطب
للــترك قــد تركــت رغمـا طراكيـة
واســـتنزفت دمعــة حــرا لمكــتئب
لـولا البـواتر فـي أيـدي الأباة قضت
بـالحق لـم تعـط مـا أعطـت ولم تهب
وهكــذا الحــق لـولا السـيف يظهـره
لــم يحــترم ربـه فينـا ولـم يهـب
للّـــه يـــوم بموادنيــة انعقــدت
فيـه معاهـدة الغـازي الفـتى الدرب
عصــمت وحســبك عصــمت فـي سياسـته
وأنـــه عــن كمــال خيــر منتــدب
أملــى شــروطا تلقوهـا كمـا عرضـت
واستصـوبوها ولـولا السـيف لـم تصـب
وبــات يخطــب ود المســلمين بهــا
مــذ خطهــا القلـم الملـي بالـذهب
واستســـلمت لنــدن للأمــر صــاغرة
واســتتبع الـرأس فـي لأواه بالـذنب
وانحــاز للـترك مـن فـازت سياسـته
وكــان أجـدر فـي الميـدان بـاللعب
واســتثمر بــوانكري لفـرنكلان جنـي
غـرس لغـورو فأرضـى العنصـر العربي
لـو لـم تجـب طلبـة الأتـراك لانفجرت
فــي العـالمين براكيـن مـن الغضـب
يـا مصـطفى المصـطفى راض عليـك فحز
هـذا الرضـا شـرفا يـا خيـر منتخـب
حيتـــك تـــونس فلتقبــل تحيتهــا
عــن روض شــعري بباقــات مـن الأدب
فـي شخصـك الأمـة السـمحاء قـد برزت
تختـال بالنصـر فـي أثوابهـا القشب
واعــتز شـأن بنـي الإسـلام واحتفلـت
كــل الممالــك واهـتزت مـن الطـرب
فاحلــل بمكــة كــي تنحـل عقـدتها
واســجد هنـاك لـرب الـبيت واقـترب
محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار.شاعر تونسي، أصله من المماليك، نشأ في بلاط تونس، وولي فيه بعض الأعمال، وأقيل أو استقال، في خلال الحركة (الدستورية) إثر موت الأمير محمد الناصر (سنة 1340هـ)، فسلك طريق المعارضة السياسية، مع ما يسمونه الاعتدال، قال أحد الكاتبين عنه: (كان حليف الشعب، وشاعر حركاته، ولو نظرنا في دواوين شعره لأمكننا أن نستخرج تقويماً سياسياً لتونس في نصف قرن).له (ديوان شعر - ط)، ومسامرة سماها (حياة الشعر وأطواره - ط)، وكان له باع في الأدب الشعبي، وأغان.