
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـي جـانب القصر كوخ
فقيــــرة ســــكنته
قـد أيمتهـا الليالي
وعزهــــا ســــلبته
وأنهكتهـــا خطـــوب
لقلبهــــا صـــدعته
تعـــول طفلا صــغيرا
وطفلــــة اشـــبهته
اذا بكــت أرضــعتها
وان بكـــى ارضــعته
تقتـات خـبزا جفيفـا
بــــدمعها عجنتـــه
وارســــلت زفـــرات
حــرى بهــا خــبزته
تقضـى الليـالي يغزل
علــى شــعاع ضــئيل
مـن شامخ القصر يأتي
يحكــى رجــاء عليـل
تبكــي وتـذرف دمعـا
ومـا لهـا مـن كفيـل
طفلان نامـــا ولكــن
علــى طــوى وعويــل
علـى الحصـيرة نامـا
بعـد البكـاء الطويل
غطاهمــا ســقف كـوخ
يحكــى بقايـا طلـول
والليــل كـان شـتاء
وغيثـــه كالســـيول
والالـم اذ ذاك حيـرى
فـــي ذلــة وذهــول
نـادت أيـا رب خـذلي
حقــي مــن المغـرور
زوجــي لقـد أرسـلوه
لغايــة فـي الصـدور
لنقــل مــا ادخـروه
مــن حنطــة وشــعير
لاقــى هنالــك حتفـا
ومــا لـه مـن نصـير
وأرضـــه اغتصــبوها
وعمـــرت بالقصـــور
مشــــيدات ولكــــن
مـن كـد أيدي الفقير
قــد حــوطت بســياج
وزينـــت بـــالزهور
تـرى المقاصـير فيها
بالكهربــاء المنيـر
تضــاء تحكـي نهـارا
رغمــا عـن الـديجور
وصـــاحب القصــر لاه
عمــا يحــل بجــاره
يلهــو بــأنس ولعـب
فــي ليلــه ونهـاره
ففــي النهـار تـراه
فـي كـبره واغـتراره
علــى أريكــة حكــم
مــــزملا بوقــــاره
اذا أتــــاه قـــوى
يقــوم فــي اكبـاره
وان أتـــاه ضـــعيف
يشـكو الاذى من جوازه
يريــه وجهـا عبوسـا
كـالليث عند ازوراره
مزمجـــرا تحســـبنه
البركان حين انفجاره
وفــي دجــاه تــراه
رهيــن لعــب قمـاره
الكــأس بـالخمر ملأى
تــدار فــي ســماره
عــن اليميــن مغــن
وقينــه عــن يسـاره
تسـقيه كأسـا دهاقـا
والنقـل مـن جلنـاره
وربــة القصـر غـابت
عــن قصـره بـازدراء
تـدري إلـى اين راحت
راحـت الـى السينماء
ســــيارة حملتهـــا
فــي زينــة وبهــاء
يقودهــا خيــر شـهم
ذو عفــــة وابـــاء
هـل يجمع الذئب يوما
علــى طـوى مـع شـاء
أو تجمـع النارقل لي
صــيفا مـع الحلفـاء
حـتى اذا الليـل ولى
بحلــــة الظلمـــاء
عادت الى القصر فجرا
ملتفــة فــي فــراء
تختـال تيهـا وعجبـا
تميــس كــالخيزرانه
تهــز عطفــا رشـيقا
كــأنه غصــن بــانه
فلا عتـــاب عليهـــا
لانهــــا ســــكرانه
قضــت دجاهــا بـأنس
مـع سـائق في الحانه
تعاطياهـــا كؤوســا
فــي غرفــة مزدانـه
حتى اذا ما انتشت من
كؤوســـها الملآنـــة
وحـاكم السـكر أهـدى
اليهمـــا شـــيطانه
القــى علـى اذنيهـا
بــأن تخـون الامـانه
مــدت هنالــك زنـدا
ســوارها قــد زانـه
وطــوقت منــه جيـدا
وراح كـــل وشـــانه
وصــارخ الحـق نـادى
بصــــرخة رنــــانه
ذنــب يــذنب جنــاه
هـذا جـزاء الخيـانه
صالح بن مهدي بن حسين ظاهر البدري.شاعر بغدادي المولد والنشأة، سامرائي الأصل، بدري العشيرة. تقلد عدة مناصب في مديرية الطابو في كربلاء والنجف والكوت وبعقوبة وقضاء الكاظمية، وكانت المجلات والجرائد النجفية تنشر له بعض القصائد، كان يعرف اللغة التركية بإتقان وقد ترجم بعض ما قاله الفيلسوف التركي محمد رضا توفيق إلى العربية، كما تعلم الفارسية، وله إلمام باللغة الفرنسية، جالس الرصافي والزهاوي وعبد الرحمن البناء وغيرهم من الأدباء وكانت تجمعهم ندوات شعرية وأدبية. ساهم الشاعر مع أخيه محمود البدري مساهمة فعلية في إنشاء أول مدرسة أهلية ذات نظام سميت بمدرسة التهذيب البدرية الأهلية.