
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بعــد ذاك الهنـا وعهـد الرخـاء
كــدر الــدهر صــفونا بــالغلاء
وطغـت موجـة مـن الطمـع الفتـاك
أودت بنعمــــــة الضــــــعفاء
جشـــع أفعـــم القلــوب بنــار
مــن جحيــم الشــقاء والشـحناء
يــا قســاة القلــوب هلا رأفتـم
بضـــعاف مـــن صـــبية ونســاء
أنســــيتم نعمـــاء رب رحيـــم
قــد حباهــا لكــم بغيـر جـزاء
نعمــة اســبغت عليكــم فكونـوا
يـا محـبي الـدنيا مـن الرحمـاء
أفلا تـــذكرون مــا قــد روتــه
علمــاء الــدنيا عــن الانبيـاء
ان خيــر الاعمــال مـن غيـر شـك
صــــدقات الغنــــي للفقـــراء
فيهـــا يـــدفع البلاء وفيهـــا
ينــزل الخيـر مـن الـه السـماء
أيهـــا الاغنيــاء رقــوا قليلا
وارأفــوا بالايتــام والبؤســاء
فيهــم المعــوز المقــل سـقيما
ليــس يلقــى لــدائه مـن شـفاء
قــد أحــاطته مــن بنيـه صـغار
أنهكتهــم يـدي الطـوى بالشـقاء
وتـــرى أيمـــا هنالــك حيــرى
مـــع أطفالهـــا بغيــر عشــاء
تحــت ســقف مــن كوخهــا تــذر
ف الــدمع بجنـح الظلام كـالانواء
وأكــف الضــراء ألقــت عليهــم
ســتر بـؤس مـن زمهريـر الشـتاء
لا طعــام ليــدفع الجــوع عنهـم
لا ثيــــاب هنــــاك للارتـــداء
غيــر أســمال باليــات عليهــم
نســـجتها لهــم أكــف العنــاء
لا فـــراش للنــوم غيــر حصــير
رقـــدوا فوقهــا بغيــر غطــاء
لا دثــار ليــدفع الــبرد عنهـم
لا ســــراج يجــــود بالاضـــواء
غيــر ضــوء مــن الضـياء ضـئيل
يســـتمدون مــن دراري الســماء
أيهـا الرافلـون فـي حلل النعمى
أجيبــــوا لـــدعوتي ونـــدائي
انقـذوا البائسـين من هوة البؤس
وجـــودوا بعطفكـــم والســـخاء
وأغيثـــوا أطفــالهم والايــامى
بنقـــــود بمطعــــم بكســــاء
وامنحـوهم ممـا حبـاكم بـه الله
مــن الخيــر والهنــا والـثراء
وانبذوا البخل وارأفوا باليتامى
وارحمــــوهم فالويــــل للبخلاء
أولســتم أبنـاء مـن خلـد التـا
يـــخ أفعـــالهم بحســن ثنــاء
أولسـتم أبنـاء مـن بذلوا المال
لكســـب الثنـــا ونيـــل العلاء
غمروا الكون بالعطاء وفعل الخير
للنـــاس فـــي الخفــا والجلاءؤ
فابـذلوا بعـض مـا غنمتم وجودوا
واقتـــدوا بالجـــدود والآبــاء
أيهـــذا الغنـــى فكـــر قليلا
وترفــــق بحالــــة الضـــعفاء
أفترضـــى بـــأن تشـــاهد طفلا
يتلــوى مــن جـوعه فـي العـراء
أو عجــوزا مــن بؤســها تــذرف
الــدمع علــى كسـرة وبعـض رداء
أيـن عنك الحنان والعطف والرأفة
والـــبر يـــا أخــا الغنيــاء
ارحمــــوا ترحمــــوا كلام رواه
ســيد الكــون عـن الـه السـماء
صالح بن مهدي بن حسين ظاهر البدري.شاعر بغدادي المولد والنشأة، سامرائي الأصل، بدري العشيرة. تقلد عدة مناصب في مديرية الطابو في كربلاء والنجف والكوت وبعقوبة وقضاء الكاظمية، وكانت المجلات والجرائد النجفية تنشر له بعض القصائد، كان يعرف اللغة التركية بإتقان وقد ترجم بعض ما قاله الفيلسوف التركي محمد رضا توفيق إلى العربية، كما تعلم الفارسية، وله إلمام باللغة الفرنسية، جالس الرصافي والزهاوي وعبد الرحمن البناء وغيرهم من الأدباء وكانت تجمعهم ندوات شعرية وأدبية. ساهم الشاعر مع أخيه محمود البدري مساهمة فعلية في إنشاء أول مدرسة أهلية ذات نظام سميت بمدرسة التهذيب البدرية الأهلية.