
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حتــام تبقــى فــي غـرور
لاه بتافهـــــة الأمــــور
تغـــدو وتمســـي لاهيـــا
بيــن الحــدائق والقصـور
وتبـــذر الامـــوال فـــي
كســب المــآتم والشــرور
وتــتيه فـي ابـراد كـبرك
ســـاحبا ذيـــل الغــرور
تختــال فــي حلـل البهـا
لــم تخـش عاديـة الـدهور
ألهــاك حــب المـال حـتى
عـــن مســـاعدة الفقيــر
وعـــن اليتــامى والايــا
مــى مــن غـدون بلا نصـير
لـــم تلتفــت للبائســين
فهـــل غـــدوت بلا ضــمير
أســـمعت باكيـــة بجنــح
الليــل بالــدمع الغزيـر
والهـــم أنشـــب ظفـــره
فـي قلبهـا الواهي الكسير
تبكــي وتنــدب مـن اليـم
البــؤس والعيــش العسـير
وتبــــث فـــي آهاتهـــا
الشـكوى الـى الرب القدير
لعـــب الاســـى بفؤادهــا
لعــب الزوابــع بالسـعير
تقضــى الـدياجي مـا لهـا
غيــر المـدامع مـن سـمير
ترنــــو لاطفـــال جيـــا
ع رقـــد فـــوق الحصــير
قـــد عللتهــم بالامــاني
حيـــث نـــاموا بــالاخير
نــاموا علـى حسـك الشـقا
ء وانـــت لاه فــي ســرور
وتـــرى بنيـــك وأمهـــم
رفلــوا بأرديــة الحريـر
يتقلبــــــون بنعمـــــة
فــوق النمـارق فـي حبـور
فــاذا شــكى أحـد تسـارع
بالــــدعاء وبالنــــذور
ودعـــوت حــالا بــالطبيب
وبــــالمعوذ والبخــــور
ويكـــاد قلبـــك أن يــذ
وب وكـان مـن صـلد الصخور
هلا رأفـــت قبيـــل هــذا
بــــالفقيرة والفقيــــر
قــد غـرك المـال الكـثير
ولــم تفكــر فـي المصـير
هــب قــد ملكـت الكائنـا
ت فمــا مصــيرك بــالاخير
ان الحيـــــاة ســــياحة
فــي ذروة العمـر القصـير
ســتعود فــي خفــى حنيـن
مــن بعــد جهـدك للقبـور
وتنـــام فـــي ملحـــودة
مــن بعـد شـامخة القصـور
ظلمـــاء ضـــيقة الفنــا
ء وأنــت فيهــا كالاســير
لا لهــــو فيهــــا لا ولا
ضـــوء هنـــاك لمســتنير
أعلمــت كــم مــن صــائم
يطــوى النهــار بلا سـحور
فيــروح يكـدح فـي النهـا
ر بذلــة العيــش العسـير
متحملا عبـــــء الحيــــا
ة بهمــة الرجــل الخـبير
حــتى اذا أمســى المســا
ء يعــود للــبيت الحقيـر
متأبطـــا مـــا ابتــاعه
بالجهـد مـن خـبز الشـعير
وبكمـــه تمـــر كـــأحقر
مــا يكــون مــن التمـور
فيـــرى بنيـــه وأهلـــه
هـــم بانتظــار للفطــور
وتـــرى خوانـــك مـــدما
بيــن الخمــائل والزهـور
صـــفت عليـــه الطيبـــا
ت لكـــل مختـــال فخــور
وعليـــه ممـــا تشــتهيه
النفــس مـن لحـم الطيـور
طــــافت بـــه فئة مـــن
المـثرين بالـذهب النضـير
هــذا هــو الانصــاف يــا
رب الارائك والقصـــــــور
أيــن المــروءة والحنــا
ن وأيــن عاطفــة الضـمير
قــم وابــذر الاحسـان مـا
بيـن الكـبير الـى الصغير
لتفــوز فـي يـوم الحصـاد
بمــا زرعــت مـن البـذور
وهنـــاك تحظـــى بالــذي
ترجــوه فـي يـوم النشـور
واســي الضـعيفة والضـعيف
بمالـــك الجــم الكــثير
وانفق عليهم من نعيم الله
والخيــــــر الـــــوفير
واعطـف علـى أبنـاء جنسـك
مـــن قعيـــدٍ أو ضـــرير
الفخـر بالاحسـان والاحسـان
طــــوق فــــي النحـــور
بــادر لفعــل الباقيــات
الصــــالحات بلا فتــــور
كيمــــا تخلـــد ذكـــرة
تتلــى بــأفواه العصــور
فالــــذكر عمـــر آخـــر
يبقــى علــى كـر الـدهور
صالح بن مهدي بن حسين ظاهر البدري.شاعر بغدادي المولد والنشأة، سامرائي الأصل، بدري العشيرة. تقلد عدة مناصب في مديرية الطابو في كربلاء والنجف والكوت وبعقوبة وقضاء الكاظمية، وكانت المجلات والجرائد النجفية تنشر له بعض القصائد، كان يعرف اللغة التركية بإتقان وقد ترجم بعض ما قاله الفيلسوف التركي محمد رضا توفيق إلى العربية، كما تعلم الفارسية، وله إلمام باللغة الفرنسية، جالس الرصافي والزهاوي وعبد الرحمن البناء وغيرهم من الأدباء وكانت تجمعهم ندوات شعرية وأدبية. ساهم الشاعر مع أخيه محمود البدري مساهمة فعلية في إنشاء أول مدرسة أهلية ذات نظام سميت بمدرسة التهذيب البدرية الأهلية.