
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـر جنـح مـن الـدجى وفؤادي
خـافق كـالنجوم فـي الخفقان
ارقـب النجـم في الظلام بلحظ
يرسـل الـدمع كالحيا الهتان
مـن ثنايـا مقصورة أنا فيها
مثـل سـر فـي عـالم النسيان
وحنايا الضلوع تقذف في الجو
لهيبهــا كفوهــة البركــان
زفــرات فــي أثرهـا زفـرات
أرســلتها كــوامن الاشــجان
وأرى الليــل خاشـعا لانينـي
أتـرى قـد دهاه ما قد دهاني
وغـدا الكـون فـي سكون رهيب
يـا تـرى قـد خلا مـن السكان
ونجـــوم الافلاك ترنــو مطلات
علينــا مــن شاسـع الاكـوان
يتهـادين في الفضاء اختيالا
كتهـادي الحسان بين المغاني
ليـس يخشـين مـن شـقاء وبؤس
أتـرى قـد حملـن حرز الاماني
ليـس للبـؤس والشـقاء اليها
مـن سـبيل أو للاذى والهـوان
خالدات بالرغم من عبث الدهر
وكـــر العصـــور الازمـــان
يـا بنات السماء هل مسعد لي
فيـك اذ لـم أجده في الانسان
فلكــم قـد هـديت مـن تـائه
ضــل بليـل محلولـك الادجـان
وأنــرت الظلام منــه بضــوء
منـك يزجـي لـه بغيـر تـوان
ثـم طـالعت في كتاب الليالي
ودرسـت الالفـاظ ثـم المعاني
ان نفسـي قـد صـدعتها همـوم
قارعــات تزيـد فـي أشـجاني
أسـمعتني الخطـوب ألحان بؤس
فنظمــت الـدموع نظـم جمـان
كيفمـا دار منـي اللحظ حولي
لا يـرى غيـر خـائن أو جبـان
وطنــي شـعاره الكـذب فينـا
وهــو عيـن الوبـاء للاوطـان
جمــع المــال عنـوة بـدعاة
راج تمــويههم علـى الاذهـان
أو مـداج قـد راح يظهر زهدا
وهـو حقـا أخـزى من الشيطان
ألبـس الزهـد حلـة مـن نفاق
لخــداع الانــام فـي كـل آن
أو طـبيب بزعمـه فـاق لقمـا
ن بعلــم الاديــان والابـدان
فــإذا مــا أتيتــه بمريـض
يتشــكى مـن كـثرة الغثيـان
قـال هـذا قـد اعـتراه وباء
وهـو كـذب قـد شيب بالبهتان
لــم يكـن همـه شـفاء مريـض
لا ولا الرفــق منـه بالإنسـان
قصـده أن يفـوز فـي جمع مال
لا يبــالي أن يهلــك الثقلان
وتـرى الحـاكم الـذي سـلطوه
فــي قــوانينهم بكـل زمـان
ان تصــدى للحكـم كـان كفـر
عـون على جهله بسيط المعاني
قصـــده أن ينــال بــالعنف
والجور وبالكبرياء كل الأمان
وكـذا النـائب الذي انتخبوه
هــو لــص لكنــه فـي آمـان
يتهـادى ولـم يخـف مـن عقاب
مـذ غـدا في حصانة البرلمان
بشـــر جلـــه نفـــاق وزور
ومخـاز لـم تنحصـر باللسـان
رقـدة فـي المنام أحسن عندي
مــن حيــاة تمـوج بـالأحزان
صالح بن مهدي بن حسين ظاهر البدري.شاعر بغدادي المولد والنشأة، سامرائي الأصل، بدري العشيرة. تقلد عدة مناصب في مديرية الطابو في كربلاء والنجف والكوت وبعقوبة وقضاء الكاظمية، وكانت المجلات والجرائد النجفية تنشر له بعض القصائد، كان يعرف اللغة التركية بإتقان وقد ترجم بعض ما قاله الفيلسوف التركي محمد رضا توفيق إلى العربية، كما تعلم الفارسية، وله إلمام باللغة الفرنسية، جالس الرصافي والزهاوي وعبد الرحمن البناء وغيرهم من الأدباء وكانت تجمعهم ندوات شعرية وأدبية. ساهم الشاعر مع أخيه محمود البدري مساهمة فعلية في إنشاء أول مدرسة أهلية ذات نظام سميت بمدرسة التهذيب البدرية الأهلية.