
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــم بنـا أيهـا الحـبيب قليلا
نتمشــى علــى ضــفاف الفــرات
ونســـلي نفوســـنا تحــت ظــل
مــن ظلال الصفصـاف ذي العـذبات
ونـروي مـن مـائه العـذب قلبـا
أحرقتـــه لواعـــج الزفـــرات
وعلــى نغمـة الميـاه الجـوارى
تحـت ظـل مـن نخلهـا الباسـقات
أطلــق النفــس يـا أخـي قليلا
مــن قيـود التقليـد والعـادات
وتفكــــر بمــــائه ان فيـــه
عظــة للهــداة قبــل الطغــاة
كلنــا يعــرف الميــاه ويـدري
ان فيهــا أحيــاء كــل مــوات
قطــرات الميــاه منــك ومنــي
ومــن الزهـر والربـا والنبـات
خلقتهـــا يــد المكــون ســرا
مـن بقايـا الوجـود والكائنـات
بخرتهـا حـرارة الشـمس تصـعيداً
لأعلــى الــبرود فــي الطبقـات
لمكــان فيــه اسـتحالت جليـدا
ثـم غيثـا يهمـى علـى الربـوات
ربمــا قــد حـوت بقايـا جسـوم
لـــذوي المكرمــات والعزمــات
حيــث ان الاجســام تنحــل فــي
الارض بعيــد الضــنا الـى ذرات
واذا مــا الريـاح تعبـث فيهـا
عبـــث الطفــل لاهيــا بكــرات
فتراهـا آنـا مـع المـاء تجـري
وتراهــا طــورا مــع الروضـات
تســتمد الاشــجار منهــا حيـاة
هــي فيهــا تجــود بــالثمرات
فيعيــش الانســان منهـا ويحيـا
وكــذاك الوحــوش فـي الفلـوات
غيـر بـدع لـو اننـي قلـت هـذا
البحــر يومـا خلاصـة مـن هـداة
وكــذا القــائد المحنــك فــي
الحـرب لعمـري نتيجـة مـن غزاة
هـــل تـــرددت اننــا حيــوان
يأكـل البعـض بعضـه ف يالحيـاة
هـل يخـال الانسـان في الكون ان
النـوع فـرد فـي بقعة المنتجات
لـو تفكـرت فـي الميـاه لشاهدت
اتحــادا فــي هــذه القطــرات
تبغي في ذا أن تجمع الجنس منها
ويـك هـل انـت مثلها في الصفات
قطــرة المــاء لا تــود جمـودا
مثلمــا انــت جامـد فـي سـبات
وهــي طوعـا لـديك تلعـب فيهـا
كـــل حيـــن وكـــل وقـــت آت
أفلا قــد أخــذت عنهــا دروسـا
لاتحــاد الانــام فــي الغايـات
فحيــاة الوجــود تلقـى دروسـا
ودروســا تلقــى لـدرس الحيـاة
ليعيــش الانســان عيشـا رغيـدا
آمنــا مــن تصــرف النائبــات
أيهــذا الشــرقي حتــام تبقـى
بانحطــاط فــي أسـفل الـدركات
فـاطرح الجهل واطلب العلم دوما
انمــا العلــم جنــة للنجــاة
صالح بن مهدي بن حسين ظاهر البدري.شاعر بغدادي المولد والنشأة، سامرائي الأصل، بدري العشيرة. تقلد عدة مناصب في مديرية الطابو في كربلاء والنجف والكوت وبعقوبة وقضاء الكاظمية، وكانت المجلات والجرائد النجفية تنشر له بعض القصائد، كان يعرف اللغة التركية بإتقان وقد ترجم بعض ما قاله الفيلسوف التركي محمد رضا توفيق إلى العربية، كما تعلم الفارسية، وله إلمام باللغة الفرنسية، جالس الرصافي والزهاوي وعبد الرحمن البناء وغيرهم من الأدباء وكانت تجمعهم ندوات شعرية وأدبية. ساهم الشاعر مع أخيه محمود البدري مساهمة فعلية في إنشاء أول مدرسة أهلية ذات نظام سميت بمدرسة التهذيب البدرية الأهلية.