
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ابن السرى والليل والبيداء
ومكابـــد الأهـــوال والأهــواء
ومســـالم الآرام وهــي تحــارب
الأحشــاء منــه بغــارة شـعواء
مـا جـردت غيـر اللحاظ بها ظبا
وظبــا الظبــاء أقــد للأحشـاء
والطعنــة النجلاء يمكـن برؤهـا
مــا لــم تكـن مـن مقلـة نجلاء
إن تبـك بالـدمع الشـباب فإنني
أبكـــي علــى أيــامه بــدماء
بعثــت إلــيّ الأربعـون رسـائلا
بيــض الســطور برقعــة سـوداء
طلعــت وأظلــم طـالعي فكأنهـا
زهــر النجــوم بليلــة ظلمـاء
قـد كـان ليـل ذوائبي لي شافعاً
واليـوم صـبح الشـيب من رقبائي
وشاشـة الكاسـات تسـمج فـي يدي
ذي شـــيبة كتقطـــب اللؤمــاء
لـم تحـرم الشـمطاء إلا بعـد ما
لعبـــت بــرب ذؤابــة شــمطاء
آهــا علــى عيـش هصـرت غصـونه
بيــن الأجــص وجوشــن الشـهباء
مـا كـان أقصـر عمـر طيب رطيبه
وكــذاك صــفو مـوارد الـدنياء
ولقـد خبرت بنى الزمان وخسة ال
آبـــاء تنتــج خســة الأبنــاء
إيــاك تركــن منهــم لممــاذق
يبــدي الوفـاء ولات حيـن وفـاء
وتجنبــن مـن ليـن ملبـس عطفـه
فعالضــب يصــداً متنـه بالمـاء
ولطالمــا أصــفيت قبلـك خلـتي
مـــن لا أراه موافقــاً لأخــائي
وبلـــوت منــه وداده فرأيتــه
متلونـــاً كتلـــون الحربـــاء
فغــدوت أحـترز الأنـام وغـدرهم
إن الطــبيب يخــاف مـس المـاء
وقطعـت باليـأس الرجـاء لـديهم
واليــأس يجـدع أنـف كـل رجـاء
وشـربت عـذب الـدهر دون لجـاجه
فرويـــت إلا مـــن دم الأعــداء
لا كـان مـن يغضـي علـى وتر ولا
قــرت ونــامت أعيــن الجنبـاء
فلأنهضــن لمــا يمكلنــي العلا
إن العلا فــي قبضــة الهيجــاء
بعصـابة يتسـارعون إلـى الـوغى
ســـرد الوقـــايع شــيّب الآراء
أمضـى سـيوفاً مـن نـوافث بابـل
وأرق أخلاقـــاً مـــن الصــهباء
لا يعرفـون الـذل إلا فـي الهـوى
والحــــب ذُلُّ أعـــزة كرمـــاء
إن الـــذليل معـــذب بحيــاته
لا ميــــت إلا ميـــت الأحيـــاء
أعنـي بنـي سـيفا وحسبك أن تقل
فيمــا ينوبـك يـا بنـي سـيفاء
ثقـتي سـليمان الزمـان المرتقي
شــرف المعــالي أشـرف الأمـراء
ذو اليـأس تقلـق يـذبلا سـطواته
وتـرى السـكون أحـاط بالـدأماء
وأخـو المكارم والمراحم في غني
بوجــوده الــدنيا عـن الأنـواء
حكمــان منتســخان فــي أيـامه
يــأس القلــوب وعظــة اللـواء
تتصــاغر الكــبراء دون محلــه
أي النجــوم تضــيء عنـد ذكـاء
لــم تعلـم العليـاء إلا باسـمه
فكــأنه علــم علــى العليــاء
الأمجـد المعطـاء ابـن الأمجد ال
معطــاء ابــن الأمجـد المعطـاء
عجبـاً لمـن يرجـو نباهـة قـدره
فــي الأمــر والأفعـال والأسـماء
ولكــل طيــر همــة يعلـو بهـا
متــن الهـواء وليـس كالعنقـاء
يـا واحـد الأمـراء بـل يا واحد
الكـبراء بـل يـا واحـد الفضلاء
إنــي أسـير أسـير دهـر يشـتكي
شـــد العقـــال وشــدة العقلاء
والحــزم صــيرني إليــك وإنـه
يدنى القريب إلى البعيد النائي
علمــاً بــأن المبتلـى بعظيمـة
لـم يجلهـا عنـه سـوى العظمـاء
فاســتعتب الأيــام لـي فلربمـا
نبــع الـزلال العـذب مـن صـماء
واسـتبق منـي فـي الزمـان بقية
وهنـت كلـوم المصـب فـي لميـاء
لـولا التأسـي لم يدع منها الأسى
لأســـاءة عضــواً مــن الأعضــاء
واعطــف علــيّ بنظــرة كسـوبها
عطفــي فـي اللـواء ثـوب بهـاء
فالبـدر يكمـل بعـض نقـص محاقه
وظهـــوره للعيــن غــب خفــاء
ولكــل ضــيق مخــرج مـن بعـده
ولكــــل داء صــــحة بـــدواء
والصبر يدني النصر منك وإن ترى
كالصـبر فـي البأسـاء والضـراء
ولأنــت مـن قـوم إذا خطـب دجـى
وتشـــابه الأصـــباح بالأمســاء
طلعــت لنـا أحسـابهم ووجـوههم
وعلـــومهم وســـيوفهم بضــياء
فاسـلم نجيـب كـرام قـوم للورى
عوضــاً عـن الكرمـاء والنجبـاء
ولخيــرُ مـا تعتاضـه منـا ثنـا
يبقـــى وإن بقاءنـــا لفنــاء
حسين بن أحمد بن حسين الجزرى.شاعر، من أهل حلب، أصله من جزيرة ابن عمر، ونسبته إليها، تنقل بين الشام والعراق والروم، ومدح بنى سيفا (أمراء طرابلس الشام) واستقر فى حلب، ثم رحل إلى حماة، فتوفي فيها.له (ديوان شعر - خ)